تدخّل أميركا عسكرياً في سوريا سيضرها وسيزيد من العداء تجاهها بين العرب والمسلميناعتبرت صحيفة "واشنطن بوست "الأمريكية السبت أن الكارثة الإنسانية في سوريا واقعا لا يمكن إنكاره، وأن نظام بشار الأسد -الذي وصفته بالقاتل- قد قتل الآلاف من الشعب السوري، لاسيما وأنه يقاتل من أجل البقاء، محذرة من أن الدعوات التي وصفتها بـ"الخاطئة" لإجراء تدخل عسكري أمريكي في سوريا، لن ينتج عنها سوى الكثير من التداعيات.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن إجراء مثل هذا التدخل من شأنه أن يزيد من عدد الخسائر البشرية وخاصة من المدنيين، متسائلة عن مدى حجم عمليات القصف المطلوبة من القوات الجوية الأمريكية حتى يتم تدمير المضادات الجوية التى يمتلكها نظام الأسد؟!.وتابعت الصحيفة قولها: فضلا عن أن المشكلة التي قد تواجه التدخل العسكري الأمريكي تكمن أيضا في أنها ليست مجرد حملة عسكرية لمرة واحدة لكنها تتطلب حملة مستمرة، وهناك مشكلة أخرى تتمثل في احتمال أن يخفى نظام الأسد العديد من دفاعاته الجوية في مناطق آهلة بالسكان في البلاد، مما سيسبب المزيد من الخسائر البشرية بين المدنيين.وأشارت الصحيفة إلى أن التدخل العسكري الأمريكي في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا -بلد مسلم آخر- قد يشكل خطرا كبيرا على الولايات المتحدة حيث سينظر إليها فيما بعد بأنها السبب الرئيسي وراء قتل الآلاف من أبناء الشعب السوري جراء هذا القصف، لذا رأت -الصحيفة- أنه ليس هناك من سبب وجيه لهذا التدخل، وعلى واشنطن مقاومة إجراء أي تدخل ما لم يمكن لها أي مصلحة وطنية هناك.ومضت صحيفة "واشنطن بوست" تقول إن سياسة البيت الأبيض الخارجية كانت ولا تزال منشغلة بدور واشنطن في العالم، مشيرة إلى أن دعم المعارضة السورية سيكون "تهور" لأن دورها في مستقبل سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد القمعي سيكون هامشيا، وسيكون من السذاجة تصور أن أي نظام سياسي جديد تمخض من هذه المجازر والفوضى في سوريا سيهتم بالولايات المتحدة.وأوضحت الصحيفة أن أي ثورات شعبية عربية ساندتها واشنطن لم يتمخض عنها في المقابل أي أنظمة سياسية جديدة تدين بالولاء والصداقة والتأييد لواشنطن، مشيرة إلى أن روح العداء لأمريكا المتأصلة -كما تقول الصحيفة- منذ عقود لدى العرب ستبقى موجودة سواء دعم الأمريكيون السوريين أم لم يفعلوا.اختتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأنه يمكن لواشنطن أن تلعب دورا حاسما فى الثورة السورية من خلال تقديم الدعم غير العسكري للمعارضة السورية، ممثلا في الدعم الاستخباري بشأن مواقع قوات الأسد وتحركاتها بهدف إنهاء الحرب الأهلية، مشيرة إلى أن دعم كهذا غير عسكري ومباشر يتفق مع المصالح القومية للولايات المتحدة.rnمرسي لم يتعلم من أخطاء مباركتحت عنوان "الرئيس مرسي ونقاده"، ألمحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في افتتاحية عددها الصادر امس السبت إلى أن أول رئيس منتخب في مصر، محمد مرسي لم يتعلم بعد الدرس المستفاد من سقوط مبارك والمنطوي على أن المواطنين في مصر الجديدة عازمون على جعل أصواتهم تسمع، فمجددا ظهرت الاحتجاجات في شوارع القاهرة أمس الاول الجمعة، ليس للتنديد بحكم الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، وإنما للتظاهر ضد الرئيس الجديد وجماعته ، "الذين على ما يبدو يجدون صعوبة في سماع أصوات المصريين"، على حد قول الصحيفة. ومضت الافتتاحية تقول إن الكثير من المصريين يخشون أن يكون الرئيس مرسي والإخوان المسلمين يسعون لاحتكار السلطة، بما يشمل ذلك من فرض القيود على حرية الصحافة، لافتة إلى اتهامات الحكومة الأخيرة ضد أحد منتقدا مرسي، وهو إسلام عفيفي، رئيس تحرير صحيفة "الدستور"، وذلك لإهانته للرئيس والإخلال بالنظام العام في موضوعات الجريدة ومقالاتها الافتتاحية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اتهمت النيابة، توفيق عكاشة وأوقف برنامجه التليفزيوني لهجومه كذلك على الجماعة وإساءته للثورة التي أطاحت بحكم الرئيس مبارك، وفى إحدى الحلقات، هدد كلا من مرسي والجماعة بالعنف. ورغم أن التهديد بالعنف أمر لا يمكن التغاضي عنه، إلا أن انتقاد الزعماء السياسيين لا ينبغي أن يكون جريمة، خاصة في دولة تطمح في أن تنعم بالديمقراطية، على حد تعبير "نيويورك تايمز"، التي أضافت "والإخوان المسلمون ينبغي أن يعرفوا ذلك أفضل من أي شخص آخر، فالجماعة كانت محظورة قانونيا طيلة عهد مبارك الذي استمر لثلاثة عقود، فهذا النوع من القمع ولد العداء ضده، وانتهى بحالة غليان أطاحت به".ومضت "نيويورك تايمز" تقول إن النقاد يخشون أن قمع الصحفيين وحرية الإعلام يعكس نية الإسلاميين تعزيز سلطتهم على كل مناحي الحياة، و"سيكون أمرا مأساويا أن تبذل مصر كل هذه الجهود للإطاحة بقائد مستبد فقط لينتهي بها المآل برئيس جديد يسلك نفس نهج مبارك". وفى قضية إسلام عفيفي، أدرك مرسي أن الأمر زاد عن الحد، لذا اضطر لاستخدام سلطاته التنفيذية لأول مرة لمنع الحبس الاحتياطي في جرائم النشر، الأمر الذى سمح بالإفراج عن الصحفي، غير أن الاتهامات لا تزال قائمة، فهو سيحاكم في سبتمبر المقبل، كما أن قوانين الصحافة الوحشية المتبعة في عهد مبارك لا تزال متبعة، وينبغي إلغاؤها، بحسب الصحيفة. وأضافت الافتتاحية أن الرئيس مرسى شأنه شأن أي قا
صحافة عالمية
نشر في: 25 أغسطس, 2012: 08:01 م