اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > تطور النظم الإدارية للمعلومات

تطور النظم الإدارية للمعلومات

نشر في: 4 سبتمبر, 2012: 07:44 م

صبيح الحافظكان للطفرة الكبيرة التي عمّت النظم الإدارية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية والمتطلبات اللانهائية  التي عمّت العالم في الأعوام الأخيرة في العقدين السادس والسابع من القرن الماضي نتيجة للتزايد السكاني الرهيب أثر بالغ على تطور المنظمات الصناعية والتكوين الإداري والتنظيمي للشركات والمنشآت الصناعية على وجه العموم ،فقد ازداد تنظيم المنشأة تعقيداً بسبب التداخل الكبير بين أقسامها المختلفة ،
 الأمر الذي أوجد ضرورة ملحّة لاستحداث أبعاد جديدة في الإدارة الحديثة ، ويمكن القول- بدون مبالغة كبيرة -إن أهم ما استحدث من أبعاد في الإدارة العلمية الحديثة وأكثرها دقة وفائدة كان تصميم وإدخال نظم متقدمة للمعلومات الإدارية بما تشمله من أساليب وإجراءات حفظ واسترجاع وتداول واتصال ، ولقد كان للتكنولوجيا الحديثة التي استحدثت في مجال المعلومات فضلها الكبير في إمكانية تصميم النظم المعقدة وتنفيذها بكفاءة عالية ، فالحاسب الإلكتروني وهو الجهاز الرئيس الذي تعتمد عليه نظم المعلومات الإدارية الحديثة بقدراته الهائلة وسرعته المذهلة قد أدخل الإدارة في عصر جديد وجعل منها عملاً علمياً مبنياً على حقائق وتقديرات الموقف ،وتعد الفترة التي دخلت فيها الآلة إلى ميدان العمل جنباً إلى جنب مع الإنسان في أوائل القرن الثامن عشر قد أطلق عليها فترة الثورة الصناعية ،ذلك لأنها كانت قد أحدثت تغييراً جذرياً في أداء الإنسان وقفزت بمعدلاته قفزة هائلة أثرت على الصناعة والإدارة تأثيراً ثورياً ما جعلنا نطلق عليها اسم الثورة الصناعية  ،وذلك بالرغم من ضآلة هذا الأثر إذا قيس بالأثر الذي أحدثه الحاسب الإلكتروني في معدلات الأداء وفي سرعة الإنجاز والقدرات الفائقة التي يمتاز بها هذا الجهاز رغم حداثة العهد بعالم الحاسبات الإلكترونية ،فالحاسب الإلكتروني يستطيع أن ينجز ما يقدمه له الإنسان بسرعة قد تفوق سرعة الإنسان عند استخدامه الآلة الحاسبة العادية بمقدار عشرة ملايين المرات ،   بالإضافة إلى قدرات الحاسب الإلكتروني على تخزين قدر هائل من البيانات والمعلومات واسترجاعها في لمح البصر عند طلبها مبوبة ومرتبة بالصورة التي يطلبها المدير ، بل يقوم بعمليات تحليل واستخلاص واستنباط النتائج المختلفة التي تلزم المدير   اتخاذ قراراته ، كل ذلك في زمن لا يتعدى الثانية الواحدة.والنوع الآخر من التكنولوجيا التي استحدثت في مجال المعلومات وحفظها هو المصغرات الفلمية ،وهي وسائل لتسجيل المعلومات وحفظها وتوثيقها بعد تصوير الوثائق الورقية التي تحملها  مصغرة على أفلام مختلفة القياسات أو على شرائح صغيرة تعرف باسم المايكروفيش.وبذلك أمكن حل مشكلة الفراغ اللازم لحفظ الوثائق بأشكالها حلاً جذرياً باستخدام وسائل الحفظ الإلكترونية للمعلومات ووسائل الحفظ المايكروفلمية  . علاوة على المميزات التي ذكرناها فإنها توفر أمناً كبيراً للمعلومات ،إذ أنه من الممكن الاحتفاظ بنسخ إضافية من هذه المعلومات في أماكن بديلة يرجع إليها إذا حدث تلف لوسائل حفظ المعلومات المتداولة.وعندما أدخلت هذه النظم الحديثة للمعلومات إلى مجال الإدارة أحدثت فيها تطوراً شاملاً في جميع الأساليب والقواعد والطرق المتبعة . وتتلخص أهم مظاهر هذا التغيير في النواحي التالية:أصبحت وظائف التخطيط والمتابعة تعتمد بدرجة متزايدة على نظم المعلومات الإلكترونية ، إذ أن عملية اتخاذ القرارات أصبحت مبنية بدرجة كبيرة على المعلومات التي تتناسب بين المراكز المختلفة التي تشترك في اتخاذ القرارات ، فلم يعد الأمر قراراً فردياً بل هو سلسلة من القرارات تخرج من مراكز مختلفة بين إدارات وأنشطة العمل بالإدارة.لقد تغيرت المؤسسة وتغيرت هياكلها التنظيمية لكي تستوعب التكنولوجية الحديثة في المعلومات ،فقد أصبح أسلوب العمل بها وترتيب وتنسيق مواردها يعتمد على أسلوب الاقتراب المنظومي.لقد تغير الأسلوب الفني لإدارة أنشطة العمل المختلفة، فالتسويق والإدارة المالية والتصنيع وبقية مراكز العمل المختلفة بالمؤسسة  أصبحت تعتمد في تخطيطها ومتابعتها على نظم للمعلومات الإدارية ،وقد صممت خصيصاً  لكي تسهل عملية اتخاذ القرارات ومتابعة مراحل التنفيذ المختلفة بين إدارات العمل في المنطقة أو المنشأة.من ذلك يتضح أن المعلومات أصبحت الآن أخطر قضية من قضايا هذا العصر ،فهي تدخل في حياتنا اليومية وتدخل في قراراتنا وتدخل في أعمالنا المختلفة سواء في مراحل التخطيط أو مراحل المتابعة أو تصحيح المسارات وغيرها من القرارات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram