 علي حسين في البدء، شكرا لقادتنا الأمنيين انهم طمأنونا بأن المعركة مع تنظيم القاعدة انتهت بصورة كاملة، وأن القوات الأمنية تبحث عما تبقى من فلوله المنهارة، حسب تصريح الناطق الرسمي لقيادة عمليات بغداد، وشكرا للقيادة العامة للقوات المسلحة انها خفضت عدد القتلى في الخميس الماضي،  فبدلا من ان تقول ان الرقم تجاوز الثلاثمئة بين قتيل وجريح، قالت بخجل ان الرقم 204 فقط لاغير.. وشكرا للمسؤولين انهم اكتشفوا مؤخرا ان المنطقة الخضراء بحاجة الى حماية،
 وعليه لابد من  إنشاء خنادق وأبراج مراقبة لان المعلومات الاستخبارية تؤكد نية الجماعات المسلحة، شن هجمات على قلاعهم الحصينة، والشكر كل الشكر موصولا  لمجلس النواب  بعموم فروعه في معظم دول العالم،  لانه قرر ان يعقد جلسات ترفيهية لأعضائه  في لندن وبرلين ودبي وبيروت وعمان،  وعدد من العواصم  بالتأكيد ليست بغداد من ضمنها، وان السادة النواب وأثناء تجوالهم  في شارع أكسفورد، أو قضائهم سهرة ممتعة في منتجع النخيلة، حتى وان كانوا في مهمة تسوق عائلية في الشانزليزيه  بباريس فان قلوبهم وعقولهم وعواطفهم ستكون حتما مع هذا الشعب الذي سيقضي العيد بفضل انجازات الحكومة في منتزه الزوراء، طبعا لا أريد ان أتجنى على السياسيين لكن رسائل الأصدقاء الموثوقة  أخبرتني بان السيد الجعفري ترك ورقة الإصلاح وراءه،  واخذ معه الشيخ خالد العطية والقيادي وليد الحلي ليمضوا ليالي العيد في لندن عسى ان تجمعهم جلسة سمر مع المعارض اياد علاوي، اما اسامة النجيفي فسيقضي العيد بصحبة الاحباب في عمان، طبعا لن ننسى اصحاب الجوازات  المزدوجة الذين يصرون على قضاء العطل في بلدانهم الاصلية.وشكرا لمجلة ايكونوميست البريطانية ، لانها لم تضع بغداد ضمن المدن المهمة،  فحسب  دراسة أعدتها المجلة الاقتصادية الشهيرة  أوردت أسماء 140 مدينة في العالم، صنفتها حسب معايير ومقاييس المعيشة فيها، ومدى تلبيتها لاحتياجات السكان على مختلف الأصعدة، منها النقل والمواصلات، والتعليم والخدمات الصحية وما شابه، لكن اسم بغداد لم يرد في هذه الدراسة على الإطلاق، والسبب كما تقول المجلة ان الحياة في بغداد صعبة لكل ساكن فيها.طبعا ستشتم حكومتنا الرشيدة هذه المجلة، وسيقطع الناطق الرسمي علي الدباغ  اجازة العيد التي يقضيها في دبي، ليتهم المجلة الاستعمارية  بتشويه صورة بغداد امام العالم، فالعاصمة تعيش ازهى عصورها، المشاريع الخدمية فاقت الوصف، مراكز الترفيه والثقافة  أصبحت لا تعد ولا تحصى حتى ان الزائر لبغداد يحتار اين يقضي أماسيه، وسيطالب الدباغ المجلة بان تزور بغداد لتقضي مع اهلها اسعد ليالي الأنس،وسيخرج محافظة بغداد وهو يشتم  واضعي هذه الدراسة التي تسيء لمكانة العاصمة، فكيف تسنى لهذه المجلة  العميلة ان تحرف الحقائق وتشطب بجرة قلم على انجازات عظيمة قدمها الدكتور صلاح عبد الرزاق لأبناء بغداد. انظروا أين نحن بعد تسعة أعوام من الكلام عن الرفاهية والسيادة والمستقبل المشرق وحكومات الشراكة، والمحاصصة اللطيفة، وسيادة القانون،اننا لا نزال نعيش في بلاد تحصل ولمرات عدة وبجدارة  على المراكز الاولى في  قائمة  الدول الأسوأ، وفي كل مرة تتغلب على الصومال وتشاد وافغانستان والسودان..  شكرا لساسة العراق انهم جعلونا نتذكر كل عيد ما قاله عمنا أبو الطيب المتنبي في وصفهم:            عـيدٌ بِـأَيَّةِ حـالٍ عُـدتَ يا عيدُ            بِـما مَـضى أَم بِـأَمرٍ فيكَ تَجديدُ           إِنّـي  نَـزَلتُ بِـكَذّابينَ ضَـيفُهُمُ          عَـنِ  القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُلعل المواطن يتساءل، ماذا فعل ساستنا خلال الاعوام الماضية ، غير اثارة الضجيج  والصخب ونهب ثروات البلاد، فنحن أمام  ساسة جمعوا من السلبيات والمساوئ ما يتجاوز كل الحدود، ومجلس نيابي فشل في مواجهة مشكلات وأزمات المواطن العراقي ابتداءً بالأساسيات وانتهاءً بكل مظاهر الحياة العادية.  السادة المسؤولون ومعكم رفاق الدرب من السياسيين، لن نهنئكم  بمناسبة العيد ، ولتعذرونا فلا شيء يجمعنا معكم، فمن ينسى انكم تركتم البلاد نهشا للصوص والمفسدين، وشرعتم لقاعدة تقول: ان طموح المال والجاه مقدم على مصلحة الوطن والناس، وأن الشعب ليس سوى خلفية في صورة انتم واجهتها. ونحن نعيش ايام العيد في مدن العصور الوسطى من سينسى تلك الفئة من السياسيين التي طفت على السطح لتتاجر وتجاهر بالطائفية والرشوة والتزوير،   سياسيون يهدمون  الوطن كل يوم ، ويصرون على التربع على أنقاضه.