TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة:نقاط التفتيش

على هامش الصراحة:نقاط التفتيش

نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 06:45 م

 إحسان شمران الياسري إستراتيجية الأمن مهمة القوات الأمنية الباسلة، ونحن نساهم في بعض أجزائها من خلال الحِسّ الأمني والتحصّن مما قد نقع  فيه.. ونساهم أيضاً بالمعلومات التي تخدم القوات الأمنية في ملاحقة قوى الشر.. ومع محدودية أدوارنا قياساً بما تواجهه قواتنا الباسلة من مصاعب ومتاعب ومخاطر، فإننا نستحق جزءاً من كعكة الأمن التي تتباهى بها (مشكورة) قواتنا العظيمة وحكومتنا.. وهذا الجزء البسيط من الكعكة الأمنية 
rnليس إلا رفع الاختناقات التي ترتبها نقاط المرابطة والتفتيش كل صباح مع بداية العمل، وعند الظهيرة عندما نتوكل على الواحد الأحد ونتجه الى بيوتنا.rnوطبعاً ليس في هذهِ الأسطر ما يعيب على قوى الأمن ممارساتها في تطبيق تلك الإستراتيجية، وليس منّا من يدعو لتغييرها بما يضعف قبضة الأمن ويُريح قوى الشر.. غير إن الناس تدرك احياناً مغزى وجود نقطة التفتيش أو المرابطة.. ففيها تتمكن السلطات من عرقلة نشاط القوى المجرمة واللصوص.. ومن خلال التفتيش (بأجهزة كشف المتفجرات الحالية) تستطيع اكتشاف المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة وإلقاء القبض فوراً على المجرمين.. أما أن تكون نقاط التفتيش أو نقاط المرابطة مجرد حجز لمجاري الشوارع والإبقاء على مجرى واحد تحتشد أمامه مئات السيارات فيما يقف عسكري أو شرطي واحد يدخّن سيجارته دون اكتراث بالقادم أو الراحل. rnويحدث في نقاط أخرى، وبين فترة وأخرى أن الواقف في النقطة يُحرّك الجهاز فيؤشر على سيارتك ويسألك (أخونا شايل سلاح؟)، فإذا نفيت ذلك قال لك (توكل على الله).. وهكذا يمر الجميع بسلام من أمام هذا العسكري أو من أمام زميله المكلف بالتفتيش.. لأن آلية التفتيش وأجهزة التفتيش هي جزء من عملية كلية للتضييق على مستخدمي الطريق وليس على العابثين بأمنه.rnشيء آخر مما نرجو أن يسمح بسماعه أخواننا في قواتنا الباسلة، وهو إن جانب مهم من سلوك القوى الأمنية حاليا يعتمد رد الفعل وليس الفعل الاستباقي.. فعندما تحصل حوادث جرمية كالاغتيالات والتفجيرات، يجري قطع الطرق عن منطقة الحادث وتجري عمليات تفتيش في الجوار، بينما تعلم قواتنا العزيزة إن من يرتكب جريمة من هذهِ الشاكلة، لا يمكن أن يكون هاوياً، ومن غير المعقول أن يختبئ في البيت الرابع من موقع الجريمة، بل هو محترف يتصرف بأحاسيس أمنية متطورة ايضاً.. وبالتالي فأن من يدفع ثمن ردود الأفعال من هذهِ الشاكلة هو المجتمع ومستخدمي الطرق القريبة من مواقع الحدث.rnأنا أدرك إن المهمة شاقة وليست نزهة.. وإن ردود الأفعال لابد أن تحصل سواء كانت بحكم الغريزة أو لمحاولة القيام بشيء ما، وربما للظفر بالمجرم إن كان لم يزل قريباً، غير إن مشاريع حفظ الأمن على حساب الناس وراحتهم وحريتهم تصبح مقيتة، إذا ما عرفنا إن غاية مشاريع الأمن وجهود قوى الأمن، هي لخدمة الناس.. وإذا ما عرفنا ايضاً إن العملية مستمرة منذ فجر التغيير وليس ثمة مؤشرات لتعليقها، بمعنى إن أملنا بحياة خالية من نقاط تفتيش وسيطراته تقطع علينا الطرق وتجعلنا نحتك مع بعضنا للتسابق على الوصول الى المنفذ الوحيد في الشارع هي آمال ليست ذات أمد قصير. أكثر من هذا، صرنا نخاف من تصريحات القوى الأمنية بأنها تلقت تعليمات بفتح الطرق وتقليل نقاط التفتيش، لأننا في اليوم التالي نجد الخير وفيرا والزحام (لأبو موزة..).rnrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram