TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان:الدباغ.. لا ضد ولا مع!!

كتابة على الحيطان:الدباغ.. لا ضد ولا مع!!

نشر في: 26 أغسطس, 2012: 08:18 م

 عامر القيسيالسيد الدباغ ظهر في برنامج تلفزيوني ليزف لنا بشرى أن موقف الحكومة العراقية من الانتفاضة السورية "لا ضد ولا مع" وفي كل المقاييس فهي مبهمة، فلا اللاضد واضحة ولا اللامع واضحة أيضا. هل يقصد مثلا لا مع الانتفاضة ولا ضدها أم يقصد لا مع نظام بشار ولا ضده؟ الله أعلم
 لكنه ربما أنقذنا من بعض الحيرة من تصريحه عندما قال "نحن نتعامل مع النظام السوري" ولم يوضح لنا أيضا أي نوع من التعامل يقصده، رغم الانتقادات الموجهة للحكومة العراقية بسبب موقفها من اللاجئين السوريين، وهي قضية إنسانية لا علاقة لها بالموقف السياسي كما قال الدباغ نفسه، لكن تصرفات الحكومة على أرض الواقع مغايرة تماما،من غلق المعابر إلى عدم الاستقبال في البداية إلى رفض معالجة الجرحى في المستشفيات العراقية، حسب المعارضة السورية،إلى التعامل المهين مع اللاجئين، بحسب تقارير صحفية، إلى إعلان وزارة الهجرة والمهجرين بأنها لا تستطيع أن تستوعب اللاجئين السوريين وتهيئ لهم المخيمات اللازمة لأقل من خمسة آلاف لاجئ، بحسب الدباغ، فيما تقول تقارير أخرى إن عددهم في العراق لا يتجاوز الأربعة آلاف، وربما لا يعلم الدباغ أن إقليم كردستان، بل ومحافظة واحدة منه هي دهوك استقبلت في مخيم دوميز أكثر من عشرة آلاف لاجئ!مواقف الحكومة العراقية مما يجري في سوريا، مواقف تفتقد البعد الاستراتيجي ومحكومة للأسف بحسابات ضيقة بل وحتى طائفية وفيها نوع من التبعية لمواقف إقليمية ودولية، وهي مواقف متأرجحة، ففي المحافل العربية والدولية، يمتنع العراق عن التصويت على قرار ضد النظام السوري ومرّة أخرى يرفع يده موافقا وفي موقف ثالث يعلن تحفظه، ولم يتخذ حتى الآن الموقف الاستراتيجي المطلوب في الوقوف مع انتفاضة الشعب السوري ضد نظام البعث القاتل في سوريا، ليس في قتل  السوريين فحسب بل في قتل العراقيين عبر احتضانه للمنظمات الإرهابية وتدريبها وتسهيل مرورها إلى العراق بل وتدفقها لتغرق شوارع وأرصفة البلاد بدماء العراقيين، سنّة وشيعة،عربا وكردا، مسيحيين ومسلمين،صابئة وايزيديين،أطفالا ونساء،شيوخا ورجالا، وهو سلوك إجرامي اعترف به السيد رئيس الوزراء وكانت هناك نية لرفع الموضوع إلى مجلس الأمن أو المحكمة الجنائية الدولية باعتبار ان أعمال النظام السوري تقع في خانة الجرائم ضد الإنسانية. ولا نشك أن ذاكرة السيد علي الدباغ  ضعيفة إلى الدرجة التي نسي أو تناسى تلك الجرائم التي استباحت الدم العراقي فأصبحنا نتعامل مع النظام تحت نظرية "لا مع ولا ضد"!!إن الاصطفاف مع انتفاضة الشعب السوري الشجاعة ستجنبنا الكثير من المتاعب والمشاكل القادمة بانتصار الانتفاضة والإطاحة بنظام بشار الاسد،وهي إطاحة قادمة وان طال زمنها وكثرت تضحياتها، ومن الغريب أن تبقى حكومتنا مراهنة على جواد خاسر في عالم المراهنات السياسية التي تحسب بدقة وحرفية ومهنية ورؤية مصلحية مستقبلية.أما الخوف من القاعدة والسلفيين، وان كانت مشروعة،فإنها لا تبيح التفرج على شعب جار يذبح من الوريد الى الوريد تحت عباءة النظرية الذهبية للسيد الدباغ "لا ضد ولا مع "!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram