اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الثــــــورة المعلوماتــيــة وعلـــــوم المــــــستقبل

الثــــــورة المعلوماتــيــة وعلـــــوم المــــــستقبل

نشر في: 13 أغسطس, 2012: 06:04 م

أوس عزالدين المانع لقد أتاحت اليوم الثورة المعلوماتية وشبكة الاتصال الواسعة التي خلقتها الشبكات الاجتماعية المختلفة لوناً مختلفاً من الحوار غير المسبوق بين الفئات المختلفة ، التي تمثل أطيافاً واسعة من الانتماءات والخلفيات والمرجعيات الثقافية المختلفة تجاوزت الحدود الطائفية والجغرافية ، أسست لثقافة
 جديدة أتاحت للملايين من أفراد الشعوب العربية أن تتجادل وتتناقش وتتبادل الأفكار والأحلام والابتسامات في ما بينها ، وتتعرف على الخصوصية التي تميز شعوب هذه المنطقة أو تلك ، وتدرك التباينات والتمايزات ، لكنها تتفق في طموح واحد ، إذ أنها تتشارك التعبير عن طموحات التغيير والتطلع إلى غد أفضل ، وبالتأكيد خلقت مشروعيتها الشعبية في (( حق طلب الكلمة ))، فقد أصبح من حق الجميع أن يقول ما يشاء ويعبر عن رأيه وقت ما يشاء وينتقد من يشاء وكيفما يشاء.ولذلك ، فإن الحوار المفتوح على اتساعه بين جميع الأقطار العربية ، وبين أبناء كل قطر على حدة ، في السياسة والاقتصاد ، وفي الفلسفة والتاريخ ، وفي نقد السلوكيات الاجتماعية ، لا يمكن أن ينتج عنها سوى نهضة وتطلع إلى المزيد من التحديث والتقدم ، أي التطلع إلى المستقبل المشرق . ولهذا لا نجد في أقسام الدراسات الأكاديمية أي فرع متخصص بدراسة (( المستقبليات )) أو (( علوم المستقبل )) ، بينما هو اليوم فرع رئيسي من الدراسة المستقرة أكاديميا في جامعات أوروبا وأمريكا ، وتتفرع منه العديد من التخصصات المختلفة ، تنعكس في العلوم والفلسفة والتعليم والابتكار والصناعة والفلك والهندسة وسواها .وهو فرع من العلوم يعتمد على مفاهيم العلوم المستقرة وعلى دراستها جنبا إلى جنب مع الواقع ، وهو عملية بناء افتراضات مستقبلية بناءً على حسابات دقيقة لعوامل موجودة وأخرى متوقعة تعرف باسم (( عناصر المخاطرة )) ، والجزء الأساسي من هذه العملية هو فهم التأثيرات المحتملة في المستقبل من القرارات التي يتخذها الأفراد والحكومات والمنظمات ، وهو يختلف عن مفهوم التنبؤ الذي ينبني على مفاهيم تميل للخرافة أكثر من العلوم .إن فكرة المستقبل تعرضت للكثير من التحليل في فروع علوم الأديان والفلسفة والعلوم الفيزيائية وأخضعت للكثير من التحليل والبحث والنقاش دون أن تصل إلى مفاهيم مستقرة وثابتة ، واتخذت في كل فرع منها مفهوما خاصا ، ففي علوم الأديان مثلا تركزت فكرة المستقبل على ما بعد الحياة والخلود والثواب والعقاب ، وفي الفلسفة أيضا نوقشت الفكرة من عدة جوانب ، واستقرت بعض المفاهيم الفلسفية في فلسفة الزمن ، التي ارتأت أن الحاضر هو الحقيقة بين الماضي والمستقبل .وحتى في الفنون ، فقد أثارت الفكرة المستقبلية ومحاولة توقع الكثير من الحركات الفنية المستقبلية منذ مطلع القرن العشرين ، التي ظهرت آثارها في التصوير والنحت وغيرها ، واليوم نرى نماذج عديدة لفكرة عمارة مستقبلية ، التي تعتمد على مفاهيم جديدة في العديد من المدن الحديثة في أوروبا والولايات المتحدة واليابان وغيرها ، وقد ظهرت الحركات المستقبلية في كل من روسيا وإيطاليا ، ثم ظهرت بعدها في كل من إنكلترا والبرتغال ، وهي مدرسة فنية اعتمدت على نقد الماضي وتوجهت إلى عدة سمات ميزتها عن غيرها مثل ،الإيقاع السريع والابتكار والعنف ، وقد تأثرت الموسيقى بكل هذه الظواهر وأدخل الضجيج كعنصر مهم وأساسي من عناصر الحركات المستقبلية ، التي اعتمدت على الموسيقى الغربية المعاصرة كهوية جديدة لها .إن دخول العرب مرحلة الانخراط في الشبكات الاجتماعية ، حتى لو كان مقتصرا ، حتى الآن ، على   طبقة معينة من المتعلمين والدارسين والمثقفين ، سيكون له الدور المهم والأساسي في تبني الأفكار المستقبلية ، ليس فقط لطبيعة الشبكات الاجتماعية الجديدة ، والقفز للمستقبل عبر الحراك الاجتماعي والثقافي ، والاحتكاك المستمر بين عدة ثقافات ، بعيدة عن بعضها البعض ، بل لطبيعة شبكة الإنترنيت والتقنيات المرتبطة بها التي تشهد تسارعا مذهلا في معدل التطور ، وهي خاصية يتمتع بها مجتمع المعلومات الرقمية بشكل عام .ومن بين أبرز سمات التغيير هذه ، هو طبيعة التغيير الحادث اليوم مثلا في عملية التواصل بين المواطن ورجال الدولة ، فاليوم يمتلك أغلب رؤساء الدول الديمقراطية الغربية وفي الولايات المتحدة حسابات شخصية على شبكات التواصل الاجتماعي ، وخصوصا في الـ (( فيسبوك )) و (( تويتر )) ، ومن حق أي شخص ممن يمتلك حسابا على هذه الشبكات أن يوجه رسالة مباشرة للرئيس ،كأن تكون مدحا أو نقدا ، معلقا برأيه أو مؤيدا لموقف معين أو معارضا لآخر ، بلا وسيط ، أو بروتوكولات كانت تجعل من مجرد الوصول لرئيس الدولة قضية أمن وطني وربما معجزة من المعجزات في وقت من الأوقات .صحيح أن هذه العلاقة ليست موجودة لحد الآن في عالمنا العربي ، حيث أن أغلب رؤساء الدول العربية لا يهتمون بالتواصل الاجتماعي ، لكن رجال الدولة من الشباب وغيرهم أصبح لديهم الآن مثل هذه الوسائل ، ولا شك أن هذه الظاهرة سوف تخلخل وتغير شكل العلاقة بين رئيس الدولة والشعب في المستقبل ، بحيث يتكون لون من الرقابة الشعبية التي لم تكن موجودة سابقا ، كما سيكون لدى الرئيس مقياس مهم للرأي العام ، بالتالي ستكون رؤية الرؤساء بشكل أك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram