مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية عون ذياب عبد الله: أجرى المقابلة/ أحمد مطيرلا تشكل مشكلة المياه بين سورية وتركيا حالة فريدة أو نادرة مع ما لها من خصوصية. فالأنهار الدولية، تسبب المشاكل في معظم أنحاء العالم لتداخل المصالح، وللحاجة الماسة إليها خصوصاً أن المياه هي بترول القرن الحالي.
كانت احتياجات سورية من مياه الفرات في العام 2000 حوالي 11 مليار متر مكعب، واحتياجات تركيا 15.7 مليار سنوياً، واحتياجات العراق 13 ملياراً، فيكون المجموع 39.7 مليار في حين أن الإيراد السنوي لنهر الفرات لا يتجاوز 27 مليار متر مكعب في السنة، فإن العجز المائي يبلغ حوالي 13 مليار متر مكعب . المدى الاقتصادي حاورت مدير عام المركز الوطني لادارة الموارد المائية عون ذياب : لدى الجانب التركي العديد من الملاحظات على إدارة العراق لموارده المائية بحيث ان الامر يجري بشكل سيئ مما يتسبب بعمليات هدر كبيرة للمياه، هل لديكم رؤية واضحة للإفادة من المياه وتقليل الكميات المهدورة؟- بالتأكيد ان الجانب التركي يشدد على هذا الموضوع وهم محقون ولكن هناك جانباً آخر هم غير محقين وقد قلت لهم في الكثير من المباحثات معهم ان العراق لم يعط الوقت الكافي والميزانية الكافية لتغيير نظام الري المبني منذ سنين طوال فقد اعتاد الفلاح العمل بطريقته الخاصة التي هي خاطئة ثم ان إدخال طرق الري الحديثة كالري بالتنقيط والرش لا يمكن ان تطبق على جميع الأراضي فهي قد تنجح في الترب الرملية ولكنها غير فعالة في الترب الثقيلة والحل هو الزراعة المحمية وهي مساحات صغيرة ولكنها إنتاجية عالية وإضافة الى زراعة المحاصيل التي تتحمل الملوحة والقليل من المياه ولكن في المقابل إنتاجية عالية وكل هذه دراسات نعمل عليها الآن والتأكيد على الزراعة لانها المستهلك الأساسي للمياه، ونحن ضد التوسع العشوائي في الزراعة لان زراعة الأراضي الواسعة من دون إنتاجية عالية. ألا تعتقد ان العراق بحاجة الى بناء العديد من السدود للمحافظة على كميات المياه الواصلة له، نحن نرى ان الجانب التركي حافظ على ثروته المائية عن طريق السدود لماذا لا نحذو حذوهم؟- انا اختلف بعض الشيء مع من يقول ان العراق بحاجة الى السدود، فعلى سبيل المثال سد حديثة يستوعب 8 مليارات متر مكعب في حين يوجد فيه 300 مليون بسبب عدم توفر المياه، المشكلة الآن ليست مشكلة سدود انما مشكلة مياه ثم ان موضوع السدود قرار يتخذ على أساس دراسات في العراق يوجد فراغ خزني كبير، فمثلاً بحيرة الثرثار فارغة والحبانية، كذلك وحاجة العراق للسدود تحدده الدراسات التي تقوم بها الموارد المائية. مشكلة المياه في العراق هل تجاوزت الحلول في ظل غياب اتفاقيات واضحة مع العراق والدول المتشاطئة؟- بالتأكيد ان مشكلة المياه ليست بسهلة ولكن هناك احتمالات عدة أهمها ان هناك سنوات جافة وسنوات رطبة وقد مرت سنتان شديدتا الجفاف على العراق وهذا هو السبب الرئيس الذي عمق الأزمة وإظهارها بالمستوى الذي نلحظه الآن، ولكن يمكن ان تتغير فيما أذا أطلت سنة رطبة يمكن ان تتحسن إيرادات نهري دجلة والفرات وتتغير المعادلة من جفاف الى توفر المياه بحدود مقبولة هذا على المدى المنظور الا انه على المستقبل كل التقارير تقول ان هناك نقصاً للمياه في منطقة الشرق الأوسط نتيجة للاحتباس الحراري وظاهرة الجفاف التي أصابت المنطقة بالكامل اذ ان هذه الظاهرة يجب ان تؤخذ بنظر الحسبان وان نتكيف إزاء هذه الظاهرة الجديدة وهذا يتطلب جهود كل الجهات والوزارات المختصة سواء كانت المسؤولة عن إدارة الموارد المائية او الوزارات المستهلكة للمياه كوزارات الزراعة والبلديات والأشغال العامة والصناعة وكل المحافظات والفلاحين كل هؤلاء يجب ان يهتموا بالمشكلة، وتتغير وجهة نظرنا وثقافتنا من حالة الرخاء بالمياه الى النقص والجفاف. هناك توقعات ترى ان العراق بعد عقود سوف يتحول الى ارض قاحلة ما مدى صحة هذه التوقعات؟- هذه تحذيرات وإنذارات وهذا ما يطرح من خلال وسائل الإعلام وهنالك دراسات لنا نحن معنيين علينا ان ننتبه لمشكلة المياه لان العراق لم يكن يهتم لهذه المشكلة نتيجة لانشغاله بالكثير من القضايا والمشاكل وبالمقابل بلدان الجوار تهتم بهذه القضية وعلينا ان نحسن من استخدمنا للمياه فبدلاً من ان نهدر المياه وبشكل عشوائي وخاصة في مجال الزراعة وان نستفيد من السنوات الرطبة لخزن المياه، علينا ان نغير طريقتنا بالزراعة ونقل المياه والمحافظة عليها بحيث لا نخسر المياه بعمليات النقل وبالتالي يجب ان نغير طريقة توزيع المياه واستخدامها من قبل المواطنين وعلينا في المستقبل فرض الأجور الان المياه ثروة وطنية حاليا الظرف لا يساعد على هذا ولكن في المستقبل يمكن ان نعول على هذا الامر وخاصة بعد ان يكون دخل الفلاح مجزياً يمكن ان نستقطع من أرباحه كأجور على المياه لكي يشعر المواطن بقيمة هذه المياه. ولكن هناك كميات كبيرة من المياه تذهب الى البحر من دون الإفادة منها؟- هذا غير صحيح انا أريد أن أصحح هذا الشيء إن هناك تصورات خاطئة لان مياه شط العرب هي مياه من البحر وهي مياه
نحن بحاجة إلى سياسة ترشيدية والسدود لا تحل أزمة المياه
نشر في: 19 أكتوبر, 2009: 05:52 م