TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن:"شويمر " ينتقم

نص ردن:"شويمر " ينتقم

نشر في: 4 سبتمبر, 2012: 08:59 م

 علاء حسن في قرية تابعة لقضاء الدجيل المعروف محلياً باسم "سميجة "  ولد" شويمر" فحمل خلال السنوات الاولى  من طفولته أعباء اسمه المثير للتساؤل والاستغراب والاستهجان ، فليس بين العراقيين من يحمل اسم الشمر حتى وإن كان بصيغة التصغير .
rnقصة الرجل وضع فصلها الأول الأب فنتيجة موت ثلاثة من أبنائه بعد سنة من ولادتهم ، وكانوا يحملون خير الأسماء،  قرر أن يحمل الرابع اسما يجعل من يسمعه يقول العياذ بالله ، فعاش شويمر الابن الوحيد بين خمس شقيقات، لكنه ظل يعاني الانطواء والعزلة ،فليس هناك من يقترب منه حتى من أبناء العمومة ، فهو بنظرهم يذكرهم بفاجعة كربلاء حتى في أيام الأعياد والأفراح .rnالفصل الآخر من القصة بدأ عندما هرب شويمر من المدرسة لأنه ما عاد يطيق ويتحمل سخرية الآخرين من اسمه ، فقرر الأب الانتقال إلى مدينة الكاظمية ليسكن في احد أحيائها ، وراجع دائرة النفوس لتغيير اسم ابنه من شويمر إلى شاكر ، وبهذا التحول واصل الدراسة حتى المرحلة الإعدادية ودخل كلية الشرطة وتخرج فيها برتبة ملازم .rnأبو شاكر شويمر سابقا ترك قريته وافتتح محلا لبيع التتن ، وخاض غمار العمل التجاري ، فتحسن وضعه المالي بشكل واضح ، فتمكن من شراء بيت في حي العدل ، ولإنهاء القطيعة مع أبناء العمومة توجه مع  الملازم شاكر إلى قريته ليختار لابنه الزوجة المناسبة ، ولكنه عاد خائبا  بعد سماعه قول أحدهم:" ما عدنا لشويمر مرة".rnتخلص شاكر من نحس اسمه القديم فتزوج ورزق بأبناء وبنات ، وتدرج بالرتب حتى وصل إلى  رتبة عقيد ، وظل متمسكا بوصية أبيه المرحوم بمقاطعة أبناء العمومة ، والوصول إلى القرية مهما كانت الأسباب . rnبعد فشل محاولة اغتيال صدام صدرت الأوامر باعتقال  المزيد من أبناء  قرى الدجيل وكلف  العقيد شاكر  بتنفيذ الواجب وتحت إشراف ومراقبة رجال المخابرات ، وتم اعتقال  العشرات من أبناء قرية العقيد ، وتم إيداعهم في مركز شرطة الدجيل  لجمع المزيد ثم نقلهم إلى بغداد.rnتوجهت نساء القرية من كبار السن إلى المركز للقاء المسؤول لإثبات براءة الأبناء ،  إحدى النساء تعرفت على العقيد  فقالت " هذا ابن عمي شويمر "، وإثر ذلك تعكرت الأجواء واضطربت النفوس وتصاعد الغضب لدى رجال المخابرات فانتابهم الشك، ولكن باستخدام كلمات الرجاء والتوسل تمكن العقيد أن يدفع عنه الشبهات ،  وبترديد النسوة عبارة "شويمر هجم بيوت عمامه " تخلص من مأزق الوقوع في دائرة المساءلة على الرغم من حمله رتبة عقيد . rnبعد  مرور مدة زمنية قليلة على تلك الحادثة ،أحيل العقيد للتقاعد لأن أحد أقاربه من الدرجة الرابعة متهم بالمشاركة في محاولة اغتيال الرئيس ، وعاد الرجل إلى مهنة أبيه تجارة التتن والسجائر.rn ابن العقيد المتقاعد ضابط برتبة ملازم  في الجيش العراقي ، طالما سمع من أبيه قصة "شويمر" من دون معرفة تفاصيلها ، وهو يجهل أن أباه كان يحمل هذا الاسم في طفولته ، ولكنه يضع دائما في اعتباره الامتناع عن اعتقال  شخص بدوافع انتقامية ، أو طبقا للمادة أربعة إرهاب الشهيرة من دون صدور مذكرات اعتقال أصولية .rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram