TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > في ذكراه الخامسة عشرة ..حامد خضر.. نُبل إنساني خالد

في ذكراه الخامسة عشرة ..حامد خضر.. نُبل إنساني خالد

نشر في: 13 أغسطس, 2012: 05:54 م

بشار عليوي والله ياحامد .. أن الفراقَ تعود  .. والموت ما منهُ إتقاء .. والله لم أبكِ الخسارة  .. كنتُ أبكي ظرفنا الجاحد .. لطالما يكون الحديث عمن فارقونا، مشوب بالكثير من الأسى والحزن خصوصاً إذا كان من نستذكرهُ، قد ترك بغيابهِ فراغاً كبيراً لا يُمكن أن يُملى وبالتالي يصبح الاستذكار جزءاً من الاعتيادية، لكن مع الاستثنائيين نعمد إلى المُغايرة في الطرح وانتقاء المُفردة التي تليق بهيبتهم. حامد خضر ..
اسم استثنائي في كُل شيء، في حياتهِ، عملهِ ، فنهِ ، التزامه، نُبلهِ ، صدقهِ ، ......... وكم هائل من الصفات التي اتصف بها ، لذا كيف يكون استذكارهُ؟ مؤكداً ينبغي أن يكون مُغايرا ، لأن فقيدنا الغالي (أبا أحمد) كان مُغايراً في كُل شيء ، فترانا نحنُ المجوعين برحيلهِ نُفتش، نُقلب، نُغاير، نبحث بين المُفردات كي نكتب شيئاً بحق روحهِ النبيلة وإنسانيتهِ الاستثنائية . خمسة عشر عاماً منذُ رحيلهِ عنا جسداً، وما زال حاضراً بيننا وحياً فينا . أيُ زرعٍ ترك ، وماذا زرعَ الـ(حامد) من خُضرة كي يجعلنا نتفيأ في ظلالها؟ ولماذا هذا الاتفاق الكامل والجمعي على شخصهِ النبيل؟ وبسرعة يأتيك الجواب فقط هو الاستثنائي، من يتصف بهكذا توصيفات. الآن أُخاطبك يا حامد خضر.. أُستاذي الجليل .. أُخاطب هذا الجنون الذي تركتنا فيهِ، حُبكَ والوفاء لك، قُلتها في زمن الجوع والحرمان والبؤس … في ظل غياب صدق الكلمة والموقف والمبـدأ .. في ظل تطميس الغجر وأشباه المسرحيين لقدسية خشبة المسرح العراقــي.. في ظل اعتلاء أغبياء العالم لمنصة قيادة الفن العراقـــي .. قُلتها يا أُستاذي مدويةً (المسرح وطن ينبغي ألا نخونهُ) ونحن باقين كما عهدتنا. لن آتي بجديد حينما أعترف بحيرتي وأنا أُحاول كتابة شيء في حق نقاء روحك النبيلة. هي حيرة البداية التي أردتَ أنتَ لها النهاية دونَ أن تتركَ لنا فُسحةً كافية لمُسمى الوداع الذي يسبق فراق الحبيب والذي لا بُدَ لهُ من عودة وهو هاجس مُريح ربما .. لمن يُحب ، فكيف يكون الفراق إذاً والحبيب هو حامد خضر ؟؟ . هكذا أنت يا نبيل .. هكذا أنت حتى في رحيلك الأبدي قد التحفت بِكُل ما هو نقي وإنساني في زمنٍ طُبع بحافر سمو نفسكَ العزيزة... في زمنٍ أسود أراد لهُ جمهرة المُطبلين والمُزمرين ممن تسيّدوا ساحة مسرحنا العراقي المُقدس، لزمنهم الكالح هذا أن يدوم ويستديم.. لكن نقاء روحك وسمو مسرحكَ، هما من لون طريقنا ببياض إنسانيتك أولاً وعبقريتك المسرحية الموؤدة ثانياً . نعم هكذا كُنتَ يا مُعلمي .. يا أبا أحمد .. مُربياً قبل أن تكون الأستاذ ، والفنان قبل المُدرس ، الشريف ، الذي أعطانا درساً بليغاً في النقاء _ النُبل _ السمو الروحي _ عندما فضلتَ، رحمةُ الله عليكَ أن تعمل "حمالاً" في سوق الشورجة بعد انتهاء دوامك... مُربياً فاضلاً وفناناً أصيلاً في معهد الفنون الجميلة، على أن تنخرط في زمرة المُهشمين لقيم مسرحنا العراقي النبيلة والمسيئين لحُرمة خشبتهِ.. فأي نُبلٍ هذا؟ أي سموٍ هذا؟ أي ثباتٍ على الموقف هذا؟ ذلك الذي لفّ روحك الطيبة ، فمن يُريد أن يتعلم ؟ فليأتي الى مدرسة حامد خضر ، وليأخذ العبرة ، فمؤكد أنهُ سيتعلم و( يُعَلِمْ ) أن المبدأ لهُ قدسية والتدريس لهُ قُدسية ، والمسرح لهُ قُدسية . كثير من المُدعين أصحاب الإنجازات الفارغة ممن لا همّ لهم سوى السعي لترك شيء ما يُشار لهُ بالبنان حيث يُحاولون بشتى السُبل ، لكنهم يفشلون وقد فشلوا ، إلا أنتَ ، فلم ترضَ بأي شيء لأنك شيء وكيان ووجود معرفي وقيمي وأخلاقي ورمز من رموز مسرحنا العراقي ، لأنك حامد خضر وكفى.  عندما رحلتَ عنا جسداً ، توالدت الأسئلة التي ما زالت تتوسل الإجابة .. كيف يُمكن أن نكون بحجم الوفاء لشريفٍ مثلك؟ كيف يُمكن أن تكون صورة هذا الوفاء إلى حامد خضر؟ كيف؟ كيف نُجدد ذكراك كُل عام؟. لم يبقَ لنا ونحن نستذكركَ في كُل عام إلا أن نُردد معك وكما كُنتَ تُحب (السلامُ على كُل من غادر إلى قبرٍ.. بدون سرقفلية) .. فسلامٌ على روحكَ... سلامٌ على سُفنكَ التي غادرتنا .. وسلامٌ عليك.. يا صوفيّ مسرحنا العراقي.. سلامٌ عليكَ يا معلمي.. سلامٌ... سلامٌ... سلامٌ ..(بيبلوغرافيا) .. حامد خضر* مواليد 1955.* أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدينة الحلة.* دخل معهد الفنون الجميلة- قسم المسرح- بغداد/ عام 1972.* أكمل دراسته في كلية الفنون الجميلة- قسم المسرح - بغداد/ عام 1980.* عمل تدريسياً ورئيساً لفرع التمثيل/ قسم المسرح/ معهد الفنون الجميلة/ بغداد لحين رحيله.* اخرج للمسرح أثني عشر عملا مسرحيا أولها (المحاكمة) 1976 ، آخرها (المحذوف يتألق ثانية في عوالم الأضداد) 1995.* أسهم كممثل في أدوار خالدة في ذاكرة المسرح العراقي ، كدوره في (المجنون) إخراج قاسم محمد.* حصل على جائزة أفضل ممثل _ مهرجان المسرح الجامعي _ بغداد 1980.* حصل على جائزة أفضل مخرج _ مهرجان منتدى المسرح _ 1992.* أطلق عليه النقاد لقب (صوفي المسرح العراقي).* توفي مساء يوم 5/8/1997، اثر حادث مؤسف أثناء عودته من بغداد إلى مدينته الحلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram