TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فضاءات: عطالة أم بطالة ؟

فضاءات: عطالة أم بطالة ؟

نشر في: 15 أغسطس, 2012: 07:02 م

 ثامر الهيمص اللجان البرلمانية نشطة هذه الأيام رغم تمتع النواب بالعطلة البرلمانية ،وهذا شيء عظيم إضافة إلى قفشات السحور السياسي وما أثارته في الفنجان   .  ويبدو أن الأمر التراجيدي في عراقنا حسب هذه الفعاليات أصبح موضوعا مسليا ،إذ لا حلول في الأفق سوى ما يعني أولياء الأمور مباشرة مثل قانون مجلس المحافظات  .  والآن مشكلة المحكمة الدستورية  ، أي التي تؤيد العطالة في البطالة، فالبطالة لها عوامل موضوعية تقابلها حلول مناسبة سواء كانت هيكلية أو موسمية أو مقنعة  . 
حيث الأخيرة أصبحت جزءا رئيسياً في عملية العطالة التي تحول دون حل مشكلة البطالة  . فمثلاً لا نستطيع أن نعلم بالضبط ما هي نسبة البطالة لان الموضوع دخل في السياسة ،فهناك إحصائيات دولية عليها ملاحظات  غير دقيقة وربما تخدم أغراضا أخرى  ،  ولكن في كل الأحوال تتجاوز نسبة من هم تحت خط الفقر أو تواكبها  .  فالسيد رئيس لجنة العمل والشؤون الاجتماعية في مجلس النواب  ( شدد ) ولجنته على ضرورة تفعيل القطاع الخاص  ( لا جديد )  في هذا وقد خاطبو الجهات الحكومية أكثر من مرة بتسهيل عمل دخول الشركات الاستثمارية   . أيضاً  ( لا جديد ) ويبدو أن هذه حدود اللجنة بأنها قالت ألا هل بلغت  ؟  في حين ومن خلال دعوة وزارة الزراعة للبرلمان إلى إقرار قانونها مع المبادرة الزراعية حيث  أن (  60 %  من الأيدي العاملة في هذا القطاع البركة ويحقق الأمن الغذائي وما يتعلق بأمن البلد  . وأيضاً ( لا جديد ) إلا إذا تضافرت جهود لجنة العمل والشؤون الاجتماعية مع وزارة الزراعة لإقرار قانونها الذي تراهن عليه خصوصاً وأنها تتباهى بالمبادرة الزراعية  .  وفي الآونة الأخيرة ومن ضمن النشاط البرلماني استقبال السيد وزير الزراعة رئيس لجنة النزاهة ، وبحث معه المشاكل والمعوقات التي تواجه القطاع الزراعي وأيضاً  ( لا جديد )  . إذن البرلمان نشط ولكن يبدو أنه ليس في اليد حيلة على صعيد البطالة رغم أن البطالة ليست مجرد عوق اقتصادي بل هي تتفاقم لتنتج لها خللاً أمنياً  ،  ولكن علاج الأخير أسهل كثيراً من العلاج التقليدي بأن يعمل القطاع الخاص وتفعيل الاستثمار وإصدار قوانين ومحاسبة مقصرين ونزاهة ومحاكم ووو  . لذلك كانت عملية تعطيل الحلول لمشكلة البطالة سياسة لها منظروها وليس هناك مصلحة مباشرة للبيروقراطية الجديدة فيها  .  وكما ثبت عملياً ونظرياً أن الفقر في العراق  ، عوامله السياسية هي مفتاح الحل لأننا ببساطة فقراء سياسياً على المدى المتوسط والبعيد حيث تتفاقم مشاكلنا وأبرزها البطالة من خلال طبيعة الحياة ،فهناك خريجون متراكمون مع السنين  ، وهناك معامل مغلقة وحسب الإحصائيات الرسمية  ( 57 ألف ) معمل أهلي  و( 719 معملا  حكوميا  كبيرا)  لأسباب معروفة موضوعياً ولكن غير معروفة سياسياً  ،  بدليل التراجع في النتائج زراعياً وصناعياً أو المراوحة في المكان الخطأ  . مما يعني أن علاج البطالة لايتم إلا من خلال معالجة المعطلات السياسية والإستراتيجية  .  حيث مازلنا نراوح في خانة قوانين النظام الشمولي وتعليمات بريمر التي تعرقل كل مشروع اقتصادي وحتى السياسة بما يضمن القضاء على البطالة والعطالة  ، إلا بحلول مجتزأة محدودة معزولة عن واقعها رغم دراسات ومشاريع البنك الدولي الذي يساهم في عملية عقيمة ولا يخرج من إطارها  .  كما ساهم الأمريكان في بعض العلاجات التي كانت فاسدة أو من باب إسقاط الفرض  .  فلنعالج العطالة  لتنطلق مشاريعنا الكبرى والصغرى التي يمسك بزمامها من يملك ويمسك  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram