اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الحروق الخطر المميت الذي يصعب شفاؤه

الحروق الخطر المميت الذي يصعب شفاؤه

نشر في: 15 أغسطس, 2012: 06:57 م

 بغداد/ نادية بشير كثيراً ما يتعرض الأشخاص لحروق تختلف درجة حدتها من بسيطة ومتوسطة الخطورة إلى خطرة وإن اختلفت الأسباب إلا أن التعامل مع هذه الحروق وإتباع الإسعافات الأولية المطلوبة قبل الذهاب إلى المستشفى أمر إلزامي يجب على كل شخص أخذه بعين الاعتبار.
 وتعد الحروق واحدة من أسوأ الإصابات المنزلية وأكثرها خطورة لأنها قد تترك آثارا تمتد طول العمر خاصة لو حدثت في مناطق حساسة كالوجه. يعيش بعدها الشخص منطوياً ومعزولاً عن الناس الحساسة بأنه ما عاد مقبولا في المجتمع بسبب التشوهات التي غيرت كل ملامحه الجميلة، يحدث هذا في مجتمعاتنا كثيرا بسبب النظرة والفهم الخاطئ للتعايش الاجتماعي ، على العكس من مجتمعات أخرى تجد في هذه الحالة مدعاة للتناغم الاجتماعي معها واحتوائها بالحب والانسجام. للحروق تصنيفات في  مستشفى الكرامة التعليمي كنا برفقة الدكتور طارق ياسين اختصاص الجراحة التقويمية والتجميلية والحروق، حدثنا عن إصابات الحروق وأنواعها فقال: أكثر إصابات الحروق تحتاج إلى عمليات تأهيل طويلة الأمد وبعدة أساليب منها العمليات الجراحية، أي تقويم التشوهات والتليّفات التي تحدث نتيجة الحرق وتحتاج إلى العلاج الطبيعي، وكذلك النفسي والى مدة طويلة للرقود بالمستشفى في ردهة الحروق المتخصصة في حالة الإصابات البليغة، ويوجد تصنيفان للحروق حسب عمق الحرق كما أن لها أربع درجات: الأولى: الحرق السطحي أي احمرار الجلد الثانية: قسمان، السطحية والعميقة واللتان تكونان مصحوبتين بظهور الفقاعات. الثالثة: العلامة الفارقة لها هي عدم شعور المريض بأي ألم في منطقة الحرق نتيجة وصول التلف إلى نهايات الأعصاب التي توصل الإحساس بالألم وهذه علامة سيئة.الرابعة: يصل الحرق إلى العظم والشرايين وهي درجة لا تُذكر دائما. إصابة المناطق الخطرةنسبة المساحة المحروقة من الجسم هي التي تقرر وجوب بقاء المريض للعلاج في ردهات المستشفى من عدمه، فالأطفال وكبار السن عندما تكون مساحة الحرق لديهم 5% من مساحة الجسم الكلية يصبح الأمر واجب الإدخال إلى المستشفى، أما البالغون والشباب بين 10-50 سنة فإن نسبة 15% للحرق تتوجب إدخاله للمستشفى، وهناك حالات تستوجب العلاج في ردهات الحروق وهي إصابات الأماكن الخطرة بالجسم وتشمل إصابات الوجه واليدين والأقدام والمنطقة التناسلية، وكذلك إذا كان المريض يعاني من حالات مرضية أخرى أو كانت هناك حالة ترافق الحرق مثل الكسور أو إصابة الرأس فهنا يتوجب دخول المستشفى .دائما الأولوية في العلاج للحروق قبل الكسور إلا إذا كان الكسر ينزف مثل عظم الفخذ الكبير أو عظم الجمجمة .متى تؤدي الحروق للوفاة؟أحباء وأصدقاء غادرونا بفعل ما تعرضوا له من إصابات الحروق ، كنا وحتى فترة قريبة نظن أن الحروق حالة شفائها سهلة وان من يصاب بها لا خوف عليه إلا أن ما استمعنا إليه أثار فينا مكامن الخوف من هذا الشبح المرعب. يضيف الدكتور طارق انه كلما كانت المساحة السطحية المحروقة كبيرة (كما في التصنيف الثاني) كلما كانت الخطورة اكبر يعني 30-50% فالحالة حرجة جداً ، وأكثر من 50% حالة خطرة جداً، 80% تعتبر حالة محتمة الوفاة رغم ان الامر بيد الله سبحانه وتعالى وهنا لا يُعطى المريض علاجا بل منومات ومهدئات. وفي هذه الحالة عندما يحصل احتراق 80% فلا يمكن ان يكون في الطرف السفلي للجسم فقط لان هناك نسباً علمية محسوبة، فالطرف السفلي يحترق بنسبة 18% والبطن 9%  والصدر 9% والظهر 18% والوجه 9% والأطراف العليا كل واحد 9%، أما 80% فمعناه أن جسمه كله محترق وليس مجرد يده أو رجله أما إذا يده فقط فيعني الحرق بين 10-15%  والحرق يكون بالجلد فقط ، وحالات بتر العضو المحروق لا تحصل إلا في حالة الصعق الكهربائي لأنه يكون عميق ويتلف العضلات والعظام والشرايين والأوردة وسيصبح الطرف اسود في هذه الحالة ومفصولا عن المنطقة الحية .مدى نجاح جراحات التجميل يواصل الدكتور حديثه بالقول :" يعتمد نجاح الجراحات التجميلية في العراق على نوع الحالة وقد حققنا نتائج لا بأس بها وبنجاح كامل، لكن المشكلة تكمن في أن النتائج المرجوة محدودة وليست واعدة جدا للمريض، ونحن لدينا حالات تأهيل ما بعد الحروق أي فتح تقلصات المفاصل وإزالة التليفات وإزالة التشوهات في منطقة الحرق بعدة أساليب، أما بالاستئصال الجراحي أو استئصال ومعه ترقيع جلدي او استئصال مع خياطة، فمن الممكن أن ننقل عضلة من مكان معين إلى آخر في حالة وجود حفرة بالجلد بسبب الحرق وهناك مفاصل تتقلص وتلتصق فنقوم بفتحها وعمل عملية ترقيع جلدي لها skingraft  أي نجعل من الجلد مرناً بعد أن كان عديم الحركة في منطقة الحرق، وهناك طريقة للتجميل هي زيت بلاستي z-plasty أي تقويم أكثر من تجميل وتخص التصاقات المفاصل بواسطة الترقيع الجلدي أي نقل سدلة جلدية وعضلية flaps  وتعني منطقة من الجلد أي جلد وشحم وعضلة بشرط أن تكون محافظة على التزويد الدموي بواسطة الاستئصال المتسلسل ويعني إذا كان حجم التشوه كبيراً لا يمكن رفعه بأكمله بل على مراحل إذ يتم رفع قطع صغيرة في كل مرة وعلى مراحل وهكذا يصبح التشوه عبارة عن مكان صغير جداً بحيث يمكن بع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram