علاء حسن قضية كرش المسؤول كانت واحدة من الأمور التي تصدى لها النظام السابق بإجراءات وأوامر القيام بالترشيق والخضوع لبرامج قاسية لإذابة الشحوم والتخلص من الوزن الزائد، للاحتفاظ بالمنصب ،ووقتذاك انشغل الجميع بالتخلص من الكروش للحصول على الانسجام التام بنسبة الوزن مع الطول.
rnالترشيق شمل المسؤولين بدءا من الوزراء فضلا عن وكلائهم والقادة العسكريين والحزبيين على اختلاف درجاتهم والمديرين العامين وحتى رؤساء تحرير الصحف، وهؤلاء في زمن فرض العقوبات الاقتصادية على العراق لم يعتمدوا على مفردات البطاقة التموينية في تناول طعامهم، لتمتعهم بامتيازات الحصول على اللحوم الحمراء والبيضاء، فيما يتناول بقية العراقيين الباذنجان المعروف لديهم باسم" وحش الطاوة " كسرا للحصار الجائر، وتعبيرا عن رفض المخططات الامبريالية.rnأوامر الترشيق أعقبها توجيه بالمشاركة في التدريب العسكري، وإجادة الفنون القتالية ليكون المسؤول صاحب الكرش على استعداد دائم لمواجهة المعتدين، ويده على الزناد وفوهة بندقيته موجهة على الدوام نحو الجبهة الشرقية والشمالية، ثم بعد ذلك الجنوبية بعد غزو الكويت، وبفضل الترشيق أصبح الشعب فيالق مسلحة، حتى تحول الزي العسكري الى دشاديش وبجامات للنوم، بعد غياب قماش البازة وخام الشام نتيجة منع مجلس الامن العراق من شراء البضائع من دون حصول موافقات مسبقة ، لكونه يخضع لبنود الفصل السابع.rnكانت فكرة النظام في التوجه نحو الترشيق لتحقيق المساواة بالوزن بين العراقيين بغض النظر عن مواقعهم ومسؤولياتهم، ولكي يعطي صورة واضحة بان "الحصار الجائر" سلب عافية ابناء الشعب، فأصابهم الهزال واصبحوا عبارة عن جلد وعظم، فغابت الكروش وحصل العراق على الريادة بين دول العالم كافة في اختفاء السمنة بين الرجال والنساء، وفي مقدمتهم من كان يتولى منصبا حزبيا او حكوميا او امنيا، او من عناصر حماية مسؤول فقد كرشه بأوامر الترشيق.rnيوم كان العراق يستقبل أسبوعيا مؤتمرات سياسية وفكرية ومهرجانات فنية وثقافية اعتاد الضيوف على تناول "السمك المسكوف" والحصول على مصرف جيب "خرجية" تثمينا للمواقف القومية المشرفة والداعمة للعراق وقيادته، وفي زمن الترشيق تواصلت تلك الفعاليات لكن عدد الضيوف انخفض بشكل ملحوظ، لأن الأصدقاء السابقين وجدوا في موائد الآخرين "سمك الزبيدي" خير بديل للمسكوف، في تلك الأجواء كانت حصة العراقيين فضلات الطيور في طحينهم مع توصيات مستمرة بشد الحزم لحين تحقيق النصر الناجز.rnعراق اليوم، الجديد كما يصفه بعض "سراق التجربة الديمقراطية" لا أثر لأصحاب الكروش في المواقع والمناصب، وعملية الترشيق اتجهت نحو التخلص من الترهل الحكومي بتجاهل توفير فرص العمل لملايين العاطلين من خريجي الجامعات، وشمل الترشيق الجديد قطع جسور في العاصمة بغداد وإغلاق طرق، ومن مظاهر الترشيق الجديد، منح كبار المسؤولين امتيازات لا توجد في كل دول العالم من رواتب ضخمة وسيارات مدرعة لهم ولأبناء أسرهم والأقرباء حتى الدرجة الرابعة، لان المسؤول الجديد اختلف عن السابق بتطابق نسبة وزنه مع طوله، بمعنى انه ليس صاحب كرش كبير يثير تساؤلات واعتراضات أعضاء مجلس الأمن.rn
نص ردن:كرش المسؤول
نشر في: 1 سبتمبر, 2012: 09:27 م