د. معتز محي عبد الحميد كثيراً ما تؤشر حوادث السرقة التي تحدث بين التلاميذ في المدارس ظاهرة يجب الوقوف عليها وتحديد أسبابها ودوافعها الاجتماعية، فهنالك دوافع عديدة لظاهرة السرقة عند الأطفال ومنها على سبيل المثال الرغبة في أن يكون مرموقاً في وسط أقرانه، فقد يسرق الطفل أشياءً من زملائه ليعطيها الى زملاء آخرين فيكون محبوباً بينهم، وسرقة النقود تكون لإشباع ميل أو هواية ركوب الدراجات أو لعب الأتاري أو البــليارد أو شراء لعبة ما .
ومن دوافع السرقة عند الأطفال أيضاً، الحرمان فقد يسرق الطفل لأنه محروم من اللعب أو الأدوات المدرسية التي يملكها زملاؤه ولا يملكها هو، وقد يسرق الطفل لأن لديه كراهية مستترة لأحد والديه ويريد أن يضايقها.. وهنا يكون تفسير السرقة على أنها انتقام للعطف المفقود والذي يخل به الوالدان أو أحدهما على الطفل، وعدم الإدراك الكافي قد يكون الدافع للسرقة أيضاً إذا كان الطفل لا يدرك معنى الملكية واحترام خصوصيات الآخرين وذلك لأنه لم يدرب على ذلك منذ الصغر، كما أن الإصابة بمرض نفسي قد يدفع الطفل إلى السرقة غير الإرادية أو السرقة القهرية. والسؤال.. ماذا تفعل الأسرة لو سرق طفلها؟ إذا لاحظت الأسرة أن طفلها قد أقدم على سلوك السرقة فينبغي في البداية أن تضع عدم معرفتها بفعلته حتى لا تدفعه إلى الكذب والإصرار على الكذب ، وكذلك حتى لا تكون المواجهة شديدة على نفسيته في المدى الطويل، وعلى الأسرة أن توضح - من وقت إلى آخر - مدى قيامه بالسرقة ومدى الظلم الذي يقع على شخص بالتعدي على خصوصياته التي ربما يكون في أشد الحاجة إليها ، كذلك يجب أن نبين له كيف يكون الأمر مؤلماً في حالة حدوث تلك السرقة للطفل ذاته، ولا بد أن يكون الحديث هادئاً وذلك باختلاق قصة عن شخص أقدم على السرقة وبيان مدى الذنب الشديد أما ألله سبحانه وتعالى الذي حرم السرقة وكيف يعاقب الله السارق ، وأيضاً الى جانب ذلك موقف المجتمع من الشخص الذي يسرق وكيف يكون منبوذاً من الجميع ولا صديق يحبه ولا حتى أقرب الناس إليه، وما إلى ذلك من أساليب التنفير من السرقة ، وهذا يتطلب المداومة على التوجيه المتزن نحو السلوكيات الحميدة التي يجب أن يتحلى بها الطفل . وفي حالة تكرار السرقة يجب أن تكون الصراحة والإقناع هما ركائز التفاهم والحوار ، ويجب أن تراعى عدة نقاط في معالجة المشكلة حتى لا تتطور من سرقة إلى كذب والى خوف ، ولذلك يجب أن يواجه الوالدان الابن بفعلته ويجب يدرك جيداً أنهما يعلمان الذنب الذي اقترفه ، وفي نفس الوقت تكون هذه المواجهة سراً أي بعيدة عن الأخوان والأصدقاء لأن مواجهته أمام الآخرين سوف تجرح مشاعره بدرجة كبيرة وقد تعرضه لمشاكل أخرى ليست في الحسبان . وعلى كل أسرة أن تراعي عدم استخدام الضرب كوسيلة للعلاج ، حيث أن الضرب سوف يجبر الطفل على الكذب والخوف وقد يحاول الانتقام بمحاولة تكرار فعلته ، مع مراعاة الاعتدال في إعطاء الطفل مصروفه اليومي بلا إسراف ولا حرمان بشكل يتناسب مع ظروفه ..
تحت المجهر:دوافع السرقة عند أطفالنا!
نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 05:25 م