بغداد/ نورا خالدقدّم الشاعر والإعلامي ملك محمد جودة والناقد علي الفواز محاضرة تحمل عنوان (سيرة المدينة من ذاكرة المكان) في أصبوحة الأربعاء الماضي على قاعة الجواهري في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، تحدثا خلالها عن أهمية المكان بالنسبة للمبدعين واتخذا من ثانوية قتيبة بمدينة الثورة أنموذجا لهذا الإبداع،
rn إذ تخرج منها العديد من الأسماء التي أثرت الثقافة العراقية بشتى أنواع الإبداع، ودورهم في مقارعة النظام الحاكم خلال سنوات السبعينيات.rnالشاعر والإعلامي ملك محمد جودة أكد من خلال المحاضرة على أهمية ذاكرة المكان بالنسبة للأديب والمبدع، وأشار الى أنها هي المحفز الأول للإبداع فمن دون ذاكرة الإبداع اي المكان التي تتحد مع خلايا دم المبدع لا إبداع أبداً، وبين جودة أن كل أمهات الكتب وأمهات الإبداعات في شتى المجالات جاءت بسبب المكان، فالمكان يلهم لان فيه الأهل والناس والبيئة والحبيبة وكل هذا هو أجزاء وعناصر الإبداع، فالمكان يعني كل شيء إلا أن الزمان له جزء مهم ويتمم المكان، وقرأ الشاعر ملك عدد من قصائده التي تدل على الحنين لبلده ومدينته ومدرسته التي تخرج منها وحبه لدجلة الذي كتب على ضفافه أجمل القصائد، وأشار علي الفواز خلال حديثه للمدى الى أهمية ذاكرة المكان إذ انه يبحث في أسرار هذا المكان أو محاولة الكشف عن المسكوت عنه في هذا المكان وأضاف الفواز : حاولنا من خلال هذه الجلسة أن نأخذ مقطعا من مدينة الثورة المدينة التي كانت عشوائية لكنها تحولت إلى مركز ثقافي ومعرفي وأصبحت مركزاً للمدينة السياسية والتجارية والمدينة العقائدية بأشكال جديدة من الحياة، فهذا المقطع يتعلق بثانوية قتيبة المدرسة التي تخرج منها أسماء كبيرة جدا من المثقفين العراقيين والسياسيين والأكاديميين ومن ضمنهم هاشم حسن وشاكر العيبي وفاروق يوسف وعبد الله صخي وكريم العراقي وفلاح حسن وأسماء كبيرة أخرى، وبين الفواز: أن الحديث عن هذا المكان يأخذ أهميته من خلال الرمزية ومن خلال القيمة المعنوية ومن خلال الأثر الذي تركه في سيرة المدينة وسيرة المشهد الثقافي العراقي الذي كان مشهدا سياسيا ومشهدا يساريا ومشهدا ديمقراطيا ارتبط بالرموز الذين تجوهر وعيهم داخل هذه المدرسة التي كانت فضاء ثقافيا وإنسانيا ومعرفيا تمكن من أن يصنع هذه اللمحة وهذه الوهجة وفي نهاية حديثه تمنى الفواز أن ينتبه صناع المكان العراقي وصناع السيرة والسياسة إلى أهمية المكان في الذاكرة فهو صانع للأثر وصانع للوعي. rnوملك محمد جودة، من مواليد بغداد 1953، حاصل على شهادة البكالوريوس من كلية الآداب جامعة بغداد عام 1976، وعلى شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة لانكستر في بريطانيا. وقد ترجم لتلفزيون بغداد عددا من الأفلام والمسلسلات الأجنبية.rnوسبق لاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، أن احتفى عام 2009 بالدكتور ملك محمد جودة، وقدم له درع الاتحاد تقديرا لمنجزه الثقافي، فيما قدم رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الناقد فاضل ثامر درع الجواهري للدكتور جودة تثمينا لجهوده ومنجزه الثقافي.rn
في قاعة الجواهري.. سيرة المدينة من ذاكرة المكان
نشر في: 31 أغسطس, 2012: 07:48 م