اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > دول عدم الانحياز

دول عدم الانحياز

نشر في: 28 أغسطس, 2012: 07:55 م

يعقوب يوسف جبر المبدأ الأساسي الرئيسي الذي ترتكز عليه حركة عدم الانحياز يتضمن رفض التبعية للدول الكبرى خاصة المعسكرين الشرقي أو الغربي ، حيث تعتبر حركة عدم الانحياز، واحدة من نتائج الحرب العالمية الثانية (1939-1945) ونتيجة مباشرة أكثر، للحرب الباردة التي تصاعدت بين المعسكر الغربي (الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو)
 وبين المعسكر الشرقي (الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو) حال نهاية الحرب العالمية الثانية وتدمير دول المحور، وكان هدف الحركة هو الابتعاد عن سياسات الحرب الباردة ، لكن هل بالفعل ثمة امتثال وتطبيق واقعي لهذا المبدأ من قبل جميع الدول المنضوية تحت ظل هذه الحركة ؟ يبدو من خلال التجربة السياسية التي خاضتها دول عدم الانحياز أن هذه الدول لم تمتثل لمبدأ الاستقلال الكامل ، بل ما تزال تدور في فلك الصراع الدولي الدائر بين الكبار ، إن حركة عدم الانحياز التي تأسست  من 29 دولة، وهي الدول التي حضرت مؤتمر باندونج  عام 1955  وضعت عددا من المبادئ والمعايير التي تضمنت احترام حقوق بعضها البعض وهي كالآتي :1- احترام حقوق الإنسان الأساسية، وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.2- احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها.3- إقرار مبدأ المساواة بين جميع الأجناس، والمساواة بين جميع الدول، كبيرها وصغيرها.4- عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو التعرض لها.5- احترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها، بطريقة فردية أو جماعية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.6- أ- عدم استخدام أحلاف الدفاع الجماعية لتحقيق مصالح خاصة لأيّ من الدول الكبرى. ب- عدم قيام أي دولة بممارسة ضغوط على دول أخرى.7- الامتناع عن القيام، أو التهديد بالقيام، بأي عدوان، والامتناع عن استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة.8- الحل السلمي لجميع الصراعات الدولية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.9- تعزيز المصالح المشتركة والتعاون المتبادل.10- احترام العدالة والالتزامات الدولية.من خلال القراءة الواعية لهذه المبادئ ذات الصبغة الإنسانية ومقارنتها بما دار ويدور في الواقع الدولي ، نجد أن تطبيقاتها لم تبلغ مستوى التكامل ،معنى ذلك أن هذه الحركة لم تبلغ مستوى الرشد السياسي ، فهنالك دول منضوية تحت مبدأ عدم الانحياز تتدخل في شؤون بعضها البعض ، ودخول بعضها في تحالفات مع الدول الكبرى ، وانتهاك بعض هذه الدول لمبادئ حقوق الإنسان  ، وعدم التزام بعضها بمواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، وعدم احترام حقوق جميع الأجناس من قبل  بعض هذه الدول .إن حركة عدم الانحياز  معنية اليوم بإعادة النظر بتجربتها وطبيعة سياساتها تجاه بعضها البعض ، وتقييم مدى تطبيق مبادئ عدم الانحياز ، فإن لم تستطع القيام بالجهد المطلوب لإصلاح حركة عدم الانحياز ، فإنها ستظل حركة هامشية غير مؤثرة في ميزان القوى والتوازنات الدولية ، بل ستبقى الدول الكبرى هي من يمسك بزمام الأمور ، لكن من الممكن أن تنطلق حركة عدم الانحياز وتنتهز الفرصة  لتؤسس من جديد لعدم انحياز حقيقي ، يمهد لسيادة جماعية لدول عدم الانحياز تكون بمثابة قوة دولية جديدة وفاعلة ، تحجم تأثير الدول الكبرى في السياسة الدولية ، فإن استطاعت بأجمعها التغلب على عقبة التبعية ؛ فإن تغييرا دوليا سيحل في العالم أجمع ؛ بموجبه ستتمكن شعوب دول عدم الانحياز من الحصول على المزيد من المكتسبات السياسية والاقتصادية ، فمثلا بسبب التبعية للشرق أو الغرب من بعض هذه الدول لا تزال غالبية الشعوب تعيش الفقر وانخفاض مستوى الدخل المعيشي ، وبسبب هذه التبعية لا تزال الصراعات السياسية والعسكرية الخارجية قائمة بين بعض هذه الدول ، إضافة إلى النزاعات العرقية والطائفية والمذهبية . إن حركة دول عدم الانحياز لو تمكنت من تجاوز أخطائها ولو استطاعت تحقيق التوحد والتلاحم بين دولها ؛ فإنها ستحقق قفزة نوعية في مجال الاستقلال والسيادة وعدم الانحياز إلا لبعضها البعض ضد الأخطار الدولية الأمنية والسياسية والاقتصادية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram