TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > المعايير الشيئية للنقد التشكيلي في مقهى أدباء البصرة

المعايير الشيئية للنقد التشكيلي في مقهى أدباء البصرة

نشر في: 25 أغسطس, 2012: 06:56 م

جاسم العايف ضيّف التجمع الثقافي في مقهى أدباء البصرة ، الناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي في محاضرة بعنوان (المعايير الشيئية للنقد التشكيلي) رافقه فيها الفنان التشكيلي هاشم تايه ، مقدماً له ، وكانت مقدمته بعنوان: (جدل في الرسم حيث لا رسم)..!. جاء في بعضها :قبل الخوض في أفكار الناقد خالد خضيّر، أرى أن جلستنا هذه المخصّصة للجدل في ماهيّة الرّسم كعمل فني ستكون عقيمة وأقرب إلى فضلة لا لزوم لها، إن لم تكن نكتة مضحكة !.
 فأنت لكي تجادل في شيء، فإنّ هذا الشيء يجب أن يكون موجوداً في المكان الذي تحيا فيه أوّلاً، وتلمس آثاره في الثقافة والوعي والذائقة ثانياً. وبما أنّ الرسم في مدينتنا، اليوم، في وضع أقرب إلى الضمور والغياب، فإنّ جدالنا بخصوص ماهيته سيكون بلا فائدة، كما أعتقد، وكان الأولى أن نتحاور في الأسباب التي جعلت الرسم في البصرة ينام بلا أحلام نومته الطويلة هذه؟. وتساءل تايه : هل يوجد في البصرة متحف للأعمال الفنيّة بالوسع زيارته لنكون على صلة بهذه الأعمال نحاورها حوار رؤية بالعين قبل أن نجادلها باللسان؟ أين تجدون قاعات عرض تؤمّن لنا الاطلاع على أعمال فنيّة في معارض تقام دوريّاً على مدى العام؟ هل نحن على صلة أصلاً بالرسم؟ هل نقتنيه ونعلّقه على جدران بيوتنا؟ هل نراه في مؤسساتنا، هل نرتطم به في الفضاء العام داخل محيط مدينتنا؟ هل هناك رسمٌ في مدارسنا؟، وأضاف: الرسم إذن، إذا اتفقنا مع الناقد خالد خضيّر (واقعة شيئيّة) ليست قائمة في واقع، وحضورها الشحيح ضعيف وفاتر ومعدوم الأثر، ولهذا فالجدل في ماهية الرسم أولى به أن يؤجَّل إلى حين حضور السيّد الرّسم. وما دمنا حضرنا في جلسة سيحاضر فيها الناقد التشكيليّ خالد خضيّر بحماسه المعروف لتصحيح عدد من المفاهيم المتعلقة بماهية الرسم وطبيعته ووظيفته التي يراها خاطئة، وسنعرف منه إلى أي حدّ يقترب مفهومه للرسم كـ (واقعة شيئيّة) من حقيقة الرسم وماهيّته وعناصره وقواه وتأثيره فينا؟، ما المربك في مفهوم (واقعة شيئيّة)؟. أين يضع خالد المستوى الدلالي في الرسم؟ ولماذا يساوي بين الدلالة والموضوع، مع أن الموضوع مناسبة ذات طبيعة محددة؟. ثم تحدث الناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي قائلاً:  نقصد بالفن هنا وبالعمل الفني، الرسمَ تحديدا ، وإن كان تعريفنا يشمل النحت والسيراميك وأنماط الرسم المختلفة ، رغم أن هذه الأنماط الفنية تختلف عن بعضها اختلافات تفرضها طبيعة المادة التي يشتغل عليها الفنان . ثانيا نعتقد أن العمل الفني واقعة تتألف من مستويين بنائيين مستقلين: مستوى تحتي مادي شيئي ينتمي إلى جوهر العمل الفني المادي (البصري أو اللمسي)، ومستوى دلالي فوقي ينشأ كهامش سردي على الواقعة الشيئية، وهو، أي المستوى الفوقي، وإن كان موجوداً ضمن جوهر العمل الفني ، فإنه لا ينتمي إلى البنية المادية للعمل الفني، وذلك بسبب إن الحكْم الجماليّ، والحقل الجماليّ ليس معرفة، لذا فهو مستقل عن معايير العقل وقيمه الأخلاقية والتقوية. واعتبار العمل الفني تجسداً للفكرة المطلقة ، قد خلف كوارث دفع ثمنها الفن وحده، فالعمل الفني في حقيقته جوهر مادّيّ قائم في ذاته، ويعرض نفسه في وجوده الخاص، لذلك علينا تعميق البحث في الخصائص المادية للعمل الفني أي في شيئيته ، وهي وجوده المادّي والتقني، وهذا الأمر يصدق كذلك على الشعر. ويجب أنْ يجري البحث عن جوهر الشعر في (الشعرية) التي تكمن في خصائص النص، وفي طبيعته النصّيّة واللغوية الجوهرية، ونحن نعتقد أنّ الكتابة (النقدية) التي تتناول العمل الفني عليها أن تتناول وجوده المادي الشيئي لتكون حقاً كتابة نقدية، بينما نجد أنّ أطنانا من الصفحات التي يسوّدها الكتّاب تنتمي في حقيقتها إلى حقول قريبة من النقد التشكيلي كالسوسيولوجيا مثلا (علم اجتماع الفن) أو تنتمي إلى حقول راسخة أخرى كعلم النفس أو قد تكون تأملات فلسفية أو كتابة صحفية أو غير ذلك. وهي في هذه الحالة لا تبحث سوى ببنيته الفوقية السردية التي يتساوى فيها مع وسائل تعبير أخرى ويفقد خصوصيته التي تعطيه شخصيته المتفردة وهي وجوده كـ(واقعة شيئية)، ومن الصعب أن تنتمي كتابات كهذه إلى النقد التشكيلي. إن النقد التشكيلي من باب مماثل يجد ميدان اشتغاله داخل البنية الشيئية للعمل الفني لا خارجه، أي في جوهره لا في هوامشه السردية التي وان وجدت فيه إلا أنها لا تنتمي إلى الفن كواقعة مادية، وأضاف الصالحي: أنها مفاهيم تعنى بدراسة الواقعة الشيئية أو مادية اللوحة، واعتبار اللوحة مناسبة لوضع المادة على سطح ما، والمادة تشتمل اللون وكل التقنيات المرافقة كالتعتيق والحروق والخروق والملصّقات (المواد المضافة)، وهي رؤية اقرب ما تكون إلى المفاهيم النصية. فالنص اللغوي والنص البصري هما حقلان مختلفان في وسائل التعبير وفي المقاربات النقدية ، إلا أن لهما مشتركاً عاماً هو ثنائية الصورة بنمطيها: الصورة الشعرية بصفتها استعارة والصورة البصرية باعتبارها واقعة تشاكل صوري، ومن خلال تعاكس مرآوي بين طرفي هذه الثنائية. كما قال: يفتقر المشهد التشكيلي العراقي والعربي إلى الجرأة التي وصلها الفنان الأوربي. الرسام هو المخطط، الكاليغرافي، بينما المصور هو الملون، وتجد أن الحدود بين هذين العنصرين ليست حدوداً واضحة، وأضاف: إن إدامة وجود علاقة متوازنة بين الرسم والإبداع بصفة عامة والنقد مسألة تتطلب جهداً وبنية عقلية قادرة عل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram