 بغداد/ يوسف المحمداويمرت سنوات على التغيير وأخرى على إجراء الانتخابات، سواء في الحكومات الانتقالية أم الثابتة، ومع ذلك يجد ابو فاطمة ان وضع عائلته يزداد سوءا يوما بعد يوم، جيل من الأزمات، وجيل من الأرامل والأيتام، وأكداس من الفوضى، وطوابير من البطالة على أبواب معامل معطلة بأوامر الفساد التي يشرعنها المفسدون.
 rn أبو فاطمة في أن يوصل رسالة الى رئيس الوزراء نوري المالكي لا لكونه رئيس السلطة التنفيذية فقط، بل لكونه مناضلا مثله في مقارعة النظام الصدامي، وهو من حمل السلاح واقصد ابو فاطمة طبعا، أيام الانتفاضة الشعبانية، وبعد أن قضى النظام على تلك الانتفاضة هرب من الهور باتجاه إيران، ليعمل منظفا في شوارعها لان الأجر عندهم على قدر المشقة.rnعاد ابو فاطمة وهو الآن يسكن في مخزن مهجور تابع لوزارة الزراعة في قضاء المجر الكبير التابع لمحافظة ميسان، ونتيجة لنضاله وفرت له دوائر البر والإحسان فرصة أن يعمل حارسا في جامع يديره سيد من اهل البيت اسكنه نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي في بيته السابق عطفا عليه لا لكونه سيداً فقط، بل لانه تزوج اخيرا من الزوجة الرابعة، وابو فاطمة يبحث عن لقمته الضائعة. rnكتب ابو فاطمة رسالته إلى رئيس الوزراء نوري المالكي وهذا نصها "بسم الله الرحمن الرحيم.... والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المنتجبين... سيدي دولة رئيس الوزراء المحترم... اعرف بان دولتكم مشغول بالعديد من الأمور وخاصة هذه الأيام التي تزامن ورقة الإصلاح السياسي، وليس الإصلاح الخدمي لذا سأختصر حتى لا تكون رسالتي مضيعة لوقتك الثمين، بالأمس وعدت المواطنين بفترة 100 يوم لإصلاح ما دمره الساسة، ومرت ولم نجن كمواطنين غير دمار آخر، وأمهلتك كتلة سياسية ستة أشهر ومرت أيضا، ولم اجن منك ومنها غير مائدة خاوية ليس فيها غير الطماطم، وها هي الأيام تمر والشهور وانا كما انا اسكن بعد جهاد مع النظام الصدامي مع أكثر من 60 عائلة مجاهدة داخل مخزن متروك لا يحتوي على ابسط الحقوق والخدمات الإنسانية. rnسيدي الرئيس.. انا احدثك بلسان مجاهد مثلك قد تفوقني بالكرسي الذي تجلس عليه، وقد أفوقك بجلوسي على بساط الصبر والإيمان، وبأرشيف جهادي بعت من اجله مال الدنيا بجامعها، لأعمل منظفا بشوارع إيران، والآن منظفا بجامع، ولا يحرجني ذلك بقدر ما يحرجني صمتك وأنت المجاهد إزاء ما يحصل للمواطنين. اقسم لك بمن أنا وأنت على ولايته، أحيانا نأكل انا وعائلتي وجبة واحدة في اليوم، ألا يحزنك ذلك ونحن في بلد الميزانيات الانفجارية؟ rnسيدي الرئيس لا نريد شققا سكنية بل نريد كما يريد اللاجئون خياما يصلها الطعام، وتذكر يا كبير دولة القانون انا وعائلتي وجميع العوائل في ذلك المخيم- عفوا- المخزن خرجنا في يوم الانتخابات وانتخبناك، وانت اقسمت على خدمة جميع المواطنين وبتطبيق العدل والإنصاف بقسم دستوري، ولم نحصل على شيء، فمن المذنب أنت أم من انتخبوك؟ سؤال سيجيب عنه التاريخ حتما ومن دون الاستعانة بمستشاريك".rnrn