يوسف فعل على إيقاعات صامتة وأفراح مكبوتة تم توديع الموسم الكروي الماضي مع أُمنيات بنسيان مخلفاته وإرهاصاته العديدة التي لم نحصد من وراء ضجته التي امتدت على مدار الفصول الأربعة سوى خيبة الأمل الكروية لتدني مستواه الفني الذي أدى الى إعياء وإرهاق جميع العاملين ضمن فلكه من المدربين والإداريين واللاعبين والجمهور حيث كان مملا وفارغاً من محتواه بسبب طول منافساته وغياب التنظيم عن أجندته وسار بطريقة ارتجالية الى محطته الأخيرة بشق الأنفس.
وسط تلك المخاض ضاعت على اتحاد الكرة الأب الرسمي للدوري فرصة ذهبية للامساك بتلابيب نجاح الدوري وترك رياح مخلفاته بطي النسيان تتمثل باطلاق تسميات اعتادت جميع الاتحادات الوطنية الكروية تنفيذها بعد نهاية كل موسم وسط إقامة احتفالية خاصة يحضرها أعضاء الاتحاد وضيوف الشرف ونخبة من عمالقة الكرة مع مجموعة من أبرز العاملين في الحقل الإعلامي بإخراج فني مميز تعرض فيه مجموعة منتقاة من أجمل الأهداف التي تم إحرازها في الدوري مع دعوة القنوات الفضائية العربية لنقله وبثه للعالم ،يقام الحفل في ارقى فنادق العاصمة لتسليم هدية هداف الدوري وتسمية أفضل لاعب وحكم ومدرب من خلال تصويت الحضور في محاولة لكسر الصمت الرهيب للاتحاد وتعويض الهدية المادية البخسة التي قدمها لهداف الدوري التي لا تتناسب مع جهوده المميزة ولا مع ارتفاع اسعار اللاعبين بعقود مادية عالية بما يدل على ان الدوري للفقراء! وهذا التفاوت له مردودات سلبية على مستقبل الدوري، لذلك فان الاحتفالية بمثابة قبلة الحياة عبر تتويج المميزين بصورة تليق بهم ويسهم في تسويق مباريات الدوري بصورة اكثر حداثة عن روتينية ايام زمان. ولكن الصدمة المدوية ان الدوري كانت نهايته حزينة مرت مرور الكرام وكان وداعه من اعضاء الاتحاد بفارغ الصبر وكأنهم أرادوا التخلص منه بأية طريقة كإسقاط فرض أو انه حِمل ثقيل لا فائدة لحامله.وفي حالة إقامة مثل هذه الاحتفاليات مستقبلا يمكن ان تفتح آفاقاً واسعة للاعبين المحليين وتضعهم على اعتاب مرحلة جديدة من حياتهم الكروية تحفزهم ببذل جهود حثيثة لتطوير قدراتهم الفنية في الموسم الكروي المقبل الذي نتوقع ان يكون افضل من سابقه بكثير، ويمكن تطبيق تلك الآلية في الموسم المقبل على ان يعلن منهاجها ومفرداتها منذ الآن.اما توديع الاتحاد لمنافسات الدوري بطريقة الفراق المفرح فانها أضرّت بالمنافسات وأدت الى تنامي شعور اللاعبين بالخيبة وعدم مساواتهم مع نظرائهم في الدوريات المجاورة التي تُقيم اجمل الاحتفاليات بعد نهاية كل الموسم لتسليم هدايا الافضل، ما يؤدي الى اهتزاز ثقة اللاعبين بدوريهم واتحادهم ومستوياتهم وينعكس سلباً على روحهم المعنوية التي بدأت تتآكل والصدأ يلتهمها بعدما كانت السلاح الوحيد للاعبي منتخبنا الوطني لتحقيق النجاحات في المحافل الدولية ولكن تلك الجزئيات الصغيرة تؤثر في الافعال الكبيرة وتفتت روح العزيمة والانتصار لدى اللاعبين والمدربين ، كما ان اقامة الاحتفالية يجعل من دورينا يسير على خطى الاحتراف متجاوزين محطات الارتجالية وغياب التخطيط.وهذه الاحتفالية ليست من ضرب الخيال أو قصة من الف ليلة وليلة وانما تحتاج الى قليل من التنظيم والدقة في العمل والابتعاد عن الروتين لحصد ثمار النجاح بعد موسم شاق رافقه الإرهاق وإحاطة الممل في مفاصل عدة من محطاته ، والكرة في ملعب الاتحاد للقيام بالمبادرة التي تُحسب له لإطلاقها في الموسم المقبل ليأخذ كل مجتهد نصيبه.
نبض الصراحة:دوري الفقـراء
نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 06:07 م