بغداد/ المدى برس يسعى العراق لزيادة إنتاجه النفطي إلى 12 مليون برميل يومياً بحلول عام 2017، من خلال تطوير الحقول النفطية والتي بدأ الإنتاج في بعض منها منذ أربعينيات القرن الماضي، وسط مخاوف من انخفاض في إنتاج بعض الآبار القديمة.
ويقول الأكاديمي والخبير النفطي خالد عجمي الربيعي في تصريح لـ"المدى برس"، إن "إنتاج الآبار النفطية العراقية في أوج طاقتها، والواقع العلمي التشغيلي لها جيد جدا"، معتبرا أن "انخفاض الإنتاج في بعض الآبار مسألة طبيعية".واضاف ان الحقول النفط العراقية مرت بمرحلة عدم الاستغلال وتوقف الانتاج بها لفترات طويلة خلال فترات الحروب المتعاقبة، ولكنها شهدت بعد عام 2003 "طفرات نوعية" في عمليات المتابعة والتحسين عمليات الانتاج وزيادة طاقتها الانتاجية.وافاد الربيعي بأن بعض الآبار القديمة القليلة التي استكشفت في حقبة الأربعينيات او الخمسينيات القرن الماضي، قد يبدأ بها الانخفاض في "الضغوط المكمنية" داخل هذه الآبار بعد خمس او عشر سنوات مقبلة.و"الضغط المكمني" هو الضغط الذي يسلطه النفط الموجود في داخل الارض على الطبقات الصخرية المحيط به، وكلما زادت كمية هذا الضغط كلما سهل من عملية استخراجه.وتمتاز الآبار العراقية بقوة ضغوطها المكمنية مما سهل عملية استخراج النفط وادى الى قلة تكلفته المادية.واشار الخبير النفطي الى ان المؤسسات والشركات النفطية والمراكز البحثية والجامعات العراقية تقوم بدراسات وبحوث حول هذه المشكلة، محاولة ايجاد الحلول لاعادة الضغوط المكمنية في بعض الآبار القليلة المتضررة.واوضح ان طرق اعادة الضغط المكمني إلى الآبار النفطية بضخ غاز ثنائي اوكسيد الكاربون او ضخ بخار الماء الساخن داخل البئر النفطي، وبالتالي يزداد الضغط المكمني فيه وتزداد القدرة الانتاجية له وكأنه في أوج انسيابه. من جانبه اكد الناطق باسم وزارة النفط عاصم جهاد في تصريح لـ"المدى برس"، ان "وزارة النفط تدرس حالة كل بئر نفطية بصورة منفصل عن غيره"، واشار الى الضغوط المكمنية للآبار النفطية جيدة بشكل عام، والوزارة مستمرة بخطتها لرفع وزيادة الانتاج وتطوير الحقول المنتجة.ووضعت وزارة النفط خطة لزيادة الانتاج النفطي الى 12 مليون برميل في حلول عام 2017، بينما الانتاج الحالي تجاوز الثلاثة ملايين برميل و100 الف برميل، ويحتل العراق المرتبة الثانية عربيا بكمية الانتاج بعد المملكة العربية السعودية.الى ذلك اعتبر الخبير النفطي حسين علاوي نجم في حديث لـ"المدى برس"، ان اغلب الآبار العراقية هي آبار "بكر" وغير مستثمرة بالطريقة المثلى، وتعتبر من آبار الجيل الاول التي لا تحتاج الا للحفر واخراج النفط مباشرة.مما يؤدي الى انخفاض سعر انتاج برميل النفط الواحد، الذي لا يتجاوز الأربعة دولارات، مقارنة بالآبار النفطية في خليج المكسيك التي تعد من الجيل الثالث ومعدل كلفة إنتاج البرميل الواحد يصل إلى 11 دولار.وأوضح ان الضغوط المكمنية للآبار العراقية مرتفعة، ونسبة الآبار التي فيها مؤشرات الانخفاض لا تتجاوز 2% وتقع اغلبها في محافظة كركوك.وبين أن "الآبار المتضررة تعد غير مؤثرة في الإنتاج الوطني العراقي من النفط الخام، اذ يمتلك العراق خزينا مؤكدا من النفط يبلغ 141 مليار برميل".واكد ان "عدم استعمال التكنولوجيا الحديثة في استخراج وتطوير البئر النفطية يؤدي الى انخفاض في العمر التشغيلي للبئر النفطية، فمثلا اذا كان عمر بئر يقدر بـ 90 عاما وباستعمال تكنولوجيا قديمة واهمال الصيانة كل هذا سيؤدي الى تقليل عمره التشغيلي الى 50 او 60 عاما".
مختصون: ازدياد أعداد الآبار النفطية "البكرة" من دون استثمار
نشر في: 29 أغسطس, 2012: 09:02 م