بغداد / وكالات يتطلع العراق لأن يصبح أحد أكبر منتجي الغاز، ويأتي ذلك من خلال تنفيذ بعض المشروعات وإبرام شراكات جديدة واعدة بين شركات النفط العراقية الوطنية والشركات الدولية. ومن بين هذه المبادرات شركة غاز البصرة، وهي شراكة جديدة العهد تمتد لمدة 25 عاماً بين شركة غاز الجنوب
وشركتي “ميتسوبيشي” و”شل”. وتهدف هذه الشراكة إلى جمع ومعالجة وتحويل الغاز الخام المشتعل حالياً. وتدل هذه المبادرة على أن العراق يتخذ المسار الصحيح، حيث يعمل على التحكم في هذا المصدر الثمين المتمثل في الغاز المصاحب الذي يصب في نهاية المطاف في صالح النمو الاقتصادي للدولة.وبالرغم من ذلك، ونتيجة لسنوات الحرب التي خاضها العراق والعقوبات التي تعرّض لها خلال العقود الماضية، إلا أن بعض الشركات مثل شركة غاز البصرة، ما زالت تواجه العديد من التحديات نتيجة لبيئة العمل الصعبة هناك. فعلى سبيل المثال، فإن من أكبر هذه التحديات هو إعادة تأهيل البنى التحتية مثل الموانئ البحرية والمطارات والطرق. ويؤكد خبراء الطاقة أن النفط والغاز باتا اليوم – أكثر من أي وقت مضى – سلعة حيوية لأي أمة تنشد النمو الاقتصادي والرخاء والاستقرار، حيث ان النفط والغاز يعدان عاملاً حيوياً لا غنى عنه في إنتاج الغذاء والماء والكهرباء وتشييد البنى التحتية التي ترمي جميعها لتعزيز مستوى المعيشية .وبالرغم من إجماع معظم الشركات العالمية العاملة في قطاع النفط مثل “بي بي” و”شل” و”إكسون” على حقيقة واحدة، وهي أن النفط سيظل المصدر الأساسي للطاقة في المستقبل المنظور، إلا أنه سيتعين على العديد من الدول السعي نحو تنويع مصادر الطاقة لديها، بما في ذلك الغاز الطبيعي الذي يعتبر أكثر وفرة، ويمتاز بنظافته، إضافة إلى تكلفته القليلة، وذلك تلبيةً لارتفاع الطلب العالمي على الطاقة.مصادر الغاز الطبيعي يأتي الغاز الطبيعي الخام من ثلاثة أنواع من الحقول: النفط والغاز والسوائل الكربونية المتكثفة. ويُطلق على الغاز الطبيعي المشتق من حقول النفط مصطلح “الغاز المصاحب”. أما الغاز الطبيعي الذي يأتي من حقول الغاز والسوائل الكربونية المتكثفة، والتي تحتوي على القليل من النفط الخام، فتسمى “غازات غير مصاحبة”. ومن الممكن استخدام الغاز الطبيعي، إذ أنه يمتاز بانبعاثاته الأقل من الفحم، والتي تصل حتى 65%، وذلك لكل كيلو واط في الساعة، كما تعد انبعاثاته أقل بنسبة 25% من النفط.الغاز في الشرق الأوسط والعراقوفقاً للإحصائيات والبيانات العالمية المتعلقة بالنفط والغاز الطبيعي، فإن 40% من احتياطيات الغاز في العالم توجد في منطقة الشرق الأوسط.وبالرغم من الطلب العالمي الكبير على الطاقة وازدياد الضغوط التي ترمي لخفض الانبعاثات الكربونية، فإن النسبة المئوية للغاز المهدور عن طريق الاشتعال في الشرق الأوسط ما زالت تعتبر من أعلى النسب في العالم. وبالرغم من تلك الحقيقة التي تًعدّ من السمات البارزة في المنطقة، فإن نمو الاقتصادات والسكان يشير إلى أن العديد من بلدان الشرق الأوسط ستواجه ارتفاعاً متزايداً في الطلب على الطاقة، ما يعني اللجوء لاستيراد الغاز.وقد اتجهت العديد من الدول في المنطقة لبذل الجهود التي ترمي لتطوير الموارد الطبيعية بها. وقد بدأت شركة بريتيش بتروليوم (بي بي) عمليات الحفر في حقل الريشة للغاز الطبيعي في الصحراء الشرقية بالأردن بجانب الحدود العراقية. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تستثمر شركة ”اوكسيدنتال بتروليوم” في مشروع الحصن للغاز الذي يُعدّ أحد أضخم مشاريع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).كما تمتلك قطر أكبر حقل للغاز في العالم، حيث تقوم بعض الشركات مثل “إكسون” و”شل” بإنتاج الغاز الطبيعي المسال والمنتجات الناتجة عن تحويل الغاز إلى سائل والمنتجات الكيماوية المرتبطة بالغاز مثل البارافين والنافتا.وبحسب مطبوعة النفط والغاز، فإن العراق يمتلك عاشر أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، وغالبيته من الغاز المصاحب الذي يتمركز في حقول النفط التي تقع جنوب العراق مثل الرميلة وغرب القرنة والزبير في محافظة البصرة. وبالرغم من ذلك، فإن هذه الثروة الكبيرة تعاني الهدر في الوقت الراهن، إذ يصاحب إنتاج النفط من هذه الحقول توليد كميات هائلة من هذا الغاز الثمين الذي يتعرّض للهدر نتيجة لاشتعاله، الأمر الذي يُفقد الدولة أكثر من 10 مليون دولار يومياً من الموارد الطبيعية. نظرة نحو آفاق المستقبلتقتضي الحاجة وبحسب الخبراء الى أن تعمل الحكومة العراقية على إيجاد استثمارات مستقبلية في الغاز على امتداد الأرض العراقية وإضافة إلى المزايا المباشرة المتحصلة من وراء إنتاج واستثمار الموارد من الغاز، فإن تشييد صناعة الغاز الجديدة وازدهارها سيساهم في توفير الوظائف للشعب العراقي، ومن ثمّ خفض الآثار السلبية على كلٍ من الصحة والبيئة. وعلاوة على ذلك، فإن إبرام شراكات مع كبرى الشركات العالمية مثل
تــــقرير دولي:العــــراق يتــــطلع ليـــكون أحـــد أكبــــر منتـــجي الغاز
نشر في: 29 أغسطس, 2012: 08:57 م