TOP

جريدة المدى > سينما > قيس الزبيدي: المخرج يدفن الفيلم.. والمونتير يعيده إلى الحياة

قيس الزبيدي: المخرج يدفن الفيلم.. والمونتير يعيده إلى الحياة

نشر في: 15 أغسطس, 2012: 06:26 م

عدنان حسين أحمدبمتابعة مباشرة من المخرج مجدي أحمد علي، رئيس المهرجان، والناقد السينمائي أمير العمري، مدير المهرجان تمّ تنظيم عدد من المؤتمرات والندوات والحلقات النقاشية من بينها ندوة "درس في الفيلم التسجيلي" التي حاضرَ فيها المخرج قيس الزبيدي، فيما ساهم في التقديم وإدارة الندوة الناقد زياد عبدالله.
ونظراً لطول المحاضرة فقد نشرنا قسمها الأول في منبر آخر وخصصنا "المدى" الغرّاء بالقسم الثاني منها، خصوصاً وأن كاتب هذه السطور قد أثار شهية المُحاضر بهذا السؤال الشامل الذي يغطي أبرز المحطات الفنية والثقافية في حياة  المخرج قيس الزبيدي، وفي ما يأتي نص الحوار:عدنان: أنتَ متعدد الاهتمامات ومتوزع إلى حد كبير بين التنظير والنقد السينمائي وبين المونتاج والإخراج وكتابة السيناريو. ألم يؤثر هذا التوزع على تجربتك الإخراجية على وجه التحديد، فأنت لو لم تخصص هذا الوقت الطويل للنقد السينمائي والتنظير لأخذتْ تجربتك الإخراجية حجماً آخر وأصبح رصيدك الفلموغرافي أغنى مما هو عليه الآن؟ هل تتفق مع هذا الرأي أم تعارضه؟الزبيدي: حينما كتبت هذه المحاضرة قسّمتها إلى عدة محطات وهي العراق، ألمانيا، لايبزك، كما لو أنّ لايبزك وطناً! كنت ولا أزال أقول بأنني أنتمي إلى وطنين وهما فلسطين والسينما، الأول للعمل والثاني للتشرّد. كان وضعي في العراق مثل كل الصبيان الذين يحبّون السينما، حتى أنّ بعضنا تعلّم اللغة الإنكليزية في المعهد البريطاني بهدف قراءة ترجمة الأفلام التي كنّا نشاهدها. وفي حينه كنت قد اطلعت على كتاب "فن الفيلم" لبودفكين، ترجمة صلاح التهامي الذي صدر في الخمسينات عن دار الفكر. يقول مؤلف هذا الكتاب بأن المونتاج هو القوّة المكونة والخارقة للفيلم. وحينما أُتيحت لي الفرصة لأن أدرس في ألمانيا الشرقية سابقاً اخترت المونتاج، ويبدو أن هذا التخصص نسائي، فقد كان معي في الصف تسع نساء وكنت الرجل الوحيد في هذا القسم. وحينما انتهيت من دراسة المونتاج اكتشفت بأن المونتير عليه أن يجلس ويلصق لقطة بلقطة، وأن هناك مخرجاً يوجِّهه ويقترح عليه، بينما أنا لم أكن أفضِّل مثل هذا التوجيه، بل كنت أريد أن أصنع أفلاماً، وأفجِّر ما بداخلي من طاقات كامنة. كنت متفوقاً في المعهد فأخبروني أن بإمكاني مواصلة الدراسة إن أردت فاخترت الإخراج، لكنني اكتشفت أن الإخراج كله كلام تقريباً، فطلبت أن أغيِّر اختصاصي إلى التصوير. في المونتاج كنت أرى العلاقات، أما في التصوير فاكتشفت الضوء، وهذه المسألة لم يدركها آيزنشتاين إلاّ في فترة متأخرة، وهو الذي قال بأن المونتاج هو قلب العمل. كانت دراسة المونتاج في ذلك الوقت مضنية وتزود الطالب بمعلومات كثيرة، أما الآن فإن الطالب يدخل دورة لمدة ثلاثة أشهر ويصبح مخرجاً ومصوراً ومونتيراً. أردت أن أغيِّر اختصاصي وأدرس العلوم السينمائية، لكنهم لم يوافقوا على هذا الطلب، وحينما كتبت بحثي في الدبلوم كان بعنوان "قواعد المونتاج في طفولة إيفان". ثم ذهبت أبعد من ذلك حينما أردت أن أكتب عن اللغة السينمائية فأخبروني بأنني درست التصوير وعليّ أن أكتب عن كيفية استعمال العدسات، أو كيفية تحميض الفيلم وما إلى ذلك من أمور تتعلق بالتصوير تحديداً، وليس العلوم السينمائية. وفي حينه نصحني أحد الأصدقاء وقال لي أكتب لهم في مشروع التخرّج عن موضوع "الخدعة الفنية في اللغة السينمائية"، وحينما قدّمت المشروع وافقوا عليه بالفعل. لقد برهنت لهم من خلال أفلام "جياد النار_ ظلال الأجداد المنسيين" لسيرجي برادانوف و فيلم "ثمانية ونصف" لفريدريكو فيلليني على أنّ التريكات هو إحدى طرق المونتاج المهمة بالربط. وفي ما يتعلق بالشق الثاني من السؤال أجاب الزبيدي قائلاً: " أصدرت كتاباً عن بريشت حينما كنت عاطلاً عن العمل، وكان عنوان الكتاب هو "درامية التغيير. . دراسات مختارة في المسرح الملحمي". كان لدي اهتمام بالجانب النظري كثيراً، وقد تعزز هذا الاهتمام حينما أسسنا النادي السينمائي في دمشق، وكنا نصدر نشرات، ونقيم ورشات عمل، ونشاهد أفلاماً متنوعة ونناقشها بجدية وعمق كبيرين. وعندما ذهبت إلى بيروت اشتغلت فترة في صحيفة "السفير" اللبنانية وكنت أكتب فيها نقداً سينمائياً، بينما كان سعد الله ونوس محرراً للصفحة الثقافية، ثم جاء بعده إبراهيم العريس، وكذلك عدنان مدانات "الذي أعتبره ناقداً منذ الولادة!". أنا، في حقيقة الأمر، أعاني في كتابة النقد السينمائي، ولكنني أنجح حينما أكتب عن جانب محدد في الفيلم، وربما أميل إلى التنظير أكثر من ميلي للنقد السينمائي نفسه. أما الكتاب الثاني الذي أصدرته فكان يحمل عنوان "المرئي والمسوع في السينما"، ثم " مونوغرافيات في نظرية وتاريخ صورة الفيلم"، وبقية الكتب النقدية والتنظيرية التي تعرفونها جيداً.إحدى الحاضرات: هل ساهمت في تغيير فكرة العالم عن السينما لدى المتلقي؟الزبيدي: هذا السؤال يشترط العودة إلى كل النظريات في مجالي الأدب والسينما، والشخص الأضعف في هذه الحلقة هو المُستقبِل، ومع الأسف ليس هناك إلاّ دراسات محدودة جداً في هذا الإطار. إن الشخص الذي يشا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram