TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > أحاديث شفوية:أصلي

أحاديث شفوية:أصلي

نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 06:48 م

 احمد المهناعمنا خالد القشطيني انسان أصلي، وبالتبعية كاتب اصلي. فهناك انسان أولا وأعماله تكون مثلما يكون. و"أصلي" هذه صفة ابتدعها صديقنا التاريخي، الصحفي اللامع، عامر بدر حسون، خلال دردشة ليلية بيننا. سألته: لماذا لا أمل من علي الوردي يا عامر؟ أجابني: لأنه أصلي.
 rnونستخدم كلمة "بلادي" بنفس المعنى في عاميتنا العراقية. وعلى ما اعرف فإن المقصود بها صناعة أصلية وليست تقليدا. وأغلب الظن ان الاشادة هنا تنصرف الى بضائع أجنبية وليست محلية. فآخر ما يفعله العراقي هو التعبير عن اعجابه ببشر أو منتوجات بلاده، عدا القول وتكرار القول المحق بأن بلاده عزيزة، ولو كانت بخيلة وظالمة.rnوكان هذا أحد الجوانب التي تناولها القشطيني، في أمسية نظمها له المركز الثقافي العراقي في لندن، وتناول خلالها تجربته في الصحافة والكتابة، وهي ثرية ومتعددة الجوانب. فأبو نائل كاتب مقالة، مؤلف مسرحي، قاص، روائي، رسام، وصاحب عدة كتب في الفكر السياسي. وشأن جمهور الحاضرين استمتعت بالأمسية. فلا يمكن لأحد أن لا يستمتع بأحاديث أبو نائل، لأنه أولا "أصلي" كما قلت، وحر، وغني الموهبة والثقافة، ومتفرد في سخريته، وذو فكر انساني ترتكز قاعدته على نصرة الفقراء والضعفاء.rnوكل من هذه الجوانب والصفات يحتاج الى وقفة، وتأمل، وبالتالي "خدمة"، من أكثر من دارس وكاتب، لفحص كل منها منفردة، ولوضع سيرته الابداعية والفكرية مجملة في موقعها من الثقافة العراقية والعربية. وربما يتكرم البلد والأهل بذلك وينصفان، أو يستمران على عادتهما في التقتير والجور.rnوخلال أمسيته استذكر القشطيني بعضا من حوادث التحفيز والتشجيع في مسيرته. وكانت اولاها في صباه من مدرس انكليزي في المعهد البريطاني ببغداد. فقد ذكر له أنه يتمتع بموهبة قصصية وان عليه رعايتها وتطويرها. في حادثة أخرى، كتب محمد مندور، شيخ النقاد العرب، مقالة عن أحد أعداد مجلة الآداب البيروتية، أشاد فيها بمساهمة للقشطيني، ولفت الأنظار اليه، وهو لما يزل في العراق. الحادثة الأخرى في الغربة هي انتباهة الصحافي السعودي المعروف عثمان العمير له، والتي كانت سببا في انطلاقة عمود القشطيني اليومي الشهير في "الشرق الأوسط".rnفي هذه السيرة الممتدة لأكثر من ستين عاما جاء التشجيع من انكليزي ومصري وسعودي. ولا يوجد عامل تحفيزي فعال واحد من العراق. وهذا هو الطابع الغالب على "الثقافة الاجتماعية" العراقية. انها تحبيطية أكثر مما هي تشجيعية. وتعويقية أكثر مما هي تنموية.rnوالبحث في التاريخ يساعد، لاشك، على اكتشاف أسباب هذا الطابع التعويقي. ولكن ليس أقل من ذلك فائدة أن نبحث عن تلك الأسباب وتمثلاتها في أنفسنا وسلوكنا. ونحن نذهب الى التاريخ والى الذات من أجل معرفة تساعد على تغيير الواقع وتكميل النفس. ونحن على العموم نقر بأن "ثقافتنا الاجتماعية" أو "نفوسنا" تحبط ولا تشجع. نعرف ونقر ذلك، ونستنكره على مستوى الفكر. ولكن سلوكنا باق يمارس ما يرفضه فكرنا.rnأما من يفعل العكس بيننا فيبدو غريبا نوعا ما. والحق أن من شابه أهله في هذه الناحية فقد ظَلَم. فنادرا ما يخرج من هذا الجور المحلي كبار مثل القشطيني دون انصاف أجنبي. ولولا أن أبا نائل، أمده الله بالعافية وطول العمر، عادل، ولا يشبه أهله، لجار حتى على منصفيه الأجانب. أليس هذا ما فعله الذين حكمونا بذراع أميركا ثم أنكروا جميلها في اليوم التالي وارتموا في أحضان خصومها ملالي ايران!rnrn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram