TOP

جريدة المدى > الملاحق > قطاع الكهرباء: مليارات ضائعة وإنتاج يراوح في مكانه

قطاع الكهرباء: مليارات ضائعة وإنتاج يراوح في مكانه

نشر في: 25 أغسطس, 2012: 08:42 م

 بغداد/ قيس الزبيدييعد العراق الدولة الغنية بالنفط والثرية بالموارد ومن اغرب دول العالم بل أندرها في استنزاف مبالغ طائلة من ثرواته المالية دون جدوى لمعالجة أزمة الطاقة الكهربائية. ويقول علي العنبوري رئيس تجمع العراق 2020 إن العراق انفق مبالغ طائلة على قطاع الكهرباء تجاوزت الـ30 مليار دولار خلال السنوات الأخيرة،
وهي أرقام فلكية كبيرة قلما نسمع نظيراً لها في دول العالم  قاطبة، ويضيف انه وفق المعايير المحاسبية الدولية يفترض أن ينتج كل مليار دولار ألف ميكا واط يضاف إلى الطاقة الكهربائية، ويؤكد العنبوري انه في حال أن تكون هذه المبالغ قد صرفت فعلا على قطاع الكهرباء فإن حجم الطاقة الكهربائية المنتجة في حاليا يفترض ان يغطي كل منطقة الشرق الأوسط، منوها بحجم الهدر والفساد والإساءة في استخدام المال العام والسرقات التي تجاوزت الـ 70 ـ 80% من التخصيصات المالية للطاقة الكهربائية حسب قوله.  وتقدر إيرادات الموازنة العامة الاتحادية لجمهورية العراق للسنة المالية 2012 بمبلغ (102,327) ترليون دينار، بعد احتساب الإيرادات الناجمة عن تصدير النفط الخام على أساس معدل سعر قدره (85) دولاراً للبرميل الواحد ومعدل تصدير قدره (2,6) مليون برميل يومياً بضمنها (175) ألف برميل يومياً عن كميات النفط الخام المنتج في إقليم كردستان، وتبلغ حصة الأموال المخصصة لقطاع الطـــاقـــــة بضمنها الكهرباء ما يقارب (20,461) ترليون دينار. ولفت العنبوري إلى أن الوعود الجديدة لوزارة الكهرباء تشير إلى انه بنهاية عام 2013 ستنتهي مشكلة الكهرباء في العراق، معربا عن اعتقاده بعدم وصول العراق الى حجم الطاقة الإنتاجية التي يحتاجها ببلوغ تلك المدة لأسباب عدة من بينها الزيادة السكانية التي لم تؤخذ بنظر الاعتبار، والناجمة عن تحول بيوت حجمها 600 متر من وحدة سكنية تؤوي عائلة واحدة إلى ثلاث أو اربع او خمس وحدات سكنية تؤوي أكثر من عائلة، كما أن الوحدة السكنية التي كانت تستخدم مكيفا واحدا سابقا أصبحت الان تستخدم نحو خمس وحدات تبريد او تكييف مركزي على الأقل، وبالتالي أصبحت هناك زيادة كبيرة في حجم استخدام الطاقة لا يعتقد أن وزارة الكهرباء العراقية مدركة تماما لهذه الزيادة في حجم استهلاك او قامت بقياسها بشكل مضبوط.وقدرت خطة وضعتها شركة بارسونز برينكيرهوف للاستشارات لحساب وزارة الكهرباء العراقية للسنوات 2010 ـ 2030 حاجة العراق إلى إنفاق (80) مليار دولار في السنوات العشرين المقبلة لتلبية حاجات سكانه في مجال الكهرباء، وأشارت هذه الوثيقة الى أن إجمالي الاستثمار خلال السنوات الخمس المقبلة لتطبيق الخطط الجارية سيكون بحدود (26) مليار دولار، منها عشرة مليارات للإنتاج على المدى القريب.واقترح العنبوري تخصيص قطاع الكهرباء بالكامل لحل هذه المشكلة وتحول الدولة من منتجة للكهرباء الى مراقب ومشترٍ لها لان القطاع الخاص اقدر على إدارة هذا القطاع الحيوي والمهم، لافتا إلى تجربة إقليم كردستان في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية حيث أن المحطات الكهربائية الخاصة أكثر استقرارا والتزاما بتزويد الطاقة وربما اقل أيضا في نسبة الهدر الذي يحدث بمحطات الطاقة المملوكة للقطاع العام.وكانت وزارة الكهرباء في حكومة إقليم كردستان قد أعلنت مطلع تموز المنصرم تمكنها من إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء وزيادة ساعات تجهيز مواطني الإقليم بـ22 ساعة كهرباء، مؤكدة في الوقت ذاته استمرار العمل لإنتاج 6000 ميغاواط  بحلول عام 2015، بينما أعلنت وزارة الكهرباء في بغداد إن إنتاج الطاقة الكهربائية سيصل خلال الصيف الحالي الى (9000) ميغاواط، بزيادة نسبتها (50 %) عن إنتاج الوزارة صيف العام الماضي، وبمعدل ساعات تجهيز يتراوح بين (6 ـ 8) ساعات يوميا، مشيرة الى أن العام القادم سيشهد وصول انتاج الكهرباء الى (15350) ميغاواط ما سيمكن العراق من الاكتفاء الذاتي وسد حاجة الاستهلاك المحلي من الكهرباء، فيما تسعى الوزارة الى تنفيذ مشاريع في قطاع الكهرباء من المؤمل ان تؤمن اكثر من 27 الف ميكا واط في عام 2014 بحسب تصريحات وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان.من جانبها أكدت سوزان السعد عضو لجنة النفط والطاقة النيابية عن التحالف الوطني ان مجموع المبالغ التي صرفتها الحكومة العراقية على مشاريع الطاقة الكهربائية قارب الـ 27 مليار دولار، في حين انفق المواطنون نحو 80 مليار دولار على مدى السنوات الثماني الماضية، وهذه المبالغ الطائلة والأرقام الفلكية لم يسعف واقع الكهرباء المتردي في البلاد، ولم يكن له أي انعكاس ايجابي على واقع ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية، مشيرة إلى ان مجموع المبالغ التي صرفت على قطاع الكهرباء في العراق، تعادل عشرة أضعاف ميزانية البحرين البالغة 5.5 مليار دولار، وأكثر من ميزانيتي الكويت والإمارات بكثير، على حد تعبيرها. وأوضحت السعد ان وزارة الكهرباء صرفت أموالا هائلة على هذا القطاع تكفي لشراء أصول شركات جنرال ألكتريك الأمريكية وسيمنز الكترونيك وميتسوبيشي بور، وتابعت السعد أن دولة الإمارات العربية المتحدة أنشأت محطة كهرباء الحسيان التي تبلغ طاقة التوليد الكلي لها  9000 ميكاواط عند انجاز آخر مرحلة والتي تعادل بمفردها  إنتاج الطاقة الكهر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram