اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مسلسلات فضح السلطة

مسلسلات فضح السلطة

نشر في: 14 أغسطس, 2012: 06:12 م

أ.د. قاسم حسين صالحيعدّ المسلسل السوري (الولادة من الخاصرة) الذي عرض جزؤه الأول في رمضان العام الماضي، ويعرض جزؤه الثاني في رمضان الحالي 2012 ، من أنضج وأجرأ الأعمال الدرامية التلفزيونية مضمونا وإخراجا وتمثيلا، بما فيه مقدمته الغنائية المميزة موسيقا وصوتا وأداءً.
فلقد استطاع الكاتب سامر رضوان والمخرجة رشا شربتجي التعرض لأربع قضايا حياتية معاصرة، تناولت الأولى حالة شاب "جابر" من الوسط الشعبي..مسالم، فقير،محروم،اكتشف بعد معاناة أن طيبته هي سبب مصائبه التي صيرته ضعيفا ذليلا، فيلجأ إلى مصدر قوة "شقاوه – أبو نبال" وتاجر مخدرات ليميت الإنسان الطيب في داخله ويتحول إلى نقيضه، ليقينه انه يعيش في مجتمع يحترم الإنسان القوي ويستضعف الطيب المسالم. ويتناول في المحور الثاني عقوق الابن للأب الطيب، وصراع القيم بين جيل شباب صاعد يرى أن المجتمع تحكمه قيم مادية، وجيل كبار  يريد أن يرّبي أبناءه على قيم مثالية. وكيف أن  الأب الذي عصاه الابن وسار في طريق الرذيلة،عاقب نفسه ولم يعاقب ابنه! محمّلا شخصه الشعور بالذنب إنه ما عرف كيف يرّبي. وتناول المحور الثالث أوجاع الفقراء الذين يعيشون في نظام تنعدم فيه العدالة الاجتماعية..فيما تناول المحور الرابع قضية ضابط مخابرات "رؤوف" يستغل منصبه في إشباع حاجاته السادية وانحرافاته الجنسية بقسوة وحشيه، مولدّا الانطباع لدى المشاهد بأن الذي يعمل في أجهزة المخابرات وأمن النظام يكون عديم الذمة والضمير والأخلاق. وتتجلى نباهة المؤلف وذكاؤه في تسمية عمله بـ (الولادة من الخاصرة) إشارة إلى أن النماذج السلبية المطروحة جاءت من ولادات قشرية أفرزها نظام قائم على القهر والحرمان وظلم السلطة، ويوحي للمشاهد أن هذه العلاقة تكون في متلازمة أبدية ما دامت هنالك سلطة!.    ويعدّ (الهروب) للمؤلف بلال فضل وإخراج محمد علي وبطولة كريم عبد العزيز،أول مسلسل درامي مصري بعد الثورة يتناول قضية بطالة الشباب الجامعي والقهر الذي يتعرض له المواطن العادي من ظلم السلطة، وعشوائية أجهزة امن الدولة في مطاردة من هو موضع شبهة، وفوضى التحكم بمصائر الناس. والمسلسل يحكي قصة المهندس محمود(كريم عبد العزيز) تخرج من الجامعة بتفوق ولم يجد وظيفة مناسبة، ويتهم زورا في قضية امن دولة، فيسجن ويهرب في أيام اندلاع الثورة (يناير 2011) بعد أن فقد النظام سيطرته على السجون. ويشكّل هو وأبوه وأخوه ثلاثة محاور ،حيث يمثل هو موقف الشاب الجامعي الذي يسعى إلى تحقيق طموحه، واليائس من إصلاح الحال الذي يرى في الثورة أنها (راح تشيل فلان وتجيب علان ويبقى الظلم نفسه وأن عليه أن يخلع من البلد). فيما يمثل أبوه موقف القوى اليسارية صاحبة الخبرة النضالية الطويلة التي تتمسك بالأمل رغم خيباتها وفواجعها.. فيما يمثل أخوه، الشاب الجامعي الأصغر موقف الشباب الذي أشعل الثورة وألهب حماسة الجماهير المحرومة ومنحها القوة والشجاعة لتغير هتافاتها من (إسقاط الرئيس) إلى (الشعب يريد إسقاط النظام)، والذي يستشهد في موقعة (الجمل) بميدان التحرير،إشارة إلى أن أحلام الشباب الوردية ستجهض وأن ثمار الثورة سيقطفها من كان يتفرج عليها.وتأتي اعترافات الشخصية المثيرة للجدل(اعتماد خورشيد)لتشكل أقبح فضائح أجهزة المخابرات والأمن والأنظمة الدكتاتورية العربية وتعاونها في ما بينها، حيث ذكرت أنها حملت رسالة بالشمع الأحمر من صلاح نصر وسلمتها باليد إلى صدام حسين.وفي اعترافاتها التي كانت قد نشرتها في الصحف المصرية ومحطة مصر الفضائية ،وأعادت تأكيدها عبر فضائية الحياة قبل أيام(7 آب 2012)ما يصعب تصديقه،ليس في بشاعة وقساوة أجهزة المخابرات في التعذيب بل في الانحطاط الأخلاقي والشذوذ الجنسي الذي كان يمارسه (صلاح نصر)رئيس جهاز المخابرات المصرية الأسبق.فلقد أفادت بأنه أجبر زوجها على تطليقها ليتزوج منها وهي حامل في شهرها السابع وليكون زوجها أحد شاهدين يوقعان على عقد الزواج!.وأكدت أنه جنّد الكثير من الفنانات لإقامة علاقات مع ضباط  وسياسيين كبار،بينهن (سعاد حسني)التي عمل لها فخا جرى فيه تصويرها بوضع فاضح..وانتهت قتيلة وليست منتحرة في عمارة بلندن تملكها المخابرات المصرية بحسب اعترافها. وما يجعلك تفغر فاك هولا أن رئيس جهاز المخابرات المصرية كان يقيم في بيته طقسا ليليا باسم (السمو الروحاني)يمارس فيه الرجال اللواط وكل أنواع الشذوذ الجنسي.واللافت ،وهذا يحتاج إلى تحليل نفسي،أن نماذج أجهزة النظام التي طرحتها مسلسلات فضح السلطة إما أن تكون مصابة بالشذوذ الجنسي أو أنها ساقطة أخلاقيا تستخدم الجنس للسيطرة على الخصم أو المسؤول السياسي كما فعل (صفوت الشريف)الذي عمل مقلبا فاضحا لـ" علاء" ابن الرئيس مبارك للسيطرة على مبارك نفسه!.  لكن البعد الأهم والأخطر ،ليس بتوريط الآخر بفضائح جنسية بهدف السيطرة عليه،إنما هو إفساد أخلاق الناس.إذ تدرك الأجهزة الأمنية والمخابراتية في الأنظمة الدكتاتورية أن إفساد أخلاق الناس هو أقوى سلاحا من التعذيب،وأنه الوسيلة الأكثر ضمانة في ديمومة بقاء الحاكم في السلطة.&amp

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram