TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة : اتحاد بلا رصيد

مصارحة حرة : اتحاد بلا رصيد

نشر في: 28 أغسطس, 2012: 08:34 م

 إياد الصالحيليس هناك في قانون الإنسانية أصدق من حديث المسؤول بمنتهى الشجاعة والوضوح بشأن قضية وطنية من دون لف أو التباس طالما إن التاريخ سيوثق ذلك ويحفظ العهود في مرحلة مهمة ربما لا ينفع فيها عشرات المجلدات من الكتابات حتى لو كانت تحاكي الواقع نفسه لن يكون تأثيرها مفعولاً بقدر تلك الصدقية.
بهذا الإطار خرج علينا رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود في حلقة جديدة من برنامج (مونديال) أول أمس الاثنين الذي يعده ويقدمه الزميل محمد خلف بغير الصورة التي شاهدناها له في إحدى ليالي رمضان ، حيث استعاد الرجل صفاء ذهنه ورتـب الكثير من أوراق دفاعه عن أزمة زيكو والمنتخب الوطني التي كان أعضاء الاتحاد جزءاً منها بسبب تضارب آراء بعضهم وهم يوزعون أخبارهم يميناً ويساراً وكثرة وعودهم غير القابلة للتحقيق.من دون شك لعبت شخصية الزميل خلف وحنكته في إدارة الحوار بما يمتلكه من خزين معلوماتي وخبرة استقصاء الحدث ومعرفته الدقيقة بأسلوب الإقناع الذي دأب عليه حمود كلما حوصر في زاوية ضيقة ، لعبت دوراً كبيراً في استرسال رئيس الاتحاد للإدلاء بمعطيات شفافة هدّأت الأزمة قليلاً وأغلقت نافذة التشكيك بما يكتنفه العقد المبرم مع زيكو من فقرات مبهمة وبرنامج تحضيره للمباراة المقبلة أمام اليابان ، إلا أنها أثارت تساؤلاً قلقاً عن مصير الصك المدفوع للمدرب والخاص بقيمة الدفعة الأولى للسنة الثانية التي تنتهي في آب 2013 لاسيما بعد ان اعترف حمود بتصفير رصيد الاتحاد حالياً بعد نفاد ميزانيته البالغة 7 مليارات دينار في منتصف العام الحالي ما يعني ان زيكو تسلم صكاً من دون رصيد حتى يوم 3 أيلول المقبل الذي سيكون اتحاد الكرة مرتكباً تهمة يحاسب عليها القانون في حالة عدم إيداع المبلغ إلى احد البنوك المحلية.نعم قد أحسن حمود في استثمار البرنامج لإرسال رسالة عاجلة إلى الحكومة أو وزارة الشباب والرياضة أو اللجنة الاولمبية الوطنية لانتشال اتحاده من الورطة قبل ستة أيام من الفضيحة التي سبق أن أنقذه منها احد رجال الأعمال في ظروف متشابهة تم تأمين مقدمة عقد زيكو في الوقت الضائع تحت يافطة (الحفاظ على سمعة البلد) يحرص حمود على رفعها في كل ضائقة يتعرض لها الاتحاد ويخطب ود الحكومة بنداءات عاجلة قبل فوات الأوان ، لكن في الوقت نفسه يرى التدخل الحكومي بهدف تصحيح أوضاع الاتحاد في يوم ما خطاً أحمر لا يسمح حتى بالحديث عنه ، فذلك يعد خرقاً يهدد بتجميد أنشطة الكرة العراقية من (فيفا) الذي كثيراً ما تسلم خطابات التشكي من اتحادنا لحماية مصالح أعضائه من رياح التغيير!نحن مع اتحاد الكرة مهما كان اسم رئيسه أو شكل تركيبته الإدارية (خبراء أم متعلمون) لأنهم أولاً وأخيراً من اختيار الهيئة العامة التي وجدت أن تضع ثقتها برجال يرسمون سياسة اللعبة والدفاع عن مصالحها خارجياً ، لكننا ضد تحويل الاتحاد إلى شركة أهلية خاصة تدار بطريقة الأسهم ودفعات التسليف و(خرجيات) طارئة من حسابات تجار ولاعبين محترفين امثال يونس محمود ونشأت أكرم مع تقديرنا العظيم لكل غيرة وطنية تسهم في دعم أي مفصل له صلة بسمعة وكرامة العراق.ونأمل ان يدرك ذلك حمود ولا يتطير من النقد الصريح لأنه لم يستشر أحداً في تحديد قيمة مبلغ التعاقد مع زيكو والملاك المساعد بشهادة وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر ورئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي واليوم يتناسى كل ذلك ويطلب مد يد العون في محنة المنتخب أمل العراقيين في مونديال البرازيل ، عذراً هذا تخبط إداري لا يصلح ولا ينسجم مع حجم ملف اللعبة وما يتطلبه من وعي كبير وتخطيط مدروس على صعيد برمجة استحقاقات المنتخبات وتمشية المسابقات المحلية وتنظيم شؤون أفراد منظومة الكرة بما يخدم تطلعات الدولة والحكومة والبرلمان ممثل الشعب وهي رسالة مهمة لمن يجد في نفسه المقدرة على تحقيق النجاحات بلا منة من أحد أو انتظار معجزة سماوية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram