TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: الشيخ محلوس.. وشائعات الشلاه

العمود الثامن: الشيخ محلوس.. وشائعات الشلاه

نشر في: 25 أغسطس, 2012: 09:50 م

 علي حسينمنتهى العبث والتهريج والاستهانة بعقول الناس أن يقال لهم إن الأزمة السياسية ستزيد من ثقة الشعب بالسياسيين، كما اخبرنا النائب علي الشلاه  قبل يومين، ومنتهى الاستهانة بالإعلام والصحافة ان يقول لنا القيادي في دولة القانون إن منتقديه  مجرد "دكاكين إعلامية".
وأنا اقرأ تصريح  الشلاه تصورت أن الأمر لا يعدو كونه محاولة لكسر الملل والرتابة، فيما الواقع يؤكد لنا كل يوم أن منطق استغفال الناس والضحك عليهم هو السائد في أوساطنا السياسية، نعم هناك إصرار غريب على تحويل الفساد والسرقة والانتهازية إلى بطولة ونبوغ وعبقرية، مرافعة مضحكة عن الحكومة تجعل الوضع الذي يمر به العراق أقرب إلى مشهد  مأساوي ممتد من أقصاه إلى أقصاه، وأظن أن هذا هو الوصف الأدق لكل ما يدور على أرض الواقع لأننا نعيش زمن السياسات الكارثية، مع ساسة ومسؤولين يعشقون الكذب ويمارسونه  طوال الوقت، لعل الشلاه في دفاعه عن  ائتلاف دولة القانون يريد أن يقول لنا إن التصدي للازمة السياسية ومعرفة أسبابها مرادف تماما لمفردة "عدو الحكومة" ومعنى ذلك، اننا جميعا ليس أمامنا إلا أن نصفق ونبايع ونؤيد ونزكي كل ما قامت به الحكومة ومقربوها لنفوز برضا السيد النائب، ومن ثم نحصل على صك الوطنية، إما أن ننزعج ونحزن ونأسى على سرقة أموال الشعب ونشعل الضوء الأحمر في وجه  المفسدين والانتهازيين فأننا نتحول بلمح البصر  إلى مارقين مترصدين حاقدين على النظام السياسي وفلاسفته الأفذاذ.لم يكتف الشلاه بذلك بل انه أصر على أن كل ما حل من خراب ونقص في الخدمات وخروقات أمنية، ما هي إلا شائعات مغرضة يطلقها الحساد الذين يريدون تعطيل  التجربة السياسية الجديدة، ومنجزاتها الكبيرة التي يعرفها القاصي والداني، وان يسيئوا لمكانة العراق الجديد، من خلال سطور عملية تريد أن تحرف الحقائق وتوهم الناس بالخراب الذي يحاصرهم، بينما الواقع يقول إننا نعيش أزهى عصور البناء والتقدم، ولهذا يعتقد الشلاه ان منافسيه يحاصرونه دائما بالشائعات، وقد تفرغ الرجل مشكورا لإحصائها فاذا هي حسب قوله: "أكثر من عشرين شائعة ضد دولة القانون في اجازة العيد فقط ناهيك عن تحريف تصريحات زملائنا بقصد الاساءة والتشويش وتجوال بعض الجهات الاعلامية الحزبية في محافظات العراق لافتعال تصريحات وأحداث تنسب كل ما هو سلبي في الجانب الخدمي".إن حديث الشلاه عن الشائعات التي تحاصر الساسة يعنى ببساطة أن صاحب هذا الكلام لا يحترم عقولنا، وربما يتصور أن المشاهد بلا عقل من الأساس، ولذلك سولت له نفسه الأمارة بالعبث أن يترجم السرقات التي حصلت في مجمل قطاعات الدولة  إلى مشاريع في الخيال، لا يراها الناس ولكنها حسب نظرية السيد الشلاه موجودة لكنها محاصرة بالشائعات المغرضة التي تثبت بالدليل القاطع أن الشعب ظلم الحكومة وسرق منها فرص النجاح والتفوق. ولا أدري لماذا لا يمارس العديد من ساستنا  فضيلة  الصدق الاعتراف بالخطأ.. لم أر مسؤولاً أو شخصية عامة تتقي الله وتخرج إلى الناس وتقول:  "يا جماعة لقد كذبنا عليكم".لم يطلب احد منا السماح.. نهبت أموال الشعب.. تفشت المحسوبية والرشوة..الغش اصبح طريقا للثروة، والتزوير بابا للمنصب الرفيع. ولاننا نعيش في ظل ساسة  محصنين  من الخطايا والأخطاء، وان أخطأوا "لا سمح الله"  فهذا في مصلحة البلاد والعباد ولا يجوز الاعتذار عنه.ولأن الحديث عن كذب الساسة اقتطع جزء من حكاية كتبها الراحل الكبير شمران الياسري في عموده الشهير "بصراحة" ونشرت منتصف السبعينيات في جريدة طريق الشعب  تقول الحكاية ان "الشيخ محلوس لم تكن تعجبه النومة إلا بالديوان، ولازم يسمع سوالف ..سواها سره على الفلاليح، وكام ينطي باكيتين جكاير للي يسولف ساعتين.. اجا السرة على عبيد المهتلف، بدا بأول سالفة.. وصفطله ثانية.. وهم خلصت،  ولمن سكت صاح الشيخ: سولف ليش سكتت؟ ابتدأ عبيد المهتلف  بوحدة جديدة سداها ولحمتها جذب.. اشو هاي هم خلصت وبسرعة وجان يصيح عليه الشيخ "والنوم بعيونه" ولك سولف ليش سكتت؟ تحسر عبيد وقال بصوت ناصي شسولف بعد.. الصدك كضة .. والجذب كضة وباكيتين الجكاير هم كضن" انتهت حكاية ابو كاطع فمن ينهي لنا هذا المشهد العبثي الذي وصلنا إليه بعد حوالي تسع سنوات عجاف، ظننا فيها ان الحرية والرفاهية والامان ستدخل كل بيت عراقي، بعد ان غابت عنه عقودا طويلة،  ثم فوجئنا بفلاليح الشيخ محلوس الذين لم يدخروا جهدا في سرقة حتى النوم من عيون  الناس. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram