اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الكاظمية تمنع المكونات غير الإسلامية من دخولها بداعي العباءة

الكاظمية تمنع المكونات غير الإسلامية من دخولها بداعي العباءة

نشر في: 28 أغسطس, 2012: 07:59 م

 بغداد / إيناس طارق  تصوير/ محمود رؤوف الدستور العراقي يكفل الحرية الشخصية والعامة لجميع المواطنين العراقيين بغض النظر عن دينهم وعقيدتهم أو قوميتهم، وهم من صاغوا بنوده ومواده وأستفتى عليه الشعب العراقي بجميع مكوناته ،فلم يستثن منه المسلم الفلاني أو المسيحي أو المندائي أو الايزيدي،
ولم نجد في نص دستوري بأية مادة من مواده ما يشير إلى أن تلك المنطقة يجب أن ترتدي هذا الزي والأخرى ذلك الزي، لكن من صاغوه هم اليوم انقلبوا عليه  هم من يصدرون الفتاوى الآن بارتداء الحجاب في بعض مناطق بغداد، وأول المناطق وليس آخرها  مدينة الكاظمية، هذه المدينة السياحية التي اشتهرت بأسواقها التي تخصصت بمهن معينة ميزتها عن الكثير من المناطق ،مما جعلها قبلة للسائحين العرب والأجانب ،اليوم يفرض على المدينة  وبعيدا عن أية مادة دستورية أو فتوى لعالم ديني  ارتداء العباءة والحجاب على المرأة، وعلى الشباب قصات شعر معينة وملابس محددة لا نعلم شكلها أو طبيعتها، ولا ندري وفق أي دستور صدر هذا القرار ومن هو المشرع الذي أباح لنفسه الاعتداء على حريات المجتمع الشخصية؟ أما المشرع العراقي فقد أصدر قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005  حيث جاء فيه بأن أي تهديد أو عنف ضد الأماكن التي يجتمع فيها جمهور الناس يعد جريمة إرهابية  ،فالتجاوز على حرمة المكان في مدينة الكاظمية ومنع فئات معينة من الشعب إرهاب واضح وصريح يجب أن تطبق بحق مرتكبيه تلك المادة.بعد هذا الإيضاح نعود لحكومتنا المحلية لنعرف مصادر القرار والقوانين التي طبقت للحد من ممارسة حرية التعبير والتدين واعتناق اي فكر مهما كان ولا يتعارض مع حريات الآخرين ،كل ذلك يدعونا إلى إجراء استطلاع شمل كل الفئات المتمثلة بالمجتمع العراقي حول إعلان الحكومة المركزية والمحلية منع دخول النساء غير المحجبات في عموم مدينة الكاظمية، وكذلك الرجال الذين لم يلتزموا بمظهرهم الخارجي من قصات الشعر والملابس، والأمر نفذ بناءً على طلب من  احد القادة الأمنيين الذي كان قد حضر مجلس عزاء في مدينة الكاظمية، وأثناء تجواله بالمدينة شاهد امرأة غير محجبة فطلب منع دخول غير المحجبات الى عموم المدينة وأسواقها وكذلك الشباب. ديوان الوقف الشيعيالدكتور صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي أكد في تصريح لـ(المدى) قائلا: لكل مكان حرمته وقدسيته فالأخوات المسيحيات  لا يدخلن إلى الكنائس إلا بعد وضع غطاء على الرأس، فهذا يعتبر احتراما وليس عيبا في ذلك ،كل إنسان يستطيع ان يجعل من المكان الذي يعيش فيه او يذهب إليه مكانا مقدسا بتصرفه اللائق والمحترم، والذي لا يسيء للآخرين، فالحجاب أيضاً للمرأة يعتبر شيئا مقدسا، وإذا فرض ارتداؤه في منطقة مقدسة، فلا ضير في ذلك لأنه كما ذكرت احترام الأماكن المقدسة هو واجب واحترام للنفس وللآخرين .ديوان الوقف السنيوأشار الدكتور محمود الصميدعي نائب ديوان الوقف السني في تصريح لـ(المدى) قائلا: الإسلام يفرض الحجاب على النساء لكن بتقديري يجب أن يكون بالإقناع، لا بالإكراه والإسلام هو دين الله، والله سبحانه وتعالى فرض الحجاب على المسلمات، لكن لماذا يفرض الحجاب في مدينة دون أخرى، فلماذا فقط في الكاظمية، دون منطقة الشعب؟ لماذا لا يفرض في حي العدل والحرية؟ الدعوة إما ان تكون عامة ولا تحدد بمنطقة معينة او لا. وأكد الصميدعي في حديثه قائلا: أعيد التأكيد في كلامي على أننا مع الحجاب لتنفيذ الإسلام لا لتنفيذ شأن معين !أوامر قادة أمنيينمسؤول الثقافة والإعلام في الصحن الكاظمي عامر عزيز الانباري طالب مجلس محافظة بغداد "بوضع خطة مدروسة لتطبيق القرار كون الأمر حساسا ويدخل ضمن قطع أرزاق المحال التجارية وغيرها من الأمور التي قد تؤثر في المدينة".الانباري قال في تصريح للمدى أمس "إن على الزائرين أن يحترموا مدينة الكاظمية كونها من المدن المقدسة وان يعدوا العدة أثناء تواجدهم فيها بارتداء الملابس اللائقة لحرمة هذا المكان".وطالب الانباري الجهات المسؤولة بحث الناس أولا قبل منعهم  خصوصا مجلس محافظة بغداد، داعيا إلى "اتخاذ خطة محكمة ومدروسة لان الأمر له تداعيات كثيرة منها تقييد الحريات والتأثير على أصحاب المحال التجارية لأنه سيضاءل عدد المتبضعين  إذا ما طبق القرار".الأنباري أضاف "أن على شرطة الآداب ومجلس محافظة بغداد أن يبينوا للزائرين المناطق التي يمنع التواجد بها من غير عباءة الرأس وان يحدد ما إذا كان  هذا القرار سيقتصر على المدينة القديمة أي العتبة الكاظمية أم سيشمل الكاظمية كلها بشكل عام". مؤكدا "أن العتبة الكاظمية غير مسؤولة عن هذا القرار وانه جاء تلبية لأوامر قادة أمنيين، بالإضافة الى مجلس محافظة بغداد والقوات المسؤولة عن حماية العتبة الكاظمية".ظهور الأنيابالمحلل السياسي إبراهيم الصميدعي أوضح في تصريح لـ(المدى) قائلا: اعتقد أن الوقت أصبح مناسبا للإسلاميين ان يكشروا عن أنيابهم وان يبينوا من أي طبقة سياسية هم، العراق منذ القدم هو بلد علماني مدني، لم تطبق به تعاليم بلد الأكثرية ونحن نطالب منظم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram