ترجمة/ ابتسام عبد الله من الغرابة أن المخرج توني سكوت، الذي عاش حياة غير اعتيادية، مفجراً الأمور ومحطماً السيارات، قد وضع نهايته بنفسه منتحراً بقذف نفسه من فوق جسر في لوس أنجلس إلى مياه المحيط، وكان سكوت قد اختار ذلك الجسر بالذات عدداً من المرات لتصوير بعض مشاهد أفلامه.
إن جسر فنسنت توماس في لوس أنجلس يمكن أن يشاهد في أفلام مطاردات السيارات ومنها: (السريع والغاضب) و(ذهب في 60 ثانية).ومهما كان السبب الذي دفع بالمخرج الشهير إلى إيقاف سيارته والقفز من فوق الجسر منهياً حياته في ذلك الميناء، فان المرء يجد نفسه يستعيد مشاهد فيلم، (آخر فتى كشّاف) عام 1991. عندما يقوم أحد عشاق كرة القدم برفع السلاح محاولاً قتل كل من يتصدى له، قبل أن يرفع البندقية نحو رأسه قائلاً: (أليست الحياة حقيرة جداً!) ثم أطلق النار وسقط صريعاً.إن رحلة سكوت غير الاعتيادية من ساوث شيلدز الى شرطي بيتفرلي هيلز – الجزء الثاني، هي ظل لصعود نجم شقيقه السير رايدلي سكوت، الذي يكبره بسبعة أعوام، ومهما يقل النقاد عنه، فانه قد سجل نجاحاً واضحاً في شباك التذاكر، وأصبح في قائمة أفضل المخرجين في هوليوود.وهو مثل أخيه، صنع اسمه في تلك المرحلة الذهبية من أفلام السبعينيات، عندما بدأ عدد من المخرجين البريطانيون ومنهم أدريان لين، هيو هدسن، الان باركر ورايدلي سكوت بتقديم أفلام متميزة، إخراجاً وتصميماً وتصويراً.وفي الثمانينيات، سجل فيلم توني سكوت (توب غان) نجاحاً ساحقاً في الإيرادات وكان من بطولة النجم الشاب (آنذاك) توم كروز.وبالتأكيد من صفاته الحسنة فيلمه (حب حقيقي) كتب السيناريو له تارانيتنو، أما (آخر فتى كشّاف) فكان شين بلاك قد كتب السيناريو له (أغلى الكتاب أجراً آنذاك)، ويمكن القول أن فيلم، (أيام الرعد)، لا يعلق بالبال طويلاً، ولكن هذا الأمر لن يغيّر من حقيقة كونه مكتوباً من قبل (روبرت تاوني) الذي كتب سابقاً سيناريو فيلم – الحي الصيني).وتوني سكوت يعتبر المخرج الذي وضع أسس أفلام الاكشن الحديثة، وقد اعتاد تقديم فيلم سنوياً من بطولة أشهر النجوم – وكان من أبطاله دينزل واشنطن.لقد عاش توتي سكوت حياته مثلما صنع أفلامه، وصعد إلى القمة، وحقق ثروة كبيرة ونجاحاً مشهوداً، منتقلاً من ساوث شيلدز (انكلترا) إلى قمة هوليوود.كان الرجل محبوباً وسيتذكره الجميع.عن الغارديان