حازم مبيضينيخوض وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان حرباً دونكيشوتية, ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس, متهماً إياه بممارسة إرهاب دبلوماسي ضد إسرائيل في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي, ويشجع الناشطين الفلسطينيين بوصفهم مقاتلين من أجل الحرية، معتبراً إياه أنه بالخطورة نفسها التي تمثلها حركة حماس,
ولم يكتف بكل هذا القفز على الحقائق, فأضاف أن هناك تقسيماً للعمل بين رئيس وزراء غزة محمود هنية وأبو مازن, حيث يقود الأول بالتعاون مع خالد مشعل الإرهاب المسلح, ويقود أبو مازن الإرهاب الدبلوماسي, ما دفعه للحيرة, أيهما أكثر خطورة بالنسبة للدولة العبرية؟, وهو قبل هذا الهراء, كان دعا الرباعية الدولية إلى فرض تنظيم انتخابات على السلطة الفلسطينية لإطاحة عباس. بكل وقاحته وعنجهيته وعنصريته, يأخذ ليبرمان, القادم إلى أروقة الدبلوماسية من الملاهي الليلية, حيث كان مجرد " بودي جارد " لحماية العاملات في تلك الملاهي, على عباس بأنه ينعت إسرائيل بدولة الفصل العنصري, ويتهمها بجرائم حرب, ويدعو إلى تحقيقات مختلفة ضدها في مجلس حقوق الإنسان, ويقوم بسلسلة من الخطوات أحادية الجانب, وكأن هذه جميعاً ليست حقائق, لا يملك ليبرمان ولا حكومته العنصرية رداً عليها, ولا إنكارها, فهي تنتصب حائطاً للفصل العنصري يسيج كل حدود دولته, بعد سرقة الارض التي بني عليها, وهي شديدة الوضوح في اقتصار دخول الملاجئ على أتباع الديانة اليهودية في حال الحرب, ومنع المسيحيين والمسلمين من دخولها, وهم سكان الأرض الأصليين.لا يضير المناضل محمود عباس, أن يتجرأ خريج أفكار المافيا فيهاجمه, وهو الذي يحظى باحترام كل من تعامل معه, لكن يجب الوقوف عند عدة حقائق, برزت في تصريحاته الهوجاء, أولاها تتعلق بتهديد حياة أبو مازن, وتحريض المجتمع الدولي ضده, وهذه وحدها تستوجب محاكمته, والثانية هي محاولته الخبيثة, الإيحاء بأن للشعب الفلسطيني زعيمين يتساويان في المنزلة, متجاهلاً إدراك الفلسطينيين أن عباس لم يصل إلى موقعه, إلا بعد أن قدم الفتحاويون, وهو اليوم قائدهم آلافاً من الشهداء على درب قضيتهم الوطنية, وهم اليوم يواصلون نضالهم بأساليب مختلفة, لتحقيق حلم شعبهم الوطني, في إقامة دولته المستقلة على تراب وطنهم, والثالثة هي محاولته تعميق الشرخ القائم مؤقتاً بين الفلسطينيين على خلفية اجتهادهم فيما يتعلق بقضيتهم الوطنية.ليس سراً إيمان عباس بالحل السياسي للقضية الفلسطينية, واتباعه كل الوسائل السلمية لبلوغ هدف شعبه, بما في ذلك الاتصال بالمجتمع الدولي, وفضح الممارسات العنصرية, التي اتسمت بها أكثر من غيرها حكومة نتنياهو, وهي ممارسات تبتعد بالقضية عن أي أفق إيجابي لحلها, بما في ذلك سياسات الاستيطان, التي تزرع ألغاماً في طريق الحل المنشود, ونعرف مسبقاً أن المؤمنين بأفكار نتنياهو, سيقومون بتفجيرها في لحظة الحقيقة القادمة, وهي إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة, وليس سراً أن حركة حماس ما تزال تراوح عند بدايات فتح, وهي ترفع شعارات الكفاح المسلح, كوسيلة وحيدة للتحرر من الاحتلال, وأن الفروق بين منهجي فتح وحماس واضحة لكل ذي بصر وبصيرة, " وليبرمان ليس منهم ", وهو لذلك يهرف بما لا يعرف, وفي باطنه فقط الإساءة للفلسطينيين.
في الحدث: حين يهدد ليبرمان عباس
نشر في: 28 أغسطس, 2012: 08:45 م