ترجمة/ المدىان مصادقة الامم المتحدة على تقرير غولدستون قد زادت من الضغط على رفض اسرائيل السماح بالتحقيق في الادعاءات حول ارتكابها جرائم حرب في غزة، مما يجعلها في وضع سيىء امام المجتمع الدولي.
وكان مجلس حقوق الانسان قد صادق على القرار بنسبة 25 الى 6، مع امتناع 11 صوتا داعيا كلاً من اسرائيل وحماس الى التحقيق بتلك الاتهامات في خلال الاشهر القادمة، والاّ فان مجلس الامن سيتولى الموضوع عبر المحكمة الجنائية الدولية.ومن المتوقع ان تلجأ الولايات المتحدة الامريكية الى حق الفيتو في الخطوة التالية لمنع اتساع الامر الى محاكمة دولية لجرائم الحرب. ولكن اسرائيل تشعر في الوقت الحالي بجفوة التعامل معها دوليا. فقبل عدة اسابيع فقط، طالبت مجموعات حقوق الانسان في المملكة المتحدة، احد القضاة باعتقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهودباراك واتهامه بارتكاب جرائم الحرب.واسرائيل تقف اليوم امام جبهة عالمية ضدها، تضم حتى اصدقاءها، كما يقول غيرشون باسكن، مساعد مدير المركز الاسرائيلي الفلسطيني للابحاث والمعلومات، مضيفا،"لا طريق اما اسرئيل عندما يطالب الضمير العالمي بانهاء الصراع الاسرائيلي العربي".ومع اتهام منظمة حماس في التقرير لاطلاقها 8000 صاروخ نحو المدن الاسرائيلية، فان النقد المرير وجه الى اسرائيل بالدرجة الاولى التي ترفض باستمرار اجراء التحقيقات التي تطالب بها المنظمات الدولية الانسانية، كما ان السياسيين فيها لم يحتضنوا ابدا تلك المبادرات، واعلنت المعارضة الاسرائيلية تزيبي ليفني،"من البداية، كانت نظرة مجلس حقوق الانسان الى اسرائيل مشوهة"، مع انها كانت قد انتقدت بشدة ناتنياهو في امور اخرى.اما دوري غولد، السفير الاسرائيلي السابق لدى الامم المتحدة فعلّق على الامر بقوله ان نظام الامم المتحدة اصبح مسيسا بشكل غير سوي، كانت الاتهامات توجه الى اسرائيل لاستخدامها قوة مفرطة غير متناسبة، لكننا في هذه المرة، امام عدم تكافؤ في استخدام الدبلوماسية.وبسبب عدم وجود تقدم في عملية تحقيق السلام، فان تقرير غولد ستون ستتضاعف اهميته، وان تجاهلته اسرائيل فان الامر سيزداد سوءا. "كما تحدث الون ليل، مدير عام سابق في وزارة الخارجية الاسرائيلية.ان عملية السلام بين اسرائيل وفلسطين قد جمدت منذ عدة اشهر ولا دليل على تغيير تلك الحالة، خاصة ان ناتينياهو لا يمتلك نفوذا لدى المجتمع الدولي.العلاقات الوطيدة التي كانت بين تركيا واسرائيل قد تأثرت بشدة في اعقاب حرب غزة ز وقد الغت تركيا مناوراتها العسكرية اخيرا، في حين احتجت اسرائيل بشدة على مسلسل تلفزيوني بثته قناة حكومية تركية يتطرق الى جرائم اسرائيل ضد المواطنين الفلسطينيين ويظهر فيه جنود اسرائيليون يقتلون بلا رحمة الفلسطينيين. ويقول المراقبون ان التوتر بين البلدين مؤشر جديد يدل على هدف الحكومة التركية في تغيير سياستها الداخلية والخارجية ومنها اعادة النظر في علاقتها باسرائيل.وهناك احساس رسمي في تركيا بان الامور قد تغيرت ولم تعد اسرائيل تلعب دورا جوهريا.وكانت انقرة في غضون الاعوام السابقة حاولت بفاعلية تكوين نفسها كقوة ناعمة لتهدئة الامور، محاولة تقوية علاقاتها بدول الجوار، ومنها من كانت على مدى الذراع منها، خاصة سوريا وايران،الدولتان اللتان تقعان على حدودها الشرقية، كما ان تركيا وقعت اتفاقية مع ارمينيا في الاسبوع الماضي، تهدف الى نسيان الماضي المرير وتبادل البعثات الدبلوماسية ويعتبر احمد داود اوغلو، مخطط هذه السياسة الخارجية الجديدة التي تعكس تغييرا اساسيا  بالنسبة لعلاقتها مع اسرائيل، التي كانت وطيدة في السابق تستند الى مصالح ستراتيجية وكانت هناك مرحلة من الزمن، تعتبر كل واحدة منهما دولة مثل سوريا، تهديدا مشتركا . بل ان تركيا كادت ان تدخل حربا مع سوريا نهاية تسعينيات القرن الماضي، بعد ان اتهمت دمشق بمساندة حزب العمال الكردستاني pkk .ويعلق المراقبون على التغييرات الداخلية في تركيا، كونها تعود الى تقلص قوتها العسكرية . ولو كان الامر يعود للجيش فان مناوراتها كانت ستتواصل حسب الخطة الموضوعة، ولكن الجيش لايستطيع اصدار اوامر للحكومة كما في السابق، المعادلة تغيرت، وينعكس هذا الامر على العلاقات التركية – الاسرائيلية.عن/ كريستيان ساينس مونيتر