اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > "نوستوس" المعمار

"نوستوس" المعمار

نشر في: 28 أغسطس, 2012: 07:53 م

(1-2) د. خالد السلطاني* والدهر يومان مذموم وممتدح    والناس اثنان ممنوح ومسلوب أسارع القول بأن  كلمة "نوستوس"، التي استخدمها معاذ الآلوسي، المعمار العراقي المعروف، عنوانا لكتابه الجديد، هي ".. كلمة يونانية قديمة، تعني الحنين الى مسقط الرأس، أو الوِطان بكلمة عربية عبقرية واحدة.."،
كما كتب هو، في آخر صفحة من كتابه  "نوستوس: حكاية شارع في بغداد"، الصادر عن منشورات الرمال، قبرص، والمطبوع في عمان/ الأردن، سنة 2012؛ (350 صفحة).تُقرأ الكتب ببواعث عديدة، هي التي تُؤلف، أيضاً، لبواعث عديدة. ومن ضمن تلك "العديدة"، قد يكون الحصول على ثمة فائدة، أو متعة أو معرفة. أوقد تكون بدوافع النصح او الشكوى او الاعترافات. لكن باعث "نوستوس": تأليفاً وقراءة، يمكن أن يكون كل هذا؛ رغم أن المؤلف "يصر" على تذكيرنا <بحزمه> منذ البداية، ألا يكتب سيرة شخصية، "..وألا اجعل من حياتي رواية." (ص. 7). ومع هذا ، فنحن، إزاء نص ممتع وجميل، وغني في التفاصيل، وحافل بالمعرفة، وبالشكوى، وبالنصح وبالاعترافات! أنه نص صادق، وصدقيته "غاصة" بالشفافية، ومترعة بالإخلاص. وعلى المتلقي، تبعاً لذلك، أن "يتلقى" مقولات الكاتب بأريحية، سواء تعاطف مع رأيه ام لا. نحن، اذاً، بصدد سرد، يتبدى لي بأنه مؤلم، وألمه موجع (هل أقول فاجعا؟)، لجهة آمال لم تتحقق، في بلد كنا نشعر، نحن إنباء الطبقة الوسطى، بأنه "بلدنا"، وبالتالي معنيون في تحقيق نموه ونجاحه، والتقليل، جهد الإمكان، من عثراته. لكن ذلك بدا، وكما هو واضح في  سرديات الكتاب، لم يكن أمراً سهلاً، كما لم يكن أمراً متاحاً. أيها الأصدقاء الأعزاء، قراء مقالي هذا، يسرني أن أقدم لكم نص صديقي وزميلي العزيز المعمار: معاذ الالوسي (1938)، وكتابه "نوستوس"؛ وهي ذاتها <حكاية عن شارع في بغداد>، متضمنة (الحكاية إياها)، أصناف من الحب، والإخلاص، والزمالة، وتحضر فيها العمارة والكفاءة، واللوعة والحنين، وطبعا "الآمال المجهضة"، بحسب كلمات صديق، ومعمار آخر!.عندما نشرت دراستي، قبل فترة (حزيران 2008)، عن عمارة معاذ الآلوسي، بمناسبة بلوغه السبعين؛ حاولت أن أتقصى عن عبارة "تختزل" مساره المعماري، وتكشف بوضوح عن خصوصية منتج ذلك المسار. وقد وجدت أن معاذاً، وإن انتمى إلى الجيل الثالث من المعماريين العراقيين (الجيل الأول: هو المؤسس، وينتمي إلى عقد الثلاثينيات؛ والجيل الثاني، هم معماريو الخمسينيات)، إلا أن معماريي جيله، ظلوا بعيدين عن المشهد، ولم يؤثروا فيه تأثيرا كبيراً  يتناسب مع عددهم ومؤهلاتهم وكفاءاتهم. إذ لعبت الظروف المحيطة وقتذاك دورها السلبي، في إبعاد وتشتت الكثيرين منهم. وبالتالي فقد أضاع العراق، بغيابهم، فرصاً كثيرة، كان يمكن لها أن تثري الخطاب المعماري المحلي، بنماذج تصميمية مميزة. على أن هذا "الغياب"، قابله من ناحية أخرى، "حضور" مؤثر وغزير لمنتج معاذ الآلوسي. وكأنه، نشد أن تكون تلك الغزارة، تعويضاً لجيل بأكمله: جيله المنسي، وزملاؤه الذين تفرقوا أيدي سبأ!. ومن هنا، كان عنوان الدراسة إياها: <غياب الجبل الثالث... وحضوره>. إذ وجدت في تلك المفارقة "الباردوكسية" Paradox، وصفاً لوضع، موهم للتناقض، بيد انه بدا لي صحيحا! أو هكذا رغبت أن اعبر عن طبيعة وأهمية عمارة معاذ. لكن "القدر" الذي وسم جيل معاذ الآلوسي، بالتغييب والترحال، شاء أن "يشرك" مصير معاذ نفسه، بتلك "اللعبة" (اللعنة؟)" غير المفهومة، (وغير المبررة إطلاقا!)، التي ما برحت  تعمل عملها بنشاط، "مانحة" لكل واحد من معماريي البلد ومثقفيه، <أدويسته>Odyssey ، ونصيبه من تجوال طويل وأسفار لا تنتهي، لكنهم بقوا حالمين بالرجوع الى تلك الأمكنة، التي كانت يوماً ما، سبباً لتشتتهم وتفرقهم وتجوالهم الأبدي، او بالأحرى" تغربهم الأبدي"، كما يكتب معاذ الآلوسي نفسه في كتابه (ص.333) الذي يقرأ، بكونه وصفاً لحالة من وطان شديد الوجع، يرتقي لان يكون "نوستوس" مؤثرا، ما انفك يتقاسم "لذة" مرارته كثر من جيل معاذ الآلوسي ..وآخرون أيضاً!يتشكل كتاب "نوستوس" من إحدى عشرة "فاصلة". إنها محطات هامة في  مسار حياة المؤلف، التي يرى بأنها تستحق التوقف عندها، ومواضيعها جديرة بفتح حوار مع قارئ الكتاب. ولكونه معماراً (أراه، شخصيا، معماراً مميزاً)، فإن "درب" حياته قد اصطبغ تماماً بسلوكية تلك المهنة، التي قال عنها، مرة، "لوكوربوزيه" <من أننا نخلق العمارة ..لتخلقنا، هي من جديد!>. نقرأ فواصل الكتاب: البداية؛ المنهل؛ أولى الممارسة المهنية؛ الهجرة الأولى؛ أثينا؛ شارع حيفا - بغداد؛ صوب الكرخ؛ ضمن الدرب خارج الكرخ؛ جامع الدولة الكبير؛ في عموم الدرب؛ التغريب الأبدي. ومن خلال تلك الفواصل/ ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في درجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram