اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > استنساخ

استنساخ

نشر في: 31 أغسطس, 2012: 07:37 م

يعقوب جبر استنساخ تجربة التغيير في سوريا مثلما حدث في ليبيا هو هدف بعض القوى الخارجية وبعض الدول الإقليمية ، ومن البديهي أنها تحاول أن تجعل مخططها  هو المؤثر الأول في تداعيات الوضع السياسي السوري ؛ بغية تهيئة الواقع السياسي لقيام نظام سياسي جديد في سوريا يخدم  مصالحها ولا يخدم مصالح الشعب السوري .
يبدو من خلال المعطيات المتوافرة أن بعض دول منطقة الشرق الأوسط   وجدت أن قيام نظام سياسي بديل لنظام الأسد سيكون بمثابة صمام أمان لأنظمتها لكي يحمي مصالحها ويحافظ عليها من السقوط ، أو أن هذه الأنظمة تعمل معا على الاستمرار في دعم مخطط زعزعة الوضع السياسي في سوريا لخلق حالة عدم الاستقرار السياسي ، وهي رسالة واضحة لشعوبها مضمونها أن المطالبة بالتغيير السياسي والعمل على تطبيق آلياته على الأرض ستكون نتائجه وخيمة وستنتج الفوضى السياسية ، لذلك ينبغي لهذه الشعوب أن تستسلم لقدرها السياسي وأن لا تفكر إطلاقا بالتغيير لأنه يعني الضياع السياسي . تدفع بعض الدول غير العربية باتجاه  تنفيذ مخطط التغيير في سوريا ومنها تركيا وفرنسا وأمريكا وإسرائيل لتحقيق جملة من الأهداف منها:1ـ تقليص نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط .2ـ تحجيم دور حزب الله في الجنوب اللبناني وتهيئة الأرضية اللازمة للقضاء عليه أو على الأقل إضعافه. 3ـ حماية المصالح الغربية في المنطقة. 4ـ كبح القوى المعارضة في بلدان الخليج وتحجيمها . 5ـ تعميق جذور الصراع الطائفي في المنطقة.6ـ إشغال الشعوب العربية بصراع سياسي وطائفي لإضعافها ومنعها من اللجوء إلى خيار التوحد أو التقارب السياسي حتى لا يتسنى لها العمل على إحداث التغيير السياسي وتقرير المصير والسيادة عبر الخلاص من براثن الهيمنة الخارجية خاصة الهيمنة الغربية.7ـ إضعاف المقاومة الفلسطينية .إن النظام السوري أمام خيار وحيد للحفاظ على سوريا من التمزق السياسي ؛ هو إجراء إصلاحات سياسية جذرية تتضمن دعوة قوى المعارضة إلى مشروع المصالحة لحقن الدماء فيما إذا كان حسن النية وجادا في ذلك ، كما يجب أن يسعى لنقل السلطة عبر انتخابات حرة يشارك فيها كل أبناء الشعب السوري دون استثناء ،أما العناد السياسي فسوف يؤدي إلى مزيد من الخسائر بالنسبة للنظام السوري ومعارضيه .من الضروري أن يحرص النظام السوري وكذلك المعارضة السورية على السيادة السورية ووحدة البلاد واستقرارها ، وأن يكون النظام السوري المبادر الأول إلى التغيير السياسي ؛ المتضمن تفكيك سلطة الحزب الواحد والطائفة الواحدة والذهاب إلى خيار الشعب السوري في تقرير مصيره عبر صناديق الاقتراع. أسلم الخيارات للوضع السوري يتمثل بقطع اليد الخارجية من التدخل والبدء بعملية رأب الصدع والسماح لكل الطوائف والأحزاب السورية بالمشاركة السياسية في السلطة والدولة ؛ عبر آلية التعدد السياسي بهدف تحقيق  الحياة السياسية المتزنة للشعب السوري ، فهل سيثوب الطرفان المتنازعان إلى رشدهما،  أم سيظل الوضع متفجرا تداعياته المزيد من إراقة الدماء والإجهاز على الدولة السورية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram