TOP

جريدة المدى > الملاحق > خارج الحدود: المنتظر من أوباما

خارج الحدود: المنتظر من أوباما

نشر في: 18 أكتوبر, 2009: 06:42 م

حازم مبيضين ليس سراً أن استمرار نشاطات الحكومة الإسرائيلية الاستيطانية، وبناء الجدار العازل، وهدم البيوت، وتهجير السكان، وفرض الحقائق على الأرض في القدس المحتلة، يعني تقويض عملية السلام في الشرق الأوسط، وتدمير حل الدولتين، الذي يقبله الفلسطينيون والعرب،
 وتماطل إسرائيل في تنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منها لتنفيذه، وتطرح حلولاً تعجيزية، من قبيل دولة بحدود مؤقتة، أو تقترح حلولاً انتقاليةً طويلة الأمد، متجاهلة أن السلام لن يأتي إلا بانسحابها من الأراضي المحتلة عام 67، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وحل قضية اللاجئين بما يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية.ولم يعد خافياً أن الرئيس الأميركي فشل حتى الآن في إحراز أي تقدم في الملف الفلسطيني، رغم مثابرته، ورغم أنه أعلن أنه يضع النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على رأس أولوياته الدولية، ورؤيته أن صنع السلام في فلسطين هو مفتاح الانفراج مع العالم الإسلامي، وأيضا رغم الجولات المكوكية للسناتور جورج ميتشل، الذي يواصل مساعيه الحثيثة لاستئناف الحوار بين إسرائيل والفلسطينيين، لأن حكومة نتنياهو ترفض التخلي عن الاستيطان، ولأن الإدارة الديمقراطية لم تقدم شيئا لمحمود عباس، الذي يبدو أنها تريد إضعافه سياسيا، بعد أن وضع كل بيضه في السلة الأميركية، ولم يحصل على شيء.كان منتظراً من أوباما أن يحدد ملامح خطته التي يتصورها للسلام في الشرق الأوسط، وكان منتظراً أن تحظى مثل هذه المبادرة بدعم دولي وعربي، وأن تكون وسيلة ضغط على الإسرائيليين والفلسطينيين، بدل أن يستمر في حث الأطراف على التوصل إلى اتفاق نهائي، دون تدخل حقيقي من إدارته، ودون أن يمارس تكتيكاً يساعد على جسر الهوة بين طرفي النزاع،  في وقت تمارس فيه العنصرية الإسرائيلية منهجاً مدمراً في القدس المحتلة، يضعها ومعها العالم العربي والإسلامي، على عتبة انفجار لن تتوقف شظاياه عند حدود منطقتنا، ولكنها ستصيب جهات العالم الأربع، بما فيها تلك التي تعتقد أنها بعيدة عن تلك الشظايا.كان منتظراً من الرئيس الديمقراطي أن يقرأ خارطة الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين، الذي تحول إلى نزاع مع العرب، وكبر إلى عداء مع المسلمين، ليعرف أن أصحاب الحق وأصحاب الأرض الأصليين، قدموا الكثير للتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل، وأن قادة الحركة الصهيونية، يمارسون فنون الخداع والتمويه والمماطلة، لمنع قيام دولة فلسطينية، على ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية والتي احتلت عام 67 ، وكان عليه فهم التنازلات العربية المبذولة لتحقيق سلام المنطقة، وتركها لتتفرغ للبناء بدل الانشغال بحروب عدمية، ثبت أنها ستستمر إلى ما لانهاية دون أن تحقق هدفا، وكان عليه فهم تسامح الإسلام والمسلمين، وهم يبدون استعدادهم للتعامل مع إسرائيل إن أعادت للفلسطينيين بعض حقوقهم، كان عليه كل ذلك ليتقدم خطوة شجاعة على طريق الحل، بالضغط على الدولة العبرية للانصياع للإرادة الدولية، ولمنطق الحق كبديل عن منطق الجبروت والقوة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram