TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الإنسان يصنع المستقبل

الإنسان يصنع المستقبل

نشر في: 14 أغسطس, 2012: 06:10 م

علي عبد الحسين محمد إن الإنسان هو صانع لمستقبله وقدره ومصيره عن طريق الاستخدام الأمثل لقواه الذهنية، وملكاته العقلية وقدراته الإبداعية في التغلب على الصعوبات ومعوقات التقدم والارتقاء. فالعامل البشري هو الأساس في اختراع المستقبل ونشر فكرة التقدم، ولكن إلى جانب ذلك كانت هناك ريح الحرية التي بدأت تهب على الساحل الشرقي من العالم الجديد، وتمتد إلى الساحل الغربي من العالم القديم (أوروبا) لتغير حياته تغييرا جذريا لن يرجع بعده أبدا إلى ما كان عليه، فلن يقف شيء أمام انتشار الحرية التي سوف تساعد الإنسان على تشكيل حياته ومستقبله باختياره هو الحر الطليق .
 ففي أي مجتمع يقوم على القهر والتحكم والخضوع للأوامر الصارمة توجد بذور التغيير الصادرة عن الإحساس بالتوتر والإحباط نتيجة التباين بين ما هو موجود وما يجب أن يوجد،وكثيرا ما يصل هذا التوتر والإحباط إلى حد الانفجار حتى يتخلص المجتمع من حالة العبودية التي فرضها بنفسه على نفسه حين ارتضى الخضوع لحكم الملكيات المستبدة و الأحزاب، ولذلك يجب التخلص من الأساطير السياسية وإحلال العقل محل الخيال والوهم، وقد بلغ ذلك التوجه نحو تحكيم العقل في شؤون المستقبل ذروته مع بدايات القرن العشرين وظهور كتاب مرموقين اهتموا بالمستقبل وكان لهم دور في رفع حماسة الشباب وشحذ الهمم ، وكان من أبرزهم الكاتب الإنجليزي( إتش جي ولز) وكتابه (اكتشاف المستقبل) الذي صدر في عام 1902 حيث كان من أوائل الأعمال التي تقوم على أساس الفكر المستقبلي ،و مع التطور بدأ علماء الاجتماع في الولايات المتحدة بإدلاء آرائهم وبحوثهم حول دور الإنسان في صناعة المستقبل أو اختراعه وربما كان من أوائل هؤلاء العلماء (وليام أوجبرن ) الذي كان يجمع بين علم الاجتماع والإحصاء، وحاول أن يبين الاتجاهات الأساسية في المجتمع الأمريكي في الثلاثينات في عدد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، وكان ذلك ركيزة لقيام الفكر المستقبلي الحديث، وقد شهدت الفترة بين الأربعينات والستينات من القرن الماضي الأسس المنهجية للبحوث المستقبلية بأسلوب أكاديمي دقيق، كما شهدت العقود التالية ظهور عدد كبير من الكتّاب والمفكرين المستقبليين، وتفاوتت في المناهج وطرق البحث وأساليب التفكير وظهرت أسماء   مثل ( وآرثر كلارك) و (أيزاك آسيموف) وبدأت الأجيال التالية تنظر إلى المستقبل من زاوية التفكير الشامل في كل شيء و خاصة بعد اكتشاف الفضاء والاكتشافات العلمية وفي مجال الوراثة الجينية مع اتساع نطاق الرؤية المستقبلية أوجدت مجالات جديدة تماما مثل البيئة وبعض المجالات الأخرى،والتي تعتمد على التفكير العقلاني والتجريب والتطورات التكنولوجية المتسارعة ، وظهر ما يبشر بان ما يبدو خياليا، أو مجرد وهم في الوقت الراهن سوف يتحقق في المستقبل من خلال الجهد البشري كما في كتاب (صدمة المستقبل)للمؤلف (لي توفلر)الصادر في عام (1970) الذي يدعو للتخلص من أعباء الماضي وعبودية الحاضر  .                                                      ويذكر لنا التاريخ أسماء نجحت بالرغم من المعوقات التي كانت موجودة، ولو إننا استسلمنا للمعوقات لما استطعنا حتى القراءة وهذه التغيرات السريعة هي التي أدت إلى ظهور جماعة (المستقبليين) الشهيرة في الولايات المتحدة وأنشطتها وإصداراتها العلمية ومجلتها التي تعرضت لكثير من مشكلات المستقبل والتفكير المستقبلي على مستوى علمي رفيع.                                                                          وقد يذهب بعض هؤلاء المستقبليين إلى أنه إذا كان في الإمكان التنبؤ بالمستقبل فإن ذلك معناه أن المستقبل غير قابل للتغيير، بينما نحن نشغل أنفسنا طيلة الوقت بالبحث عن الطرق والوسائل التي تساعد على تشكيله وصياغته أو اختراعه. فالإنسان لا يستسلم تماما للمستقبل، وإنما هو يصوغه ويخترعه ويصنعه ، وأوضحت (مجلة المستقبل)  مجموعة من الاحتمالات التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار لاختراع المستقبل الذي يمكن تحقيقه خلال العقدين القادمين وهي احتمالات تعتمد إلى حد كبير على قراءة الواقع والتغيير

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram