اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > ثورات العرب .. والثورة المعلوماتية

ثورات العرب .. والثورة المعلوماتية

نشر في: 24 أغسطس, 2012: 06:45 م

أوس عزالدين المانعلقد كان من أبرز نتائج الانتقال من العصور الوسطى التي شاعت فيها العديد من مظاهر التقييد العقلي والطبقية السياسية والاجتماعية بلوغ مجتمعات أوروبا عصر الثورة التي غيرت ، بل نسفت ، كل تلك القيم المتخلفة ، وأسست لمفاهيم جديدة تقوم على الحرية والعقلانية والمساواة .
ويبدو أن ما نشهده اليوم  من ثورات وانتفاضات وحراك سياسي واجتماعي في منطقتنا العربية بالذات قد سبقته أيضا حالة من الحراك المعرفي ، الذي تسببت فيه معالم عصر ثورة الاتصالات الحديثة .ولعل الاختلاف الرئيسي الوحيد بين الثورات العربية الجديدة وعصر الثورات الغربية في القرن الثامن عشر وما تلاه ، هو أن الثورات العربية الجديدة تحققت في عصر الثورة المعلوماتية ، حيث أننا نشهد اليوم طفرة كبيرة وهائلة في الوسائط الإلكترونية الجديدة ، التي تدخل بالقراءة عالما غير مسبوق يتيح لأي فرد مكتبة لا نهائية ، وذلك عبر توفير نسخ إلكترونية من الكتب التي صدرت بجميع اللغات الأجنبية في العالم .والمعنى ، إن ما تحقق سابقا بسبب ثورات أوروبا في قرن أو يزيد ، يمكنه أن يتحقق الآن في هذا العصر في عقود قليلة بسبب هذه الثورة التقنية الهائلة ، التي لا بد من أنها سوف تتسبب  بطفرة كبيرة في القراءة والتعليم معا ، وخصوصا مع تزايد شعبية المواقع الاجتماعية ، التي يشهد جانبا كبيرا منها حوارات مستفيضة لا بد أن يركز الكثير منها على السياسة والثقافة ، وذلك لدعم آراءهم ، وهذه كلها ظواهر جديدة لم تكن موجودة من قبل .وفي وقت الثورات الأوروبية كان الحصول على الكتب يقتضي ربما الاستعانة بنسخ مستعارة من مكتبات معينة ، ولم يكن ممكنا بالتالي توفير ما يحتاج إليه الفرد في أي وقت من الأوقات ، بينما اليوم يمكن لأي شخص أن يجد مواقع متخصصة فقط في إتاحة نسخ إلكترونية من آلاف الكتب المختلفة على الشبكة العالمية للمعلومات (( الإنترنيت )) .وليس هذا فحسب ، فالمواقع الإلكترونية الخاصة بترويج وبيع الكتب ، وبعد أن كان تخصصها الأساسي هو الترويج للكتب الورقية ، أصبح اليوم جزء كبير من اهتمامها ، بل نسبة كبيرة جدا من سوقها موجها الآن للكتب الرقمية ، والتي تقرأ على وسائط القراءة الجديدة ككتاب إلكتروني ، أي أنه جهاز مهمته فقط تحميل الكتب الرقمية وقراءتها عليه ، مثل أجهزة الـ (( آي باد )) ومثيلاتها ، وصولا لوسائط أجهزة الهواتف الجديدة مثل الـ (( آي فون )) ، والمجهزة ببرامج لتحميل الكتب أيضا ، وغيرها من التقنيات الحديثة الخاصة بالكتاب .إن ما تتسم به هذه النسخ الإلكترونية هي رخص أسعارها مقارنة بالكتب الورقية التي تقتضي أيضا إضافة تكلفة الشحن لسعر الكتاب ، كما إن الابتكارات تتلاحق في برامج القراءة ذاتها ، بحيث تبدو أقرب ما تكون للكتاب الورقي ، حيث يتم تقليب الصفحات مثلا باللمس بطريقة تقليب الصفحات في الكتب الورقية أو المجلات ، كما تتوافر أيضا إمكانات وضع علامة تنبه القارئ للموضع الذي توقف عنده .وهذا الإقبال المتزايد على شراء نسخ رقمية من الكتب دعا العديد من الأفراد والمؤسسات المهتمة بالنشر ، وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية ، أن تتجه لتأسيس دور نشر رقمية ، أي دور نشر تصدر نسخا رقمية فقط من الكتب ، وفي مرحلة لاحقة تخصصت بعض دور النشر الرقمية هذه في ترويج أنواع من هذه الكتب ، فبعضها كتب طويلة نسبيا ، تصل عدد كلمات النصوص التي تحتويها في المتوسط إلى (( 300 )) ألف كلمة تقريبا ، وبعضها كتب متوسطة للقراءة في جلسة واحدة فقط .لكن هذه الدور الرقمية لم تكتف باستقطاب القراء الشباب وغيرهم من هواة هذا النوع من الكتب فقط ، بل إنها استقطبت الكثير من الكتاب ، بعضهم ليس معروفا لدى القراء ، والبعض الآخر لم يسبق أن نشر له شيء .وكمثل أي سوق أخرى وجد هؤلاء الكتاب العديد من الصعوبات في تسويق أعمالهم بالطريقة التي يتمنونها ، وبدأت هذه الدور بالتفكير في طرق جديدة لتسويق كتب هؤلاء الكتاب ، واستغلت خاصية التفاعلية المتاحة على شبكة الإنترنيت ، والمؤكد أن هذا الوسيط الجديد لم ينتشر بعد بالشكل الذي يجعل منه ظاهرة عامة ، ولكنه يتزايد يوما بعد يوم ، ولعله يمثل تشكل ظاهرة جديدة لدى المراهقين في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وشرق آسيا ممن نشأوا وتعلموا مبادئ القراءة والكتابة الرقمية الجديدة هذه ، أما في منطقتنا العربية فلا شك أن سوق القراءة لا يزال يميل إلى سوق الكتاب الورقي ، بالكامل ربما .ومنذ سنوات وشركة (( جوجل )) تعرب عن نواياها في إطلاق أكبر مكتبة إلكترونية على شبكة الإنترنيت ، وكان ذلك قبل أن تنتهي وتقوم بالفعل بتأسيس خدماتها باسم (( كتب جوجل )) ، وهي أداة من جوجل تبحث في النصوص الكاملة للكتب التي يقوم جوجل بمسحها وتخزينها في قاعدة بياناته الشخصية ، وهذه الخدمة كانت تعرف سابقا باسم (( طباعة جوجل )) عندما قدمت في معرض (( فرانكفورت )) للكتاب في شهر أكتوبر من العام (( 2004 )) .ولا تزال قاعدة البيانات مستمرة بالنمو بأكثر من مئات الآلاف من الكتب التي تضاف من قبل الناشرين والكتاب ، وهناك ما يقارب من عشرة آلاف عمل يقع في النطاق العام تم إدراجها في نتائج البحث .ومع حلول العام (( 2006 )) أعلنت كل من شركة جوجل ومنافستها

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram