TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس:ارفع كأسك .. أنت عراقيّ!

قرطاس:ارفع كأسك .. أنت عراقيّ!

نشر في: 5 سبتمبر, 2012: 06:27 م

 أحمد عبد الحسين الحملة الإيمانية التي أطلقتها الحكومة أول من أمس ذكرت العراقيين بحملة الحاج صدام حسين في التسعينات لكنّ الدوافع مختلفة طبعاً.سيعترض الأخوة الدولتقانونجيون بالقول :إنكم تدافعون عن السكارى ونشر الرذيلة في المجتمع، وهم يدركون أن المسألة أبعد بكثير من قنينة عرق وصحن مزة، الأمر يتعلق بهوية بلد، 
rnما نحن؟ ما العراق؟ هل هو دولة دينية؟ إذا كان الأمر كذلك فليعلنها الحاجّ الجديد صراحة ويريح ويستريح، ليقم بإلغاء الدستور ويضع آخر مكانه "يمكنه الاستعانة بالدستور الإيراني موقتاً" ويمكنه أيضاً أن يكيّف القوانين حسب هواه وهوى بطانته الأتقياء والعسكر الذين تذكروا اليوم أنهم مسلمون بعد عقود من السكر والعربدة، فالقانون مطاط كما قال الحجي صدام سابقاً، مقولة يتصرف الحُجاج الجدد اليوم بمقتضاها وإن لم يقولوها صراحة.rnأول  من أمس هجمت قواتنا الباسلة على البارات ومحال بيع الخمور، ربما للقضاء على آخر معاقل القاعدة، أو للردّ على موجة الاغتيالات التي تجتاح العراق طولاً وعرضاً، كسروا محتويات هذه المحال وأهانوا الروّاد وضربوهم وصادروا تلفوناتهم، كانوا باسلين ربما للتعويض عن تقاعسهم وتخاذلهم أمام الإرهاب من خلال الاستقواء على شبان مسالمين لم يحملوا يوماً سلاحاً ولم يهددوا أحداً.rnيقال ـ وأنا أصدّق ذلك ـ إن القرار انطلق من إيران أو بضغط إيرانيّ، فجارتنا المسلمة تريد منذ زمن بعيد للعراق أن يكون سوقاً للحشيشة، وقد صبرت الجمهورية الإسلامية طويلاً على مزاج العراقيين المستعصي الكاره الدخان المقدس، فللعراقيين مزاج صعب، يكرهون التحشيش ولهم علاقة وثيقة مع السوائل التي كانوا أول من قدمها لآلهتهم لأنهم أول من صنعها، أجدادنا هم من صنعوا البيرة والعرق، ولا يمكن لنا أن نتقبّل هذا المزاج الفارسيّ المتولّه بالحشيشة والترياق فلهم في ذلك أدبيات وأعراف صار لها منحى دينيّ صوفيّ.rnيراد للعراق أن يكون سوقاً لبضاعة جيراننا من الحشيشة، فكان لا بدّ من انطلاق حملة إيمانية تقضي على العرق "كم هو طريف أن كلمة عرق فيها ثلثا كلمة عراق"، وهكذا انطلقت الحملة.rnالذين قرروا هذا القرار في حسبانهم أن إعلاميين وصحفيين وناشطين وساسة ليبراليين سيحجمون عن إدانة هذا الفعل المخزي لأنهم سيكونون محاصرين بضغط أخلاقي وعرفيّ يمنعهم من المدافعة عن "شوية سكارى يبولون على بعضهم كما عبر مرجع ديني كبير"، لكنّهم ينسون أن القرار غير قانونيّ وأن الأمر له مساس بالحريات العامة وأن الدستور لا يقرّه، وأننا لسنا دولة إسلامية، وأن الدولتقانونجيين الذين يحكموننا اليوم لا يريدون أن يؤسسوا دولة لا قانوناً.rnصعب مستصعب أن تغيّر مزاج شعب بكامله، يمكن له أن تقسر عليه وتخيفه بوحش الطائفية فينتخبك مرة أو اثنتين، أو تمنعه من استماع الأغاني علناً .. لكن أن تحوّله قسراً إلى ثقافة شعب آخر، لمجرد أن يكون سوقاً لبضاعة مقدسة يصدرها لنا جيراننا الأقوى ، فلا أظن أن ذلك سيفلح.rnهذه الحملة الإيمانية سيتذكرها العراقيون بعد سنوات باستهزاء يليق بها وبأصحابها كما نستذكر اليوم الحملة الإيمانية للزاهد المتقي صاحب الحفرة.rn حتى من كان مثلي لا يفكر كثيراً بالشرب سيشرب اليوم، وسيكون شربه كسراً لقانون دولة القانون.rnبصحتكم!rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الصدر يغلق مرقد والده الى إشعارٍ آخر

فخري كريم: نتنياهو يتوهم بأن تغييب السيد نصر الله سيحمي "إسرائيل"

العراق يعلن الحداد العام 3 أيام تأبيناً لاستشهاد نصر الله

خامنئي: مصير المنطقة ستحدده قوى المقاومة

حزب الله يعلن استشهاد حسن نصر الله

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram