كربلاء/ المدى أقبلت محافظة كربلاء على مشروع تبطين الجداول والأنهر وقنوات الري حيث ساهمت بتقليل هدر المياه وضمان وصولها الى مناطق بعيدة هي بأمس الحاجة للسقي، ما جعل معظم المزارعين يشعرون بالاطمئنان. وتعاني مدينة كربلاء من شح الموارد المائية بسبب انخفاض مناسيب دجلة والفرات نتيجة السدود التركية وتقليص حصص العراق المائية، لذا تسعى الجهات المختصة الى تغيير أساليب الري، من أجل توفير ما يكفي من المياه، رغم قلتها وارتفاع درجات الحرارة.
المزارع خالد علي عنادي من سكنة ناحية الحسينية في كربلاء للوكالة الإخبارية إن تبطين الأنهر والجداول في أوقات قياسية، أحدث تغييراً واضحاً وملموساً في عملية سقي مزارعنا وضمن وصل الماء إليها وساهم في تحسّن الإنتاج، عكس السابق، إذ كانت تحصل مشاكل بسبب عدم وصول كميات المياه إلى الأراضي الزراعية بالتساوي بسبب الهدر الكبير.ويتفق معظم الفلاحين على أن هذا المشاريع قللت من المشاكل التي غالباً ما كانت تنشب بين المزارعين بسبب قلة حصصهم المائية، وجعلتهم يكتفون، لكنهم يلفتون إلى الإسراع في إنهاء الجداول الرئيسية التي يحصل فيها هدراً كبيراً للمياه بسبب عمق بعض الأنهار.من جانبه يوضح مدير مشروع تبطين جدول بني حسن عند منطقة السياحي أحمد رحيم عبيد إن مديرية صيانة ري وبزل كربلاء أنجزت العديد من المشاريع في أوقات قياسية، ما أسهم في تقليل هدر المياه وتثبيت مسارات الجداول.ويضيف عبيد أن "هناك أسباباً وراء نجاح مشاريع التبطين، أبرزها وصول التخصيصات المالية ووجود الكوادر المتخصصة والآليات المتنوعة، وكذلك وجود المعامل الموقعية الخاصة بتجهيز القطع الخرسانية".أما رئيس المساحين زهير يحيى برهان فتحدث عن المواصفات العالمية التي روعيت بهذه المشاريع قائلا: منذ العام 2005 نفذت العديد من مشاريع تبطين الأنهار التي قللت وبشكل كبير الهدر الحاصل في كميات المياه من هذه المشاريع جدول الحسينية بطول (19) كم وكذلك المباشرة بفرعين من قناة الوند (4)، وتأهيل (10) قنوات متفرقة بطول (10) كم ستنجز خلال العام الحالي، وكذلك انجاز نهر الرشدية بطول (10) كم الذي ينتهي عند منطقة البوبيات وانجاز نهر الكمالية بطول (4) كم وكذلك نهر الوند.ويشير مدير صيانة مشاريع ري وبزل كربلاء عبد الامير رشيد الخرسان إلى أنه من المشاريع التي نفذتها المديرية تمثلت بتطهير الجداول والمبازل من الترسبات والأدغال بشكل دوري بالاشتراك مع مديرية الموارد المائية، وتنظيف الجداول من نبات الشنبلان وزهرة النيل، فضلا عن صيانة المنشآت من عبارات وقناطر وسايفونات.وعد الخرسان مشروع الاستصلاح المتكامل لأراضي مقاطعة (الكرطة) ضمن مشاريع المبادرة الزراعية التي أطلقها مجلس الوزراء بكلفة (3) مليارات دينار أنه المشروع الأهم والاستراتيجي في المحافظة لاستصلاح (10) آلاف دونم، ويتضمن العمل استخدام تقنية (الليزر) لتعديل وتسوية الأرض ويكون السقي وحسب الكشوفات المعدة باستخدام التقنية الحديثة مع تنفيذ مبازل حقلية للتخلص من الأملاح بواسطة (الليزر) لحفر المخندقات بطول (700) ألف متر، وستكون جميع المبازل باستخدام الأنابيب التي تهدف إلى استغلال المساحات الواسعة التي استهلكتها المبازل كما أنها أكثر نجاحا في جانب امتصاص ملوحة التربة.ويختم بالقول "نأمل إطلاق التخصيصات المالية خلال العام القادم لإنجاز ما تبقى من جدولي بني حسن والحسينية اللذين يعدّان أهم جدولين في المحافظة على مسارهما الذي يمتد على عشرات الآلاف من دونمات الأراضي الزراعية".
كربلاء تبطّن جداول الأنهر خوفاً من الجفاف
نشر في: 14 أغسطس, 2012: 08:50 م