TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : كرب يوم الولادة .. شلون دادة؟

سلاما ياعراق : كرب يوم الولادة .. شلون دادة؟

نشر في: 27 أغسطس, 2012: 08:31 م

 هاشم العقابيالفضل بكتابة هذا العمود يعود لرئيس الوزراء، الذي ذكرني بما لم يكن يمر ببالي لولاه، فجزاه الله خيرا. قال المالكي في تصريح لوكالة الأناضول التركية إن "المنطقة حبلى، ولكن ماذا ستلد؟ لا أدري. ربما تلد دولة كردية في جنوب تركيا، أو بشمال العراق، أو بشمال سوريا ..
 وربما سوريا تصبح دولتين. هذه كلها توقعات من الممكن أن تتحقق". لست هنا بصدد التعليق على ما قاله رغم انه لم يشر إلى إمكانية عدم تحقق "نبوءته" حتى ولو بعبارة "الله أعلم" التي يكثر أخوانه الإسلاميون من استخدامها عندما "يتنبأون" بقرب يوم القيامة أو ظهور الإمام المهدي، لينفوا علمهم بالغيب. ليس هذا ما يهمني بل توقفت كثيرا عند "حبلى". والحبلى هي الحامل، كما تعرفون. ومن تحبل ستلد. والولادة يسبقها مخاض يسمونه أهلنا "الطلوك". ومن هنا  قالت العراقية: يطلك الأطلك بيه                 شوفوا العجايبلاجبته ورتاحيت  لاهوه جايب بحثت في موضوع المناطق والأيام والليالي الحبلى فوجدت أن "عالم" الفلك أو "فتاح الفال" كما تسميه أمي ، أبو علي الشيباني كان قد سبق المالكي بقوله في لقطة مصورة على اليوتيوب: "إن الأيام حبلى، فو الله لم تصل إلى شهر 12 حتى تلد ما يؤلمكم ويفرحكم ويحزنكم ويبكيكم"! وفي المقطع الفيديوي ذاته الذي كشف به عن نبوءته هذه يؤكد الشيباني انه تلقى "مقطعا" من "أبو مجاهد" الذي يعمل في مكتب رئيس الوزراء يثبت له أن المالكي مصر على "ما ننطيها" ليضيف لها الشيباني "وفعلا اليدنه نكص راسه". صلوات.كل ذلك بكفة وعثوري، أخيرا، على تسجيل لأغنية "شلون دادة" بكفة أخرى. أغنية ذكرتني بأيام وليالي "البزخ" بمدينة الثورة في منتصف السبعينات وحتى بداية الثمانينات. إنها رقصة الفقراء التي أسس لها المطرب وحّيد الأسود الذي، من وجهة نظري، أحسبه أول مغني "راب" شعبي بالعراق. وهذا هو مبعث شكري للمالكي الذي لولا حديثه عن "الحمل" و "الولادة" لكنت حد هذه اللحظة أبحث عن تلك  الأغنية:كرب يوم الولادة .. شلون دادةشال ونكطعت أخباره وتعب كلبي من النشادةزرت كل ايمام ما خليت سادة .. شلون دادةفرحي بأغنية وحيّد واستئناسي بها أخذاني لشعر النساء العراقيات حول الحمل والولادة  فذكرتني "صاحبة" وحيّد الأسود بتلك اليتيمة التي مرت بنفس التجربة المرة:غبره ويتيمة دار  عد مرة ابوهاومصوته بين الناس                            حامل لكوهاوتذكرت أيضا تلك المتمردة التي أرغموها على الزواج من غير حبيبها فظلت تحن للحبيب رغم أنها صارت أماً لستة أطفال يلعبون وآخر تهدهده بالمهد، وحاملا بالثامن!حبله واهز كاروك ستة اليلعبونما جوز انه من اهواي  كلكم تسمعونوهذه تسخر من النساء اللائي ينتهي المخاض عندهن بيوم واحد: متعجبه هالنسوان  تطلك فرد يوم؟!آنه اطلك الساعات  كل ساعة اذب توموأخرى تقول "بحسجة" عميقة:كل حبله ترجه اتجيب  وتعد بالاياموآنه اعرض اعله اچلاي طفلي اثنعش عامأكرر شكري للمالكي الذي سهّل علي مهمة الكتابة هذا اليوم. وعرفانا مني بجميله أهديه هذا البيت من الدارمي الذي قالته وأختنا العراقية:ثاري اتحبل واتجيب ذني اللياليجابن خبر ما جان يطره اعله باليوذلك مجاراة للبيت العربي القائل:والليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيبأهديهما له ليرد بهما على كيد الكائدين وحسد الحاسدين إن جادله أحد منهم في قصة تنبئه  "بحمل" المنطقة وقرب "ولادتها". وليرزقه الله على قدر نياته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram