طه كمر في بداية كل موسم كروي تنهال قصص التعاقدات ويبدأ المروجون للاعبين بسرد تفاصيل قصص بعضها خيالي وبعضها صحيح ، لكن بالنتيجة يبدأ الدوري وكل لاعب يأخذ حقوقه من النادي الذي سيمثله وما ان تمضى على بداية الدوري خمسة او ستة أدوار إلا ونبدأ نستمع الى قصص جديدة واخبار مفادها ان هذا اللاعب قرر الانتقال من ناديه صوب النادي الآخر، وادارة النادي الفلاني تُقيل مدربها وتعيـّن مدربا جديدا بدله وكأن أمر تعيين المدرب السابق تم من دون دراسة مسبقة !
طرقت أسماعنا أخبار لم نألفها من قبل فقد تجاوزت بتهويلها المألوف والمعمول به وسجلت سابقة خطيرة لم تألفها ملاعبنا من قبل وأُذكـّر المسؤولين عن الكرة العراقية ان مردودها سيكون سلبياً على مستوى الكرة العراقية في المستقبل القريب , فيجب ايقاف هذه الظاهرة ااتي باتت تهدد مستقبل الكرة , ولو عدنا الى الوراء قليلا لنجد ان خيرة لاعبي العراق كانوا يمارسون اللعبة وحققوا انجازات كبيرة ورائعة من دون أي مردود مادي سوى ممارستهم اللعبة التي استهووها وسحرتهم بجمالها .اليوم الوضع مختلف تماماً فلا بأس اننا نعيش مشوار الاحتراف الذي يحتم على الاندية دفع المبالغ من أجل ضم اللاعبين الذين يجدون فيهم تحقيق مبتغاهم والحفاظ على سمعة تلك الاندية وتاريخها الكروي، لكن بالمقابل سيكون مردود هذه الحالة سلبياً على بقية الاندية التي لا تقوى على مجابهة الظروف القاسية التي تحيط بها كون ان المنحة المخصصة من وزارة الشباب والرياضة لا تكفي دفع رواتب اللاعبين فكيف لهذه الاندية ان تصمد حتى نهاية الدوري ؟ وما حصل في الموسم الماضي لبعض الاندية خير دليل لا سيما الاندية التي هبطت للدرجة الممتازة , فنادي الكرخ كان ضحية ارتفاع بورصة الانتقالات التي حتمت عليه بيع لاعبيه المتميزين لحاجته الى المال وبالنتيجة ضحى باسمه وهبط من النخبة الى الممتاز .أرى ان هذه الظاهرة تُعــد خطيرة على انديتنا وكرتنا فما سمعناه ان اندية النفط وبغداد فضلا عن الاندية الشمالية منحت اللاعبين ارقاما خيالية وصلت الى 250 مليون دينار عراقي واذا ما عرفنا ان مجموعة لاعبين سيتم استقطابهم الى كل نادٍ ما يعني ان مبالغ طائلة سيدفعها النادي لجلب هؤلاء اللاعبين علما ان اي نادٍ من انديتنا باستثناء الاندية الشمالية لا يملك ملعباً نموذجياً صالحاً للعب فما بال ادارات الاندية ان تبني ملاعب ومنازع اُصولية وتعتني بالبُنى التحتية التي أجد انها افضل بكثير من استقطاب لاعبين لا يلبثون ان يغادروا انديتهم بمجرد ان مشاكل شخصية قد تعصف بعلاقاتهم مع مدربيهم ما يتحتم على الاندية منحهم الاستغناء الذي سينجم عنه اثارة المشاكل والمناشدات وغيرها التي نكون في غنى عنها والتي تؤثر سلبيا على أداء فرقنا المحلية .المشكلة التي ستطرأ على الدوري نتيجة ارتفاع بورصة الاسعار الخيالية هي ان هناك أندية ليس لها مصادر استثمارية وغير مرتبطة باية مؤسسة حكومية فهذه الاندية عليها ان تنسحب من الدوري قبل ان تبدأ معاناتها كسابقاتها كونها غير قادرة ان تجابه الاندية الغنية التي استقطبت أفضل اللاعبين وكدستها في صفوف فرقها لتصبح المنافسة محصورة ما بين اربعة او خمسة اندية فقط وتبقى الاندية الاخرى تعاني شحة اللاعبين وشحة الاموال ورداءة الملاعب في آن واحد!
بصمة الحقيقة :أموال ولا في الخيال !
نشر في: 13 أغسطس, 2012: 06:18 م