TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > فيتو الفقيه و مخاطر القاعدة

فيتو الفقيه و مخاطر القاعدة

نشر في: 27 أغسطس, 2012: 06:22 م

د. مهند البراك منذ تأسيس الدولة العراقية و بنائها على أساس دستور و مجلس نواب، و الإعلان عن أن الدولة تقوم على السلطات التنفيذية و التشريعية و القضائية كما في العالم المتحضّر، لم يعش العراقيون رجالا و نساء في الواقع  لسنوات طويلة إلاّ تحت سلطة القوة السياسية المهيمنة المعلن عنها و سلطة قوانين الأحكام العرفية و أحكام الطوارئ . .
ثم عاشت البلاد في ظل أحكام عسكرية متواصلة منذ استئثار العسكريين بالحكم و تبادلهم دكتاتورياتهم بالعنف، إلى انهيار آخر الدكتاتوريات التي حكمت بإرهاب وعنف لم تشهدهما البلاد من قبل، باسم حزب حاكم فصّل الحكم و الدولة و القانون على مقاسه و وفق مشاريعه الغامضة . . حتى صار القانون (ورقة يوقعها صدام)، و إنه لا يتطلب إلى أكثر من (مسدس بالحزام و شهادة قانون في الجيب) على حد تعبير الدكتاتور المباد، و قام على تلك الأسس  بإعادة تشريع القانون مستنداً إلى (خبراء و حَمَلة شهادات بالقانون) لقوننة أعماله التعسفية في عمليات سُمّيت بـ (إصلاح القوانين وإصلاح وزارة العدل)، وشيّد بذلك دكتاتورية على أساس (القانون) . . ليقول إثر تزايد الاحتجاجات الدولية على كثرة المظالم، و على كثرة أحكام الإعدام التي كانت تصدر في الظلام و تنفذ سريعاً، ليقول ( أننا دولة قانون . . و أن قوانيننا هي هكذا و لابد أن نحترمها)، في سعي يرى فيه محللون، أن دولة نفطية غنية بالفكر و الثقافة و تفعل فعلها في السياسة و الاقتصاد العالميين، لابد أن تقوم على قانون ـ أيّ قانون ـ شرط أن يكون معترفاً به من قوى متنفذة دولياً سواء كانت احتكارات أو دولاً كبرى، كي يُعترف باتفاقيات حكمه لها و تعهداته في المحافل الدولية . .و يرى متخصصون أن الاحتكارات الدولية الغربية و الشرقية التي دعمت الدكتاتور و تعاملت معه، رأت و ترى أن صياغة القانون في البلاد لابد أن تنطلق من زاوية مصالحها هي و وسطائها الداخليين و الدوليين، كي تؤمّن لها تلك المصالح و كي تستطيع تغطية نفقات الحاكم المطيع لها وتغطية نفقات دعمه، مهما سبّب ذلك من مخاطر بالصالح العام . و على ذلك بقيت القوانين التي تتحكم بالمفاصل الأساسية و الحساسة في البلاد غير معلن عنها و بقيت مبهمة . . كقوانين النفط، الميزانية السنوية الحقيقية، النفقات الخاصة التي فاقت و لاتزال حتى الآن تفوق الميزانية المعلنة، قوانين الحريات، قوانين  و واجبات و حقوق مواطن الشعب مالك الثروات . . رغم الدعوات إلى إعادة صياغة القانون العراقي إثر سقوط صدام، و إلى خلق سلطة قضائية تناسب الدستور الذي جرى التصويت عليه ـ على ثغراته ـ، في مرحلة دولية و إقليمية جديدة تدعو إلى إنهاء الدكتاتوريات و إقامة حكومات مدنية دستورية على أساس تبادل سلمي للسلطة بانتخابات، في زمان العولمة و تزايد العلنية و خروج الاحتكارات الكبرى المتعددة الجنسية عن بنيتها الكلاسيكية ـ من صناعية و علمية، مالية و نقدية، جيوسياسية، إعلامية و ثقافية إلى غيرها ـ و خروجها حتى على سياسات حكوماتها إن تحددت (*) . . و فيما تثار نقاشات حامية حول محاولة حكومة المالكي إعادة بناء المحكمة الاتحادية العليا التي أقرّ تشكيلها على أساس الدستور . . محاولتها لتكون على أساس المحاصصة الطائفية و العرقية و على أساس تمتع الفقيه المذهبي ـ الطائفي ـ بحق الفيتو على قراراتها و ليس تمتعه بحق الاستشارة. الأمر الذي يرى فيه كثير من المتخصصين القانونيين و السياسيين بكونه انقلاباً خطراً على مواد الدستور وروحه الداعية إلى قيام حكم مدني يسعى للمّ شمل العراقيين رجالاً و نساءً، على اختلاف أطيافهم الدينية و المذهبية و القومية في إطار دولة اتحادية دستورية برلمانية، و أن ذلك يؤسس لقيام دولة ولاية فقيه طائفية تنسجم مع نهج و سياسة ولاية الفقيه في إيران التي صارت تهدد و تضغط على تابعيها، و تمدّ يدها لكل من يمكن أن يساعدها في الوقوف أمام ضغوطات شعوبها من جهة و ضغوطات المقاطعة الاقتصادية الدولية لها. وتحاول بدعم من احتكارات كبرى منافسة احتواء الصراعات السياسية و الاقتصادية وصراعات المكوّنات الديموغرافية ـ خاصة الطائفية شيعيّة و سنيّة ـ في المنطقة، بتوظيف ثروات شعوبها النفطية و الغازية، إثر تخوّفها من تزايد احتمالات سقوط عائلة الأسد في سوريا، التي ترى فيها حكومة نجاد القلعة الأساسية لها في سعيها للهيمنة على شؤون المنطقة في تنافس حاد مع دول الخليج . . الأمر الذي يزيد مخاوف حكومة المالكي من السقوط في أوحال مستنقع طائفي جديد، و تحاول من خلال حزمة من القوانين المخلّة بالدستور إيجاد طريق لتفاديه من أجل بقائها . . غير مدركة أو مبالية بأنه قد يسرّع من سقوطها فيه، وفق عديد من المحللين و وكالات الأنباء .  و يرى آخرون تزايد احتمالات تصدّع تحالفات طائفية و قيام أخرى جديدة في دول المنطقة، بتركيز شعارات تدعو إلى الوقوف أمام (العدو الديني)، المجسد في الدولة العبرية . الذي يذكيه نهج الآلة العسكرية الصهيونية المتغطرس. و يحذّرون من أن منظمة القاعدة الإرهابية قد تطوّرت أعمالها من أعمال العصابات، إلى محاولة إقامة دولة مستقلة لها كما يجري في اليمن  ـ و محاولاتها لإقامة دولة داخل دولة في دول أخرى كالعراق حيث تتزايد عملياتها الإرهابية و تعاونها مع فلول صدا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram