اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > البرازيلي يحتكر سوق الصاغة ..ارتفاع أسعار الذهب جـعل النـساء يعزفن عن شرائه

البرازيلي يحتكر سوق الصاغة ..ارتفاع أسعار الذهب جـعل النـساء يعزفن عن شرائه

نشر في: 31 أغسطس, 2012: 08:01 م

 تحقيق/ إيناس طارق   تصوير/ محمود رؤوف ألوان صفر براقة لامعة تجذب النظر وتسر العين وتغري أذواق النساء والشباب، لافتات وفلكسات علقت على واجهات محال الصاغة وأكشاك انتشرت في الأسواق وعلى الأرصفة "تبيع الزينة". الذهب بمختلف الأنواع والأشكال والزخارف، موضوع على طاولة خشبية مستطيلة
rn انه "ذهب برازيلي هندي وأوربي ومضمون لمدة سنتين، كما يقول الباعة". كتبت ورقة صغيرة على جانب البسطية "أسعار تنافس الذهب الأصلي". العبارة جعلت اغلب الصاغة يعلنون تقاعدهم من العمل ويتوقفون عن بيع الذهب  لفترة زمنية ،نظراً لانجذاب النساء وتهافتهن على شراء "البرازيلي" بمبالغ مالية زهيدة . rnالموضوع كان يحتاج إلى عدة آلاف من الدنانير لكشف سر هذا الذهب الذي غزا الأسواق والتهم مال النسوة اللواتي أصبحن زبائن دائميات عند أصحاب أكشاك الذهب وغالبا ما يلجأن إلى المحال التي تبيع هذا النوع  بسبب فرق السعر، وليس الصياغة ، فأسعار الذهب الأصلي وصلت الى 290 ألف دينار للمثقال الواحد "المثقال يساوي خمسة غرامات" والمقلد سعره لا يتجاوز الـ 15 ألف دينار في أحسن الأحوال.rnمساعدة احد الصاغةrnاشترينا "أسوار" ذهب من النوع البرازيلي من احد الأكشاك الواقعة في شارع 14 تموز "14 رمضان سابقا أو ما يسمى شارع سيد الحليب نسبة الى السوبرماركت المتصدر واجهة السوق، الذي يعتبر سوقا يرتاده النساء بنسبة كبيرة جدا وبشكل يومي ،المبلغ  كان 10 آلاف دينار وبعد استمرار الإلحاح منا لتخفيض السعر من 15 إلى 10 آلاف حصلنا على السوار الذي كان جميلاً جدا وشكله يجذب الناظرين ولا يمكن تمييزه على الذهب الحقيقي أول مرة لولا خلوه من الوسم "ختم الصاغة".rnبعد ذلك ولأننا على معرفة بأحد أصحاب ورش الذهب الواقعة في منطقة الكاظمية، مكانها يقع في إحدى قيصريات سوق الصاغة طلبنا من صديقنا الصائغ، أن يجعله ذهبا حقيقيا أصليا لأننا نرغب في ارتداء الذهب لكن لا نملك المال لاقتنائه لارتفاع أسعاره في السوق قال إن العملية تكلفنا مبلغ يتجاوز 75 ألف دينار، لأنه سوف يقوم بطلائه سطحيا ببقايا الذهب وليس كما كنا نعتقد بماء الذهب حيث أكد الصائغ حامد ماهر أن طلاء الذهب لا يكون بالماء إنما بالذهب المنصهر الذي يصهر من بقايا الذهب المعاد والمتكسر، الذي يقوم بشرائه الصاغة  من الناس ،حامد اخذ السوار وقام بإذابة قطع من بقايا ذهب كانت منتشرة على سطح الطاولة الخاصة بالورشة ووضعها داخل علبة معدنية صغيرة، ولّف السوار فيها لفتين ومن ثم قام بإشعال نار ضعيفة جدا عليه ،فأصبح لون السوار مائلا الى الاحمرار بدورنا اعتقدنا أننا فقدنا 10 آلاف دينار لكن قام بعد أن برده بدقائق بصقله بورق لونه اصفر ناعم الملمس لمسناه بأصابع أيدينا اخبرنا حامد انه خاص بورش الذهب ويستخدم للصقل ، أخذنا السوار الذي أصبح ذهباً حقيقيا براقا. خرجنا من ورشة حامد الذي اخبرنا بأنهم الآن يجنون المال أكثر من صناعة وبيع الذهب المتكسر بسبب إقبال النساء على شراء الذهب البرازيلي او الأوربي والذي يستخدم في طلائه. rnاحتيال في وضح النهارrnالصائغ الصديق اخذ منا 75 الف دينار لقاء طلاء سوارنا قال انه سوف يبعثنا إلى احد الأصدقاء في السوق كاد يكون ضحية احد الصاغة الطارئين لولا انتباهه في الوقت المناسب، وصلنا إلى صاحب المحل الشاب عمار الذي رفض في بادئ الأمر التكلم عن الحادث لكن صديقنا الصائغ طمأنه وشرح له الغاية من التحقيق الخاص بالذهب المغشوش ، عمار بدأ حديثه قائلاً: جاءت امرأة  في العقد الرابع من العمر وبصحبتها فتاة لا يتجاوز عمرها الـ 17 عاما، المرأة كانت متكلمة وذات مظهر لائق جدا والفتاة أيضا ،الفتاة قالت : إنها تريد ان تبيع الذهب لأنها قامت بفسخ خطوبتها وقدمت المرأة التي معها - وكما ادعت والدتها - ورقة صائغ مختومة وأصولية وباسم الفتاة  ،الذهب كان مختوم "عيار 21" وكان عبارة عن "سيت كامل" وحسب ما مكتوب بالوصل سعر بيعه كان مليونين وربع المليون، كان كل شيء طبيعيا، ولان الوقت صباحا فلم يكن عندي مال كافٍ بالعملة العراقية والمرأة وابنتها رفضتا تسلّم المال بالعملة الأميركية الدولار وكانتا على عجلة من أمرهم المهم ، استأذنت وخرجت لاستدانة المال من احد الأصدقاء، طلبت من أخي الجلوس في مكاني ريثما أعود، بدوره قام بخدش القلادة بقطعة حديد مربعة نستخدمها لمعرفة نوعية الذهب ورقم الوسم أي بمعنى أكثر وضوحاً "هل هو عيار 12، 14 ، 18 أو 21 المهم القلادة عندما صقلت خرج لونها نحاسي أي احمر! عندما عدت كان أخي قد كتب ملاحظته لي على الطاولة والمرأتان كانتا هادئتين، وبشكل لا يلفت النظر أو الشك! أخي يتصل برجال الأمن الواقفين في السوق وهما من شؤون الداخلية، حضرا إلى المحل وشرحنا لهم الموضوع، المرأة تنكر والفتاة تقول إنها لا تعلم بان خطيبها قام بغشها واتصلت الفتاة بخطيبها تسأل عن نوع الذهب وإذا برجل يجيبها بأنه عيار 21 لكن رجل الأمن اخذ منها الهاتف واخبره إذا لم يحضر الى مركز شرطة الكاظمية بإرادته لك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram