TOP

جريدة المدى > الملاحق > متخصصون لـ(المدى) :وسائل الإعلام المحلية عاجزة عن تغطية القضايا الاقتصادية

متخصصون لـ(المدى) :وسائل الإعلام المحلية عاجزة عن تغطية القضايا الاقتصادية

نشر في: 4 سبتمبر, 2012: 07:57 م

 بغداد/ احمد محمدحسن كاظم في عقده الستيني من العمر، يمتلك مكتبة لبيع الكتب والصحف في ساحة النصر وسط العاصمة بغداد، وضعت على رفوف مكتبته أكثر من 25 صحيفة يومية مختصة اغلبها بالأخبار السياسية، وعدد قليل من الصحف الرياضية، بينما تخلو مكتبته من أي صحيفة متخصصة بالإعلام الاقتصادي.
وأكد كاظم لـ "المدى" عدم اصدار اي صحيفة في الوقت الحاضر متخصصة بالشؤون الاقتصادية باستثناء مجلة شهرية واحدة، واشار الى ان العديد من الصحف الاقتصادية صدرت بعد عام 2003 ولكن "لم يستمر نشرها طويلاً، حيث اختفت من الأسواق بعد عدة اشهر من تأسيسها".وارجع سبب إخفاق الصحف الاقتصادية من الاستمرار في النشر إلى التدني في حجم المبيعات مقارنة بصحف السياسية والمنوعة، ولكنه أوضح في نفس الوقت أن الصفحات الاقتصادية في بعض الصحف اليومية تغطي بصورة جيدة جميع أخبار السوق والتعاملات التجارية، ولها متابعون من المتخصصين في مجال الأعمال والتجارة والمستثمرين.وقد صدرت بعد عام 2003 مئات الصحف المختلفة وبثت عشرات المحطات الإذاعية والقنوات الفضائية، توقف اغلبها عن العمل لأسباب مالية.هيمنة الأخبار السياسيةوقال سكرتير تحرير وكالة "دنانير" الاقتصادية أحمد صادق لـ "المدى" ان "الإعلام الاقتصادي في العراق مازال ناشئا وبحاجة الى الكثير من التطوير للوصول الى مستوى الإعلام الاقتصادي في دول الخليج العربي التي تمتلك صحافة اقتصادية متطورة"، وأضاف ان العراق بلد نفطي ويمتلك ثروات كبيرة ويحتاج الى كثير من الاعمار وتطوير بنيته التحتية، ومن الواجب ان يتناول الإعلام أخبار الاستثمار وأسعار العملات ومواد البناء ومراقبة اداء الاقتصاد في البلد. وأفاد بان وسائل الاعلام العراقية المختلفة تركز على الأخبار السياسية والأمنية بما يقارب الـ 90% من نشراتها الاخبارية اليومية، وما تبقى من 10 % تكون أخبارا اما رياضية او اقتصادية، وعلل ذلك بقلة عمليات البناء وضعف الإنتاج الصناعي المحلي، وبين عند ازدهار الاقتصاد ونشاط الاتجار تزداد الأخبار الاقتصادية وكثرة المهتمين بها وبالتالي زيادة أعداد المتابعين لها.  وقارن صادق ما بين الإعلام العراقي ونظيره الإماراتي الذي تكون 80% من نشراته الإخبارية الموجه للشعب الإماراتي هي اخبار اقتصادية و"اخبار ما يدخل الى جيب المواطن الإماراتي". وأضاف ان بعض الأخبار الرياضية تحولت الى الاقتصادية من خلال نقل أخبار الاستثمار بالأندية وبناء الملاعب وشراء لاعبين وأسعار تكاليف الإعلانات.واشتكى من افتقار المؤسسة الأكاديمية الإعلامية للأسس الصحيحة والتخصصية في دراسة مادة الصحافة الاقتصادية للطلبة في كليات وأقسام الإعلام في الجامعات العراقية، وتدريسه كمادة مستقلة أساسية وتعامل معه بعيدا عن السياسة.rnالافتقار إلى الثقافة الاقتصاديةمن جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي ستار البياتي لـ "المدى" أن بعض المقالات الصحفية تفتقر إلى بعض المعلومات والمصطلحات الاقتصادية، ودعا في الوقت ذاته إلى اقامة دورات تدريبية لبعض الصحفيين الاقتصاديين لتطوير قابلياتهم وصقل مواهبهم الصحفية ولزيادة معلوماتهم في مجال الاقتصاد والأمور المالية.وبين ان الإعلام الاقتصادي العراقي الحالي عاجز عن تغطية قضايا الاقتصاد المحلي، وبحاجة الى قفزة نوعية لنهوض به للوصول الى المستوى الإعلامي الذي يستطيع ان يواكب كل التطورات الحاصلة في البلاد. وقد قامت العديد من المؤسسات والمعاهد المحلية والعالمية بتنظيم دورات تعليمية وورش تدريبية للصحفيين العراقيين، وشارك في معظمها مدربون اجانب من امريكا وهولندا.  الإعلام الاقتصادي له مكانه وذكر التدريسي في كلية الإعلام الدكتور محمد عبود لـ "المدى" ان كلية الاعلام في جامعة بغداد لديها مواد تخصصية في دارسة الإعلام الاقتصادي لطلبة الدراسات الأولية في الجامعة، التي تقوم تطوير المنهج الدراسي وإضافة كل ما استجد على الساحة الاقتصادية العالمية.وأضاف ان الصحافة الاقتصادية العراقية ارتقت بأسلوبها بصورة كبيرة عما كان عليه في عام 2003، إلا أنها لم تأخذ حجمها الحقيقي لحد الآن في تغطية كل التحولات الجذرية التي يمر بها الاقتصاد المحلي.وأشار الى أن المواطن العراقي البسيط أصبح في الوقت الحالي أكثر وعيا لأهمية الاقتصاد ومدى ارتباطه بحياته اليومية، وخصوصا بعد اتجاه الاقتصاد نحو التحول إلى "الاقتصاد الحر" بعدما كان ينحصر الاستيراد والتصدير بيد أجهزة وشركات حكومية.وأشار إلى أن المواطن يتمكن الآن من معرفة آثار الأزمات السياسية في داخل البلد او الأزمات السياسية في دول الجوار وتأثيرها على أسعار المواد الأساسية مثل الفواكه والخضر.ويستورد العراق اغلب احتياجاته الأساسية من خارج البلد، تمر اغلبها عن طريق دول الجوار مثل المواد الغذائية والاستهلاكية اضافة الى المواد المعمرة، بينما يكون اغلب صادراته من النفط الخام بواقع أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا يشحن اغلبها عن طريق الخليج العربي او عبر أنابيب الى موانئ تركية.وأوضح المواطن مرتضى خالد 29 عاما ويعمل في احد المطابع لـ "المدى"

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram