rn عامر القيسيتابعت برنامجا إذاعيا طرح سؤالا على المستمعين بشأن مصداقية ما يسمعونه من وعود الحصول على حصة من واردات النفط لكل مواطن من الحكومة والتي أقرت في الميزانية العامة منذ 23 شباط الماضي وأخيرا التصويت على قرار بهذا الخصوص في البرلمان يوم الأحد بحسب نواب من كتلة الأحرار التي اقترحت وتبنت الفكرة. rn
rnالتعليقات على الموضوع جاءت من شرائح مختلفة ومن تنويعات سياسية وجغرافية وطائفية أيضا من باب الدقة. سأنقل هنا بعض التعليقات بصورة عشوائية ونقرأ مدلولاتها فيما بعد.. rn (بالمشمش.. نكتة الموسم..والله ميسووهه لو تطلع نخله براسنه..خل يطونا الكهرباء أول..نروح وره الكذاب لباب بيته.. صدكت وردة النرجس وخالها محمد السلطان "وهو سلطان كثيرالكذب ".. خل يشبعون بالنفط وبعدين يطونه حصتنه.. أحسن ابرة مورفين..) الى آخره من التعليقات الساخرة الساخطة التي تعبر بكل شفافية عن عمق انعدام الثقة بين المواطن والحكومة، وهي قناعات متولدة بشكل أكيد من التجربة الشعبية القاسية في علاقة مع حكومة جهدت وتجهد نفسها في اطلاق الوعود الوردية والنتيجة هي قبض ريح بالنسبة للمواطن الذي يسمع جعجعة طوال الليل والنهار ولا يرى طحينا ولو كان مشابها لحصته من طحين البطاقة التموينية!!rnالثقة بين الحكومة والمواطن واحدة من أسس نجاح الحكومات في العالم أجمع، لان البرامج الحكومية دون دور للمواطن في تنفيذها تصبح برامج خالية من المضمون وعسيرة على التنفيذ، وحتى القوانين مالم يستقبلها المواطن بقناعة وارتياح فانها تبقى برامج عرجاء مهما كانت بسيطة وتبدو انها سنت وصدرت لمصلحة المواطن نفسه الذي يبقى ينظر اليها بريبة وعدم اكتراث بل والامعان في عدم الالتزام بها ومخافتها أيضا، اذا كانت علاقته مع الحكومة سيكولوجيا وواقعيا مبنية على أساس عدم الثقة النابعة بالدرجة الاولى من حكومة تكذب عليه أكثر مما تتنفس كما وصف الاميركان احد السياسيين العرب الراحلين!rnفي عام 1984 وفي طريقي من مطار بودابست في هنكاريا الى وسط العاصمة، استغربت أن يتوقف سائق سيارة الأجرة التي أقلتني مع أحد أصدقائي المقيمين في المدينة،عند الاشارة الضوئية المرورية رغم ان الساعة كانت الثانية صباحا تقريبا والتقاطع فارغ تماما من اي سيارة اخرى، وعندما استفسرت من السائق بواسطة صديقي عن سبب وقوفه رغم فراغ الشارع من السيارات، أجاب السائق، ان الحكومة تسن قوانينها لمصلحة المواطن لذلك ينبغي الالتزام بهذه القوانين واحترامها.هذا مثال بسيط من مئات الامثلة التي يتلمسها الزائر لبلدان العالم المتحضرة والتي تدهشنا نحن، وهي أمثلة تعبر عن احترام المواطن للحكومة لانها تعمل لصالحه.rnخطورة هذه القطيعة لدينا بين المواطن والحكومة ان البرنامج الأمني الحكومي يتوقف نجاحه على مستوى بارومتر الثقة بين الحاكم والمحكوم، وعندما تضعف هذه العلاقة أو "تتبخر" في أجواء "التكاذبات" السياسية فانها تنتج لنا مواطنا، حتى الآن، يعتبر وعود الحكومة بمنحه حصة من واردات النفط من أحلام الكشمش وليس المشمش حسب تعبير أحد المشاركين في البرنامج!! rnrn
كتابة على الحيطان:حصتنا من النفط.. بالكشمش!!
نشر في: 4 سبتمبر, 2012: 09:00 م