TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث:قنبلة مرسي في حضن طهران

في الحدث:قنبلة مرسي في حضن طهران

نشر في: 31 أغسطس, 2012: 08:29 م

 حازم مبيضين تعطي الترجمة الفورية لخطاب الرئيس المصري محمد مرسي إلى الفارسية, في مؤتمر قمة عدم الانحياز المنعقدة بطهران, والتي حولت سوريا إلى البحرين, وتجاهلت ترحم الخطيب على الخلفاء الراشدين الأربعة, وقد سماهم واحداً بعد الآخر, لمحةً عما يمكن أن تقدمه إيران من مقترحات لحل الأزمة الدموية المتصاعدة فصولاً في سوريا,
rn منذ أكثر من ثمانية عشر شهراً. والمؤكد أن القنبلة التي فجرها مرسي, حين أعلن أن ما يجري في سوريا ثورة ضد نظام ظالم فقد شرعيته, وأن الوقوف إلى جانب الشعب السوري واجب أخلاقي, وصولاً إلى مقارنة السوريين بالفلسطينيين, وتأكيده أنهما شعبان يريدان الحرية والكرامة والعدالة, قد عقدت ألسنة القادة الإيرانيين, ومنعتهم مصالحهم من الرد, مكتفين بالترجمة البائسة للخطاب, ومنوهين بانسحاب الوفد السوري من القاعة, احتجاجاً على تدخل مرسي بالأزمة السورية, التي لم يبق في الكون من لم يتدخل بها, ويساهم في إذكاء نيرانها.rn المهم في القنبلة التي فجرها مرسي, ليس في رفضها محاولة النظام السوري, الترويج لنظرية مؤامرة خارجية تنفذها عصابات مسلحة, وإنما في إدانتها الصريحة لموقف طهران, وفي كونها كشفت موقف مصر مما يجري في بلاد الشام, وبينت أن عودة العلاقات بين النظام الاخواني في مصر, ونظام الولي الفقيه لن تكون سهلة, وربما أصعب كثيراً    لو أن المحاولة جرت أيام مبارك, فالحاجز المذهبي يقف اليوم بكل صلابة أمام مثل هذا التطور, والأهم أنها لمحت إلى طبيعة المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية, حتى وإن تضمنت دعوة طهران لتكون الضلع الرابع فيها.rnليس سراً أن إيران اعتبرت ما يجري في سوريا على أنه أزمة من أزماتها الداخلية, فالبلدان ينتميان إلى خط المقاومة والممانعة الوهمي, وسوريا بنظامها الحالي حجر الأساس في مواقف إيران الإقليمية, وإذا كانت تعلن أنها تدعم برنامجاً للإصلاح في سوريا، وتدعو للحل السياسي، وترفض أي تدخل خارجي عسكري في سوريا أياً كانت أسبابه ومبرراته، فإنها تستثني تدخلها بأكثر من وسيلة لنصرة النظام العلماني في دمشق, رغم أنها قائدة الثورة الإسلامية التي لم تتمكن بعد من تجاوز جغرافيا إيران, وهي تواجه في داخل حدودها مقاومة تأخذ العديد من الأشكال.rnتجد الثورة الإسلامية في إيران نفسها اليوم في مواجهة واقع لم تتوقعه, وهو يمنعها من أن تكون بعض الحل في سوريا, ما دامت  قد انتهجت سياسة أن تكون بعضاً من المشكلة,  على أساس فهم أن واشنطن هي من يحرك الأحداث في سوريا, وأن مهمتها هي التصدي لكل السياسات الأميركية,  وإذ يعرف ساسة إيران أنهم غير قادرين على المواجهة المباشرة, فأنهم يخوضون حروبهم مع الشيطان الأكبر بالوكالة, سواء في العراق أو لبنان, وأخيراً في سوريا, وبغض النظر عن خسائر شعوب تلك الدول من هذه الحروب.rnواستناداً إلى كل المواقف التي فضحتها ترجمة خطاب مرسي, فان إيران لن تتمكن من طرح مبادرة متوازنة لحل الأزمة السورية, وهي تجد نفسها مجبرةً على المراهنة, على أمل أن تقصي الانتخابات الأميركية  الديمقراطيين عن الحكم, وتعود بالجمهوريين إلى البيت الأبيض, وهم الذين توافقت سياساتهم مع طهران في أكثر من موقع, ومثال العراق وأفغانستان يقف شاهداً, وهي ستواصل خوض حربها بكل الوسائل لدعم نظام الأسد, باعتباره ورقة للمساومة, وعلى أساس النجاح المتوقع لسياسات البازار التي تتقنها طهران, غير أن تغير الظروف سيمنعها من تحقيق غاياتها, فالعالم يتغير بسرعة, لاتستطيع العقلية المغرقة في رجعيتها وجمودها مجاراتها أو حتى فهمها.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram