عدنان حسينوجّه عدد من أعضاء مجلس النواب لوماً الى رئيس مجلس الوزراء لقبوله الاستقالة التي تقدّم بها اليه وزير الاتصالات محمد علاوي من دون عرض الموضوع على مجلس النواب ولا حتى على مجلس الوزراء لمناقشته، ما يشير الى ان السيد المالكي كان راغباً في هذه الاستقالة وربما دافعاً عليها.
وبالطبع فان للنواب كل الحق في هذا اللوم، لكنهم يبدون لنا في هذا الأمر كما لو انهم يعيشون في بلاد أخرى وبرعاية دولة غير دولتنا المتخمة بمواقف وسياسات من هذا النوع، فهل نوابنا غير واعين حقاً لما يجري حولهم؟منذ بضعة أيام أعلنت المديرية العامة لسلطة الطيران الجوي التركية (اسمها بالتركية: Devlet Hava Meydanları İşletmesi Genel Müdürlüğü، واضح ان معظم هذه الكلمات أصلها عربي)، انها قررت إيقاف رحلات طائرات الخطوط الجوية العراقية الى مطار أتاتورك في إسطنبول بسبب عدم التزامها بمواعيد تسيير رحلاتها الجوية. وبالأسلوب المعهود في دولتنا فان وزارة النقل سارعت في التوّ والحال، وعلى طريقة "لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراق على جوانبه الدمُ"، الى التهديد بمعاملة الطائرات التركية بالمثل( ليش يابةّ!).لم أركب طائرة لخطوطنا الجوية في العهد الجديد الا مرة واحدة من بغداد الى البصرة، لكنني من النادر أن قابلتُ شخصاً طار على طائراتنا وأشاد بالتجربة، وبخاصة لجهة عدم الالتزام بالمواعيد إن في مطار بغداد وسائر المطارات المحلية أو في المطارات الخارجية، بل لطالما قابلت أشخاصاً، بينهم نواب وموظفون حكوميون كبار، في مطار عمان ومطار بيروت واشتكوا من انهم كانوا ينتظرون ساعات عديدة، وأحيانا الى اليوم التالي، وصول طائرات خطوطنا الجوية للعودة بها.مطار أتاتورك في اسطنبول واحد من أهم وأكبر المطارات في العالم، تهبط فيه الطائرات وتُقلع بالدقائق وأحيانا بالثواني، ولا بدّ والحال هذه أن تحرص السلطات فيه على ان تكون مضبوطة تماماً في عملها، كما الساعة السويسرية، من أجل سلامة مئات الالاف الذي ينزلون في المطار أو يغادرونه ومن أجل سمعة المطار وتركيا، فبأي حق تُشهر وزارة النقل سيفها مهددة الخطوط الجوية التركية بمنع هبوط طائراتها في المطارات العراقية؟كان يتعيّن على الوزارة أن تتأمل التصرف التركي جيداً وتراجع نفسها وتعمل من أجل أن تستعيد الخطوط الجوية العراقية سمعتها كشركة مرموقة .. تحترم مواعيدها وزبائنها، وبخاصة أبناء بلدها الذين يعانون كثيراً من حال التسيب والفلتان على صعيد المواعيد وعدم تحديد مقاعد الجلوس للركاب ورداءة الخدمة داخل الطائرات اثناء الرحلات.والأمر لا يقتصر على حركة الطائرات، فمطار بغداد هو الآن أحد أسوأ المطارات في العالم لجهة الخدمات البائسة التي يُقدمها. ومن العيب أن يكون لبغداد والعراق صاحب أعلى الدخول بين الدول النفطية مثل هذا المطار ومثل شركة الخطوط الجوية الحالية.ليت النواب يلتفتون الى هذه القضية أيضاً.
شناشيل: خطوطنا الجوية.. متى تستعيد سمعتها؟
نشر في: 29 أغسطس, 2012: 09:42 م