عن/ نيويورك تايمز التأخير في بناء الأنابيب يهدد بتوقف الإنتاج في حقل مجنون الذي تتولاه شركة شل الهولندية الملكية، لمدة ثلاثة أشهر على الأقل مما سيؤدي الى تأخير موعد إنتاج 175 ألف برميل يوميا المقرر عام 2012 . متاعب شركة شل تكشف عوائق البنية التحتية التي تواجه قطاع النفط في هذا البلد العضو في منظمة أوبك.
بعض الشركات النفطية الكبرى بدأت بتوقيع عقود مع إقليم كردستان العراق حيث أن الاقليم يعرض شروطا جذابة أفضل من الشروط التي تعرضها الحكومة الفيدرالية في حقول النفط الجنوبية . تم إغلاق حقل مجنون لأجل الإدامة الا ان التطوير المتباطئ يمكن ان يؤخر إكمال وحدة الأنابيب الجديدة المتوقع في الربع الاول من العام القادم حسب رسالة مرسلة من مدير حقل مجنون في شركة شل إلى وزارة النفط . تقول الرسالة " القلق الرئيسي هو عدم انجاز أنبوب الإنتاج التجاري الأول في موعده". وثيقة أخرى تبين بان شركة شل طلبت من رئيس شركة نفط الجنوب مراجعة مقترحها الخاص بالبدء باسترداد التكاليف بحلول نهاية عام 2012 في حالة فشل العراق في توفير مسلك لتصدير إنتاج حقل مجنون من النفط . وتضيف الوثيقة أن هذا المبدأ سيقلص مخاطر الاستثمارات الكبيرة. من جانبه اقر مسؤول كبير في وزارة النفط العراقية طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، بان التقدم في بناء الأنابيب ما زال بطيئا لكنه ذكر بان شركة شل هي أيضا وراء تأخير التطوير في مجنون. يعتبر حقل مجنون – الذي يضم 126 مليار برميل من النفط – واحدا من الحقول الرئيسية إلى جانب حقول الرميلة وغرب القرنة 1 والزبير، التي يقوم العراق بتطويرها مع الشركات الأجنبية في جنوب البلاد أثناء استعادة عافيته من سنوات الحرب والعقوبات. في شهر شباط كان الإنتاج في حقل مجنون 54 ألف برميل في اليوم الواحد، حسب قول شركة شل، إلا أن المعدل في الربع الأول من العام الحالي بلغ 18.600 الف برميل يوميا ، أي اقل بكثير مما تم التخطيط له بحلول نهاية العام . عندما تولت شركة شل مسؤولية الحقل في 2010 كان الإنتاج يبلغ 45 الف برميل في اليوم الواحد. منذ ذلك الوقت أنفقت الشركة ما يقارب المليار دولار وخططت لاستثمار مليار دولار اخرى في 2012 . الأنبوب الحالي الذي يبلغ قطره 28 انجا لا يتماشى مع الزيادة المخطط لها في انتاج الخام. في مايس من العام الماضي، منح العراق - وشريكاه شركة شل وماليزيا بتروناس - مجموعة دودسال ( مقرها في دبي ) عقدا بقيمة 106 مليون دولار لبناء أنبوب بطول 79 كيلومترا ( 50 ميلا ) من حقل مجنون إلى مستودع خزن الخام بالقرب من الزبير جنوب العراق إلا أن وزارة النفط رفضت العقد بسبب التكاليف وسلمت المشروع الى جهة تابعة للوزارة. يقول مسؤولون بان الانبوب لن ينتهي حتى آذار 2013 . مع ذلك فقد قررت مديرية العقود العراقية بان المستحقات المالية سيتم دفعها بعد الانتاج التجاري الأول، حسب وثائق وزارة النفط . قال المسؤول النفطي بان الشركات الحكومية تعمل على الإسراع في بناء الأنابيب ومؤخرا تم التعاقد مع (شركة انابيب البترول الصينية) لبناء قسم من الخط . الا أن اعمال الحفر في مجنون تجري بسرعة بطيئة، حيث تم إكمال ثلاث آبار فقط منذ منح العقد الخاص بحفر 15 بئرا في آب 2010 . وعند سؤاله عن قدرة شركة شل لتلبية انتاج 175 الف برميل يوميا في 2012 ، ذكر المسؤول ان مرفقين إنتاجيين، بطاقة 100 الف برميل يوميا اللازمة لزيادة الإنتاج، ما زالا غير منجزين في مجنون. اما شركة شل فلم تعلق على الوثائق. لقد تم إغلاق حقل مجنون لأغراض الإدامة في 26 حزيران وقال ناطق باسم الشركة إن من الصعب تخمين الفترة التي سيستغرقها الإصلاح. إحدى وثائق وزارة النفط تقول بان الإغلاق يمكن أن يستمر على الأقل أربعة أشهر بدءا من 1 تموز 2012 . إن حقل مجنون هو مجرد واحدة من حقائب شركة شل في العراق، فهذه الشركة الأوربية العملاقة لديها موطئ قدم كبير في هذا البلد، منها حصة في مشروع مشترك بقيمة 17 مليار دولار و حصص اقل من ذلك في مشروع حقل غرب القرنة 1 الذي تقوده شركة اكسون موبيل. ترجمة/ عبد الخالق علي
عوائق فنية أمام الإنتاج النفطي في حقل مجنون
نشر في: 27 أغسطس, 2012: 06:37 م