عدنان حسيندخول قوى الإسلام السياسي المتطرفة على خط الانتفاضة السورية المناهضة لنظام بشار الأسد أخذ هذه الانتفاضة في اتجاه مناهض للمبادئ التي انطلقت استناداً اليها والأهداف التي أعلنتها، بوصفها حركة ترمي لتحرير الشعب السوري من الدكتاتورية وإقامة نظام ديمقراطي بديل لنظام حزب البعث الشمولي.
rn هذا التطور السلبي يتمثل في عمليات التفجير في المدن المختلفة وبخاصة العاصمة دمشق والتي تتسابق المنظمات المتطرفة في تبني المسؤولية عنها. وسواء تحقق أحد أهداف الانتفاضة المتمثل في إسقاط نظام الأسد أو نجح هذا النظام في القضاء على الانتفاضة، فأن هذا التطور ستكون له آثار سلبية كبيرة على الحياة الاجتماعية والسياسية في سوريا لسنوات طويلة وربما عقود. rnكل الذين أيدوا الانتفاضة السورية فعلوا ذلك دعماً لحق الشعب السوري في الحرية والديمقراطية وتضامناً مع طابع الانتفاضة السلمي. وعلى هذا الأساس وقفوا ضد استخدام نظام بشار الأسد السلاح لسحق الانتفاضة. ومن نفس المنطلق لا بدّ من الوقوف ضد المنظمات والهيئات السورية التي تستسهل اللجوء إلى الأساليب الإرهابية باستخدام سلاح التفجيرات من دون مبرر.rnرفع السلاح لمواجهة قوات النظام دفاعاً عن النفس أمر مقبول ومشروع، لكن التفجيرات التي تُحدث قتلاً جماعياً وتدميراً شاملاً أمر غير مقبول وغير مشروع، لأن هناك أناساً أبرياء يُقتلون وآخرين تُدمّر ممتلكاتهم من دون أن يكون لهم ذنب. حتى المقرات الأمنية والعسكرية التي تستهدفها بعض عمليات التفجير يوجد فيها أناس لا دخل لهم في الصراع، وقد يكون بعضهم من المعارضين الصامتين للنظام، وليس ثمة وجه حق لقتلهم أو جرحهم أو تدمير ممتلكاتهم.rn وفي الحقيقة ما من تفجير بعبوات أو أحزمة ناسفة أو بسيارات مفخخة لا يموت فيه أبرياء أو لا تُدمَّر فيه أملاك لأبرياء، وتجربتنا خير دليل على ذلك، فما أطلقت على نفسها منظمات المقاومة ضد الاحتلال الأميركي أحرقت الأخضر واليابس بعملياتها الإرهابية. والدليل انه بينما قُتل في تلك العمليات أقل من خمسة آلاف جندي أميركي مات من المدنيين وحدهم نحو مئة ضعف هذا العدد، فيما أحدثت تلك العمليات دماراً هائلاً في الممتلكات العامة والخاصة وزادت من خراب البنية التحتية للبلاد، فضلاً عن انها تسببت في تأخير الانسحاب الأميركي سنوات عدة، وتعويق عودة الحياة الى طبيعتها في بلد أنهكت قواه في حروب عبثية على مدى ثلاثة عقود. كما تسببت تلك العمليات في إثارة وتسعير النعرات الطائفية وإشعال فتيل حرب أهلية طائفية وفي تسميم الحياة السياسية وتعطيل التنمية وتمكين من لا يستحقون ومن هم غير مؤهلين من تولي السلطة في البلاد، ما فاقم من معاناة الناس.rnنعم هذه كانت بعض نتائج العنف الأعمى الذي فجرته القوى الإرهابية بذريعة مقاومة الاحتلال. وسوريا مرشحة لمثل هذا الحصاد المر إن واصلت القوى المتطرفة استخدام سلاح الإرهاب. rnrn
شناشيل :الإرهاب يغيّر طابع الربيع السوري
نشر في: 4 سبتمبر, 2012: 09:32 م