TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :لا كهربـــاء ولا ضــــوه

سلاما ياعراق :لا كهربـــاء ولا ضــــوه

نشر في: 31 أغسطس, 2012: 07:46 م

 هاشم العقابيكان يوم أمس على مدار الأربع وعشرين ساعة  "كابوسيا" بمعنى الكلمة. ابتدأ بانقطاع الكهرباء. انقطعت فاستبشر الذباب المصري مستغلا صفنة الهواء وسخونة الجو وتصاعد الرطوبة ليلعب بي على هواه. والذباب المصري، لمن لا يعرفه، من نوع "اللزكة" الذي لو حظي بك مرة فلن يفك عنك ياخة حتى لو رميت نفسك بجهنم.
rn "بالدوش" لمجابهة وطأة الحر برشّة ماء ولأهرب من الذباب الذي لا يرحم. وما أن  صحت  "افيش" مع اول رشّة حتى انقطع الماء هو الآخر. انقطع فهاجمتني  "ذبانتان". حتى "الذبان" ما عاد يختشي من رؤية العريان. واحدة لدغتني بكتفي، والأخرى ظلت تحوم حول رأسي وطنينها يخترق اذني. لم يكن طنينا عاديا بل أحسستها تغني ساخرة شامتة: "اجيبك للدرب كتلك اجيبك". شسوي بالله؟ بكيت على حالي وحال العراقيين الذين لا يعلم الا الله قصصهم المحزنة مع ايام وليالي قطع الكهرباء. هذا طبعا باستثناء قاسم سلطان الذي كانت احلى لياليه مع "أم شامة،" ليلة "لا كهرباء ولا ضوه". rnعجزي عن فعل اي شيء ينفع في استجلاب الكهرباء لم يبق لي غير ان الوذ بالحيل الدفاعية، التي ثبرنا بها جدنا في الإنسانية فرويد، لأصبر نفسي او ألهيها سعيا مني لكسر حالة الضجر التي لفتني من كل حدب وصوب حتى ضيقت على أنفاسي. وأخيرا اهتديت إلى حيلة تنشيط مخيلتي علها تستحضر لي ما يخفف حالة التوتر التي أنا فيها. وفجأة قفز وجه نائب من "دولة المقربين" كنت قد رأيت صورة له منشورة في احد المواقع الالكترونية، قبل أيام، بجنب فنانة مصرية. وبعد أن قمت له بالواجب على الطريقة العراقية، دمدمت: شكلك وانته "هالفايخ" وأنا من الحركة زهدية. rnحاولت أن أحوّل موجة المخيلة صوب محطة أخرى تخلصا من ثقل رؤية وجه المستشار،  لكنها أبت ان تفارق "أهلها". دعوت الله أن يعيد الكهرباء ولو لدقيقتين فقط كي أعيد النظر لتلك الصورة على النت دون أن أجهد مخيلتي، فلم يستجب سبحانه وتعالى لدعائي. لاحت لي عبارة "الحسناء والوحش" التي علقت بها إحدى العراقيات تحت الصورة ". وتذكرت، أيضا، انه نسب للفنانة المصرية قولها ان "الساسة العراقيين قمة في الانحطاط الأخلاقي". كل هذا قد اعرف له سببا او آخر. لكن لماذا استحضرت المطرب عبادي العماري في تلك اللحظة؟ حقا لا أدري. لم استحضر عبادي بالصورة، فقط، بل وبالصوت أيضا وهو يغني:rnلا تربط الجرباء حول صحيحة  خوفي على تلك الصحيحة تجربrnربما تذكرتها لأن المرحوم عبادي كان يلفظها "حول صحيحةٌ" وليس "حول صحيحةٍ".rnالمهم اني قلدته في غنائها لغة واداء، لكني غفوت. يبدو انها غفوة "امهموم" كما يقول البدوي. حلمت في غفوتي اني عند محطة قطار لنقل المسافرين. وهناك وجدت الفنانة سليمة خضير واختها أمل بين الغرباء. سلمت عليهما فغنت لي أمل خضير بيتا من الابوذية بطور المحمداوي. قلت لها لأول مرة اسمع هذا الطور من مطربة عراقية. قالت لي نعم ومن شدة الضيم. ثم بكت وبكت سليمة فشاركتهما البكاء حتى "ثغبت" وكدت ان اختنق. صحوت على صوت صاحبي ابو يوسف يوقظني من النوم ويقول لي: "ما ردت اكعدك بس سمعتك تون فما تحملت اخليك بالكابوس". بارك الله بك يا صاحبي لكن قلي: متى أتت الكهرباء؟ قبل ربع ساعة تقريبا. نهضت، فشعرت بألم شديد بكتفي. مددت يدي فإذا بلدغة "الذبانة" قد ورمت. خرجت صوب الصيدلية بحثا عن دواء،  ويا ليتني ما خرجت. للحدث بقية.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram