اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الديمقراطية وسلطة الفقهاء

الديمقراطية وسلطة الفقهاء

نشر في: 31 أغسطس, 2012: 07:41 م

 علي حسين عبيدتسربت مؤخرا أنباء عن نية مجلس النواب بوضع (أربعة فقهاء) من رجال الدين، ليشكلوا سلطة تفوق سلطة المحكمة الاتحادية، التي تعد صمام الأمان في الفصل بين القضايا المستعصية والبتّ بها، درءاً لمخاطر امتدادها إلى صراع أكبر وأخطر بين السياسيين أو غيرهم.
rnالأنباء أعلاه أثارت جدلا بين الأوساط المثقفة والمعنية بهذا الأمر، وحدث قلق كبير ومخاوف جدية على الديمقراطية العراقية، وتحدث كثيرون عن دولة الفقيه القادمة إلى العراق!!، من خلال سلطة قاطعة لأربعة أشخاص، يمكنهم البت بكل القضايا المصيرية التي تهم العراق وشعبه.rnوإذا صحّت النية بتكريس هذا الهدف، واختيار أربعة رجال لاغير، لكي يكونوا المرجع الأخير في البت بالخلافات المستعصية، وقبول القرارات أو رفضها، فإن الأمر يبدو في غاية الخطورة فعلا، إذ لافرق بين فرد واحد وأربعة أفراد، بمعنى أننا سنعود إلى الدكتاتورية الفردية حتما، وهذا ما لا نريده قطعا ولا نحلم به، بل لانفكر به البتة، ولا نقبله، والسبب أن الإنسان مهما كان متعلما وحذقا ومحنكا وذا خبرات كبيرة وواسعة، إلا انه لا يصلح قط كي يكون حاكما فردا أوحد، لأنه قابل للخطأ في اتخاذ القرار، وإذا أصبح مسؤولا وحده عن دولة وشعبها، فإن مصير هذه الدولة والشعب سيكون تحت إمرته ورؤيته وعقليته وقراره الفردي الشخصي، ولايمكن أن يكون هناك اختلاف كبير فيما لو كان المرجع الأعلى فردا أو أربعة.rnإن مجرد التفكير بهذه الخطوة يشعر الناس بالرعب حقا، ففي الوقت الذي يحلم فيه العراقيون بدولة مدنية، ونظام مؤسساتي ديمقراطي، ينبني ويقوى مع مرور الوقت، في هذا الوقت تخرج علينا أنباء ونوايا لسياسيين وبرلمانيين، وربما أجندات أخرى تغذي الأمر، لتقول للعراقيين سنضع فوقكم أربعة أشخاص يحسمون الأمر في خلافاتكم السياسية وغيرها.rnهذا الأمر فيما لو صحّ، فإنه سيكون بمثابة الخطوة الأولى في مسار عودة العراقيين إلى الدكتاتورية، وسوف تكون دكتاتورية مشرعنة لا أحد يستطيع المساس بها، أو رفضها أو الوقوف بوجهها، طالما أن مصدرها السلطة التشريعية للبلاد، أي البرلمان، وهكذا نبدأ بأنفسنا بالقيام بالخطوة الأخطر لتدمير تجربة عراقية، قدم من اجلها العراقيون ما يصعب إحصاؤه من الأرواح والدماء، والممتلكات وفرص التقدم وسوى ذلك من الخسائر المادية والمعنوية التي تفوق التصوّر، بل وحتى الخيال.rnوقد رافقت تحقيق هذا الهدف تصريحات وتبريرات لبعض السياسيين أو المعنيين، حاولت أن تقلل من أهمية هذا الأمر (مع فداحته الكبيرة)، بل حاول بعضهم تسفيه القضية، فيما طالب آخرون بعدم إعطاء هذه الخطوة أكبر من حجمها!rnمع أن الجميع يعي ويفهم خطورة هذه الخطوة، وما ستجلبه من أضرار كارثية على العراق وشعبه ودولته فيما لو تم تنفيذها فعلا، حيث أعرب (سياسيون وخبراء قانونيون ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، عن تخوفهم من إقرار قانون المحكمة الاتحادية في شكله الجديد الذي يسمح لأربعة فقهاء في الشريعة الإسلامية، بحق النقض «الفيتو» ضد أي قرار يرون أنه لا يتطابق مع الشريعة. وجاءت هذه المخاوف والتوجّسات خلال جلسة حوارية أقامها المجلس العراقي للسلم والتضامن،ومركز المعلومة للدراسات والأبحاث وحضرها سياسيون وممثلو أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات سياسية وثقافية).rnإن الأمر بطبيعة الحال لا يتعلق بمخاوف مزيفة أو غير حقيقة، بل هناك تخوّف حقيقي من فرض دولة الفقيه على التجربة العراقية الراهنة، خاصة أن الشريعة والفقهاء هو عمل طوعي مسموح له في العراق دون قيود أو شروط كما كان يحدث في ظل الأنظمة القمعية التي رحلت دونما رجعة.rnإننا كعراقيين نريد أن نستثمر فرصتنا السياسية الراهنة على أكمل وجه، لهذا نرفض تولية أربعة فقهاء على مصيرنا، لكننا ندعو ونقبل بحرية العمل الفقهي والديني، وله كامل الحرية في العمل الطوعي البعيد عن تغذية التجربة العراقية بنظام دولة الفقيه وسلطة الفرد الواحد أو الأربعة.وفي احد الأيام قام الباحث أثناء التجربة بإحضار وجبة طعام ليأكلها، ولكنه تفاجأ بوجود نشاط حركي يحدث لمنطقة اليد في دماغ الشامبانزي رغم أن يد القرد لم تتحرك إطلاقا.rnلقد اكتشف هذا أن القرد ينظر إلى الطعام الخاص به ويتجسد حالة الباحث ذهنيا ويتخيل أن يده تمتد إلى طعامه ويأكل منه.rnنفس هذه الخلايا المرآتية موجودة عند الإنسان، وهي المسؤولة عن حدوث بعض ردود الأفعال مثل أن يكون شخصاً ما متابعاً لمباراة كرة قدم، وتصل الكرة إلى منطقة الهجوم، فيقوم احد اللاعبين باللحاق بها قبل خروجها من الملعب، فان هذا المشاهد ستشد عضلات ساقيه وظهره وهو متحفز للحاق بالكرة، رغم انه مجرد مشاهد!rnوفقاً لهذا المنظور يمكن القول إن الإنسان يشعر بالعطف والألم عند رؤية صور يقال إنها تتعلق بمجزرة تحدث في إحدى الدول. عند رؤية هذه الصور فان الإنسان العادي سيحاول المساهمة ولو بقدر بسيط مثل مشاركة الصورة على صفحته الخاصة في الفيس بوك أو القيام بنشر الخبر بأية وسيلة أخرى. هذا الأمر مرتبط بالإنسان العادي في كل مكان وزمان، فما بالك بمسلم  متدين يصل إليه خبر مفاده أن مجموعة من المسلمين مستضعفون في دولة معينة ولا حول لهم ولا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram