بغداد/ المدىإنه شاب، إذن هو متمرد رأسه مملوء بقناعات وأفكار غريبة، لا يطيق النصيحة ويعتبرها تدخلاً في شؤونه ولا يطيق حتى الحوار، يرد بعصبية وينتهي الحوار معه غالباً بنزاع. هذه الصورة النمطية عن الشباب فيها ما هو صحيح وفيها ما لا ينطبق على الواقع لكنها موجودة لدى كثيرين وقد يكون من الأصح القول إنها لا تنطبق على كل الشباب ولا في كل الأوقات. إذا تحدثت عن شاب فأنت تتحدث عن شخص عصبي وفوضوي ومتمرد، هذا ما يعتقده الكثيرون، فما رأي الشباب في وصفهم بالمتمردين؟
الشاب علي يؤكد أنه ليس كل الشباب عصبيين ومتمردين فهنا اختلافات فقد نجد بعض الشباب هادئين ومطيعين وبالتالي هذه ليست قاعدة نطبقها على الكل. أما خالد فيقول: الشباب عموماً لا يحبون أن يرفض لهم طلباً دون إبداء الأسباب المقنعة لهذا الرفض فيبدأ في العناد ثم التمرد وأنا لا أحب أن يفرض أحد رأيه عليّ لأنني لا أحب أن تطمس شخصيتي بطريقة كهذه، بل أحب النقاش مع من يعارضني فإذا اقتنعت برأيه أتبعته وإذا لم أقتنع بكلامه فإنني أفعل ما أريد وأكثر ما يجعلني أنفر من آراء الآخرين هو أسلوبهم في عرض رأيهم فقد يعجبني رأيهم وأشعر بأنه صحيح لكن أسلوبهم في الحديث كالاستهزاء والاستعلاء علي وعلى تفكيري يجعلني أعاند وأرفض كلامهم. ويرد أحمد على اتهام المجتمع للشباب بأنهم عصبيون ومتمردون وفوضويون قائلا: (هذا اتهامه باطل فما ينطبق على أقلية لا يمكن تعميمه على الكل وأعتقد بأن الغضب قد يصيب كل إنسان من خلال مواقف الحياة المختلفة فقد يصبح الشاب عصبياً عندما يشعر في بعض الأحيان باليأس من الحياة أو أن يهيأ له أن كل الناس ضده أو في مواقف معينة تثير غضبه وغضبنا ليس موجها ضد الكبار فقط، ويضيف أحمد أعتقد أن الوالدين وطريقة تعاملهما يحدان من هذا التمرد فبالنقاش الهادئ يستطيعان طرح وجهة نظرهما ويتركان له حرية الاختيار. أما ماجد فيعتقد أن مسألة عصبية الشباب وتمردهم شيء عادي بسبب قلة الخبرة وسهولة استثارتهم بسبب الحماس والعنفوان اللذين يميزان مرحلة الشباب، فالشباب قد تدفعه بعض العوامل ليصبح شخصاً عصبياً مثل المشكلات العائلية وضغوط الأهل وحرمانهم أبناءهم من بعض الأشياء التي يرى الشباب أنها من ضروريات الحياة لديهم السفر والسهر، وقد تدفع الدراسة ومشكلاتها الشباب ليصبحوا عصبيين، والأمر نفسه بالنسبة لضغوط المجتمع أما في ما يتعلق برفض الشباب بعض الأمور البسيطة وعنادهم فأعتقد أنها عادية لا تستحق أن نقول إنها تمرد إلا إذا زادت على حدها الطبيعي. وبانفعال يقول وليد: (إن الكبار هم العصبيون فهم ينفعلون بسرعة بمجرد أن يظهر عند الشاب رأي يخالف آراءهم فلا يستمعون لرأيه وينفعلون ويغضبون ويرفضون الرأي المخالف وأعترف بأن بعض الشباب طبيعتهم من الصغر عصبية ولا يستطيع السيطرة على أعصابه وتصرفاته.. ويعتقد وليد أن الظروف والتربية تجعلان الشاب يغضب ثم يتطور الغضب للعناد فيصبح تمرداً فيتحول التعامل بين الشاب ومن حوله ومن ضمنهم والداه إلى شتم وضرب وبصراحة من يتعامل مع والديه بهذه الطريقة وهذا يحدث كثيراً قد يتعامل مع الآخرين بنفس الطريقة، ويضيف أنا ومجموعة أصدقائي نحاول أن نجد من تصرفاتنا الخاطئة ونحاول أن نعدل من سلوكنا الخاطئ بالنصح والإرشاد فإذا تمرد أحد الأصدقاء فإننا نبدأ بمقاطعته ونحسسه بخطئه حتى يعود لصوابه. من جانبه يقول حارث السعدي باحث في علم الاجتماع عن عصبية الشباب وتمردهم: "هذه الصفات توجد في كل الشباب ولكن بشكل متفاوت فنادراً ما تظهر عند البعض وقد تظهر عند البعض الآخر بشكل متكرر يسمح لنا بأن نصفهم بأنهم عصبيون ومتمردون وقد تدفعهم لذلك العوامل البيئية من مشكلات وظروف أسرية وأسلوب التعامل في البيت والتربية والأصدقاء والفضائيات، وفي فترة المراهقة يبدأ الشباب المحاولة في إظهار شخصياتهم وإبداء آرائهم في مختلف المواقف وبالتالي فإن أي معارضة عنيفة من الأهل قد تجعلهم يعاندون ويتمردون ويصرون على آرائهم حتى لو كانوا مقتنعين بأنها خاطئة وذلك نوع من ممارسة الاحتجاج على أسلوب الأهل في التعامل. مضيفا "إن للأصدقاء في هذه السن دوراً كبيراً في تشجيع بعضهم البعض على التمرد".
شباب يرفض الاستسلام لحلول جاهزة...ويتهم بالتمرّد
نشر في: 1 سبتمبر, 2012: 07:01 م